وفد من طلاب جامعة حلوان يزور بانوراما حرب أكتوبر احتفالاً بذكرى النصر    بيع 59.265 سيارة خلال ال 8 أشهر الأولى من 2024    ما الأهداف التي قد تهاجمها إسرائيل ردا على هجوم إيران الصاروخي الأخير؟    ظُلمت لحسابات شخصية.. لاعب الزمالك يعلن فسخ تعاقده    وزير الرياضة يطمئن على جاهزية استاد القاهرة لاستضافة مباراة مصر وموريتانيا    أحلام ممرض المنيا انتهت بكابوس.. حكاية مقتل مينا موسى والتمثيل بجثته    ضمن مبادرة بداية جديدة.. فعاليات متنوعة لهيئة الكتاب في معرض دمنهور السابع    الفنان محمد الطوخي يقدم ليلة طرب في مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية    توافد أعضاء حزب العدل للتصويت في انتخابات الهيئة العليا    "بسبب تأجير الملعب".. إلغاء مباراة في الأسبوع الأول لدوري السيدات (مستند)    محافظ بيروت: حجم الأضرار في العاصمة اللبنانية وضاحيتها الجنوبية كبير جراء العدوان الإسرائيلي    الأمين العام السابق لحلف الناتو ينس ستولتنبرج يتحدث عن أوكرانيا    6 أكتوبر فخر الأمة المصرية    رئيس وزراء ولاية بافاريا يزور منطقة الأهرامات    مركز التأهيل الشامل بشربين يستضيف قافلة طبية مجانية متكاملة    النجمة الفرنسية ماريان بورجو : محمود حميدة عملاق وأنا من جمهوره    الطب البيطري بدمياط: ضبط 88 كيلو لحوم مذبوحة خارج المجازر الحكومية    شركات عالمية ومصرية وإماراتية.. تفاصيل إطلاق شراكة لتعزيز الابتكار في المركبات الكهربائية الذكية    المرصد العربي يناقش إطلاق مؤتمرًا سنويًا وجائزة عربية في مجال حقوق الإنسان    «الداخلية» تحرر 591 مخالفة «عدم ارتداء الخوذة».. وتسحب 1536 رخصة بسبب «الملصق الإلكتروني»    مستوطنان إسرائيليان يقتحمان المسجد الأقصى ويؤديان طقوسا تلمودية    الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل عسكريين اثنين في معارك جنوب لبنان    «الجمارك» تكشف موقف سيارات المعاقين الجديدة غير المفرج عنها    أعضاء حزب العدل في المحافظات يتوافدون للتصويت في انتخابات الهيئة العليا    حياة كريمة ببنى سويف: مبادرة بيع اللحوم بأعلى جودة وأقل سعر تحارب الجشع    رهبنة مار فرنسيس للعلمانيّين في لبنان... منتسِبة تروي اختبارها الروحانيّ    واعظ بالأزهر: الله ذم الإسراف والتبذير في كثير من آيات القرآن الكريم    الشوط الأول.. الأهلي يتقدم على الزمالك في أول قمة تاريخية لكرة القدم النسائية المصرية    الأنبا توماس يستقبل رئيس وزراء مقاطعة بافاريا الألمانية    جيفرسون كوستا: أسعى لحجز مكان مع الفريق الأول للزمالك.. والتأقلم في مصر سهل    «وما النصر إلا من عند الله».. قافلة دعوية ببني سويف تزامنًا مع احتفالات أكتوبر (صور)    وزير الاتصالات يلتقي مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للتكنولوجيا    وزارة الثقافة تحتفي بنصر أكتوبر على مسرح البالون    قناة السويس تكشف حقيقة بيع مبنى القبة التاريخي    «العمل» تعلن 4774 فُرصة عمل تطبق الحد الأدنى للأجور في 15 محافظة    مصرع شاب وإصابة آخر في حادث تصادم بالغربية    «جولة مفاجئة وتفتيش بالمخازن».. وكيل صحة مطروح يحيل مشرفي تمريض بمستشفى للتحقيق    منظمة الصحة العالمية تحذر من خطر انتشار فيروس ماربورغ القاتل    سليمان: زيزو أيقونة زملكاوية.. وبنتايك مثقف جدا    عادل حمودة: أحمد زكي كان يندمج في التمثيل إلى درجة المرض النفسي    السيطرة على حريق بخط غاز زاوية الناعورة بالمنوفية    أذكار يوم الجمعة.. كلمات مستحبة احرص على ترديدها في هذا اليوم    بالصور- ضبط 4.5 طن لحوم ودواجن فاسدة بالمنوفية    الإسكان: إزالة مخالفات بناء وظواهر عشوائية بمدن جديدة - صور    تراجع أسعار الحديد اليوم الجمعة 4-10-2024 بالأسواق.. كم يسجل الطن الآن؟    ضمن «حياة كريمة».. فحص 1703 مواطنين في قافلة طبية ببني سويف    فحص 1703 مواطنين في قافلة طبية ببني سويف    في يوم الابتسامة العالمي.. 5 أبراج تحظى بابتسامة عريضة ومتفائلة للحياة    جيش الاحتلال يصدر أوامر إخلاء عاجلة لسكان 20 قرية في جنوب لبنان    تحقيق عاجل في مصرع وإصابة 7 في انقلاب سيارة ميكروباص بطريق مصر إسكندرية الصحراوي    اللجنة الأولمبية الجزائرية: ما يحدث مع إيمان خليف حملة ممنهجة    «وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ».. موضوع خطبة الجمعة اليوم    هيئة الأرصاد تكشف عن موعد بدء فصل الشتاء 2024 (فيديو)    سعر السمك والجمبري بالأسواق اليوم الجمعة 4 أكتوبر 2024    لازم يتجوز.. القندوسي يوجه رسائل إلى كهربا لاعب الأهلي (فيديو)    هل يجوز الدعاء للزواج بشخص معين؟ أمين الفتوى يجيب    دعاء أول فجر في ربيع الثاني.. «اللهم بارك لنا في أعمارنا»    حقيقة اغتيال هاشم صفي الدين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رئيس وزراء المغرب ل الأهرام : لا نزاحم الملك في الحكم‏..‏ ولن نتوقف عن مسيرة الديمقراطية
