فجر تكرار مشهد رفع أعلام مجهولة المصدر بالميادين, والترويج لأقاليم ومناطق تسعي للاستقلال عن الدولة المصرية, والتي كان آخرها قيام أحد المتظاهرين بميدان التحرير برفع علم مكتوب عليه اقليم الصعيد المستقل . الذي احتوي علي ثلاثة ألوان: أزرق وأخضر وأبيض, وبه نخلة, وأيضا من قبل تم رفع العلم الاسود لتنظيم القاعدة في شبه جزيرة سيناء, اضافة الي رفع ذلك العلم الاسود أمام السفارة الامريكية بالقاهرة لمدة اربعة أيام متتالية, العديد من علامات الاستفهام حول أسباب تكرار هذه الظاهرة, واحتمالات تزايدها مستقبلا, وحقيقة من يقومون بها, وهل هم فعلا يعبرون عن تنظيمات سرية تهدف لتقسيم مصر وتقزيمها افريقيا وعربيا واقليميا أم هم مجرد أفراد لا يمثلون حركات أو تنظيمات وهدفهم فقط لفت الانتباه لتحقيق مطالب فئوية؟.. الأهرام طرحت كل هذه التساؤلات علي خبراء الجغرافيا السياسية والعسكرية والديموجرافية لتكشف ابعاد تلك الظاهرة......... اللواء سامح سيف اليزل الخبير العسكري تخوف من تكرار ظاهرة رفع الأعلام في الميادين العامة في أثناء التظاهرات السلمية, قائلا إن تلك الظاهرة يسعي القائمون بها إلي تقسيم وتقزيم الدولة المصرية, واستكمل اليزل قائلا إن فكرة التقسيم التي تشير إليها الأعلام التي تم رفعها بدأت تتواري من خلال طرح ينادي بأن تكون سيناء امتدادا لغزة سواء لتسكين مئات الالاف من مواطني القطاع, أو إنشاء مناطق تجارة حرة تكون بداية لتسكين أهالي غزة, مشيرا إلي أن ما يتردد بشأن النوبة ومحاولة تدويل مشكلتها هو تمهيدا للمطالبة بفصلها عن الحدود المصرية وأحد ما قد تحمله الأعلام الجديدة التي قد يتم رفها في المستقبل القريب, واستكمل اليزل قائلا كل ما تردد في هذا الشأن ينبيء بضرورة النظر إلي افكار التقسيم بنظرة أكثر جدية, خاصة بعدما ظهر أخيرا علم خاص بمنطقة الصعيد بنجومه ال9 وألوانه ال3, والتي وصل الامر لرفعه في مظاهرات أمام مجلس الوزراء والميادين العامة الرئسية في مصر, فضلا عن رفع علم تنظيم القاعدة الأسود بشكل شبه دائم في سيناء, وظهور هذا العلم الاسود لمدة4 أيام متتالية أمام السفارة الأمريكية بالقاهرة. وتخوف اليزل قائلا الشيء المذهل الذي لم استطع فهمه حتي الان أنه لم نر رد فعل يساوي حجم المشكلة وحجم هذا التجاوز سواء من أجهزة الدولة الرسمية المختلفة أو من قبل الإعلام بكافة اشكاله, وطالب كافة اجهزة الدولة الامنية والرقابية باتخاذ مواقف اكثر ايجابية واكثر جدية بشأن هذ الموضوع حتي لا نري علم آخر جديدا لمنطقة بحري وعلم آخر لوسط الدلتا. وحذر اللواء اليزل من خطورة المشكلة محملا الجميع المسئولية حتي لا يستمر البعض في طرح هذه الافكار التقسيمية لمصر, مشيرا إلي أن هناك عناصرية مصرية مؤجورة تعمل لصالح منظمات خارجية أو أجهزة استخبارات تتربص بمصر لمحاولة تنفيذ اجندات من دول ترغب في أخذ الريادة المصرية وتقسيم الدولة المصرية أفريقيا واقليميا وعربيا. الدكتورة أماني مسعود استاذ العلوم السياسية, بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية أرجعت فكرة رفع الاعلام في الميادين والتي حملت فكرة تقسيم مصر إلي رغبة من رفعو تلك الاعلام إلي العودة للولاءات التحتية التي بدأت تحيا من جديد بعد أن ضعف دور الدولة واختراقها من قبل آخرين, مشيرة إلي أن بعض المواطنيين يرفعون تلك الاعلام ليحتموا بالاقليم والبعض الآخر ليحتمي باسم الدين دون الدولة القومية. وأصرت أماني مسعود قائلة إن ما يحدث في مصر الان هو شيء متوقع, لكن زيادة تلك الظاهرة وتكرارها يؤدي الي تفتيت الدولة التي ينتهي معها مفهوم الدولة القومية المصرية الذي هو اخر ما يمكن ان تتعرض له مصر مستقبلا. ونبهت مسعود بأن الحل يكمن في استعادة هيبة الدولة, الذي يتحقق بمزيد من التوازن ما بين مفهوم الشرعية( الذي يعني قناعة الجماهير بأنهم محكومين بمن هو أفضل) والسلطة التي تعني قدرة الدولة علي فرض سيطرتها علي من يعودون للولاءات الأولية, قائلة نحن في حاجة الي زعيم ملهم يجمع الجماهير علي كلمة واحدة وهي كلمة الدولة المصرية, وأنه آن الآوان لتتوقف تصنيفات الردة لأشكال ما قبل الدولة. أما اللواء عادل سليمان مدير المركز الدولي للدراسات المستقبلية والاستراتيجية فيري أن فكرة رفع الاعلام التي تعبر وفقا لحاملها عن افكار تقسيمية لمصر لا تحمل دلالات لوجود حركات أو تنظيمات تهدف لتقسيم الدولة المصرية, مستكملا أن هدف من يرفعون هذه الاعلام هو تحقيق بعض المطالب الفئوية ولفت الانتباه, مستبعدا تقسيم مصر من قبل من يرفعون تلك الأعلام أو غيرهم, وذلك لاسباب جغرافيا وديموغرافيا و انثروبولوجيا التي حقتت نوعا من المزج بين شمال وجنوب البلاد, ومنعت من وجود أي منطقة مصرية ذات طبيعة ديمغرافية خاصة. وطالب اللواء سليمان بتحرك الجهات المسئولة لكشف من يقفون وراء هذه الاعلام التي تكرار رفعها قد يخلق نوعا من البلبلة بين المواطنين.