ساعات قليلة ويحسم الأمريكيون خيارهم بين المرشح الديمقراطي الرئيس باراك أوباما ومنافسه الجمهوري ميت رومني. ستيف كليمونز مؤسس قسم الشرق الأوسط بمؤسسة أمريكا الجديدة المتخصصة في بحث التحديات الأمنية والاستراتيجية الأمريكية المستقبلية، تابع مواقف المرشحين خلال حملتيهما الانتخابية تجاه الشرق الأوسط والسياسة الخارجية عموما. ففيما يتعلق بالرئيس أوباما, فإن الدراسة تلفت الانتباه إلي أن أولوياته الرئيسية خلال السنوات الأربع الماضية تحولت من مساعي إغراء إيران للتراجع عن سياستها النووية, وإقامة دولة فلسطينية مستقلة, وتطبيع العلاقات بين إسرائيل والعرب إلي البحث عن طريق للتعامل مع الربيع العربي, وما يثيره من اضطرابات وغموض, بأسلوب لا يهدد مصالح أمريكا أو يخلق أعداء استراتيجيين. وتتوقع الدراسة أن تفتقد إدارة أوباما الثانية إلي رؤية استراتيجية متماسكة واضحة, وسوف يحاول أوباما البقاء بأكبر قدر ممكن علي هامش الصراع في سوريا, وفي التعامل مع التطورات في مصر وتونس واليمن. وفي السياق نفسه, ستواجه الولاياتالمتحدة وحلفاؤها الغربيون ضغوطا للعمل مع مصر والأردن ولبنان واليمن ودول أخري في المنطقة لدعم اقتصاداتها. أما لو فاز رومني بالرئاسة, فستكون أولويات الولاياتالمتحدة, حسب تنبوء كليمونز, هي: بناء تحالفات قوية دائمة, وزيادة الاستثمارات في القوةالعسكرية. وفيما يتصل بالشرق الأوسط, سيكون أمن اسرائيل ودعم مصالحها في الشرق الأوسط نقطة البداية لاستراتيجية الأمن القومي الأمريكي في المنطقة. ويتوقع كليمونز أن تكون أحد أهم نتائج ذلك الانحياز لاسرائيل هو ترك دول المنطقة محشورة بين خيارين, احدهما الاذعان لنفوذ إيران المتزايد أو قبول المشاركة الإسرائيلية- الأمريكيةالجديدة باعتبارها واقعا لا يمكن لهذه الدول معادلته. وفيما يتصل بإيران, فإن إدارة رومني سوف تصنفها عدوا لمصالح الولاياتالمتحدة, وعدوا واضحا لإسرائيل. غير أن الصرامة في مواجهة إيران لاتعني أن إدارة رومني ستلجأ لعمل عسكري ضدها ولكنها سوف تواصل تصعيد العقوبات مع احتمال توجيه تهديدات عسكرية صارمة.