نشر في الأهرام اليومي يوم 31 - 10 - 2012

يمتلك الكثير من البساطة والتلقائية انتقل من دهاليز العمل الاسلامي الجهادي السري الي الممارسة السياسية العلانية‏,‏ راهن علي صناديق الاقتراع وعدالة المشاركة الديمقراطية ليفوز حزبه العدالة والتنمية الإسلامي بأكثر من ربع مقاعد البرلمان . ولم يتطلب الأمر كثيرا ليصبح عبد الإله بن كيران أول رئيس وزراء في بلاده يقود حكومة تحمل طابعا إسلامي.. اسم يجر وراءه تاريخ مليء بعناوين الصراع المواجهة ثم الحوار والمصالحة وأخيرا المنصب والسلطة, لكنه يضع قدما في الحكومة ويتكيء علي الآخري كي لا تنقطع صلته بنبض الشارع, ولا يتوان في الجهد بإن معركته في مواجهة الفساد والاستبداد مازالت قائمة لم تنته.. ولد بن كيران بالعاصمة المغربية الرباط من أسرة فاسية لكن أخواله ينتمون لأصول خزرجية حفظ القرآن وتدرج في تعليمه ليصبح استاذا في مادة الفيزياء ليستطيع بعد ذلك التحكم في لعبة المعادلات السياسية المحسوبة في مكتبة بالعاصمة المغربية الرباط في حوار خاص للأهرام ليضع العديد من النقاط علي الحروف, ويجيب علي كثير من التساؤلات والاستفسارات ويلقي الضوء علي أبرز المشكلات والمسائل والشجون وإلي تفاصيل الحوار:
دعنا نبدأ من حيث الأحداث الساخنة, وأعني الأزمة السورية.. كيف تري وتقيم الوضع الحالي؟ وماهي رؤية المغرب كمثلا للمجموعة العربية في مجلس الأمن ؟
{ إن الوضع في سوريا يتفاقم مع سلسلة متواصلة من العنف والتدمير يمثل مأزقا سياسيا حقيقيا وكارثة إنسانية فظيعة وتدميرا للإرث الحضاري والثقافي العريق, المغرب دعا المجتمع الدولي الي اعتماد رؤية موحدة وحازمة لإيقاف دوامة العنف بسوريا والتي راح ضحيتها الآلاف من الأبرياء واللاجئين والمشردين, المغرب لم يأل أي جهد بتنسيق مع باقي الدول العربية من أجل إيجاد حل سياسي يحقن دماء الشعب السوري الشقيق ويضمن له كل حقوقه في إطار نظام ديمقراطي.
كيف يتسني ذلك في ظل تعنت النظام القائم ورفض تخليه عن الحكم.. هل بدأت خطوات تصدير الأزمة الي الخارج ؟
الأزمة تزداد تعقيدا, ولم تصبح الأوضاع الانسانية كارثية فحسب لكن الخوف بدأ يلوح في الأفق خوفا من تأثيرات الأزمة علي المنطقة كلها وهانحن نشهد التوترات المتنامية في منطقة الحدود بين تركيا وسوريا ومناطق أخري أو التزايد السريع في عدد اللاجئين الي البلدان المجاورة, ان الرئيس السوري بشار الأسد الذي لن يتخلي عن القتال ويتجاهل الضحايا المدنيين الأبرياء يجب عليه أن يفسح المجال للآخرين, فالمجتمع الدولي بما فيه مجلس الأمن يجد صعوبة في إيجاد حل فعال وسريع وبالإضافة الي ذلك لا تملك المعارضة السورية مايكفي من قوة التكامل.
المجتمع الدولي غير قادر ومجلس الأن عاجز والمعارضة مشتتة وأطراف تتحدث عن عسكرة الأزمة والبعض يعارضها, هل هذا اعلان التوقف من عليه ان يأخذ المبادرة.. كيف تري فرصة نجاح المبعوث العربي الأممي الأخضر الابراهيمي ؟
{ علي المجتمع الدولي الا يتوقف عن جهوده تحديدا في مجالات المساعدات الانسانية ودعمه لعملية التحول الديمقراطي لكن الشعب السوري يجب ان يأخذ المبادرة اليه, المغرب تدعم كل جهود لحل الأزمة وقد انخرطنا منذ البداية لإيقاف هذه المأساة الانسانية ومحاولة إيجاد حل سياسي وذلك داخل اطار جامعة الدول العربية ومن خلال المنظومة الأممية ندعم كل الجهود الرامية الي حل الأزمة لكننا غير متفائلين يفرض نجاح المبعوث العربي والأممي أسس الحل السياسي غير متوفرة مادام هناك رفض كاملا من نظام الرئيس بشار الأسد للانتقال السياسي السلمي في ظل استخدامه لآلة العنف ضد الشعب.
دعنا نتحدث عن الدور الغربي تجاه الأزمة الانسانية ومقترحاته بشأن وفق هذه التدهور.. واحتضانه لاجتماع أصدقاء سوريا؟
{ الوضع الانساني أصبح مأسوي والمغرب يتحرك من منطلق انساني وفي تشاور مستمر مع مؤسسات الإغاثة السورية ودول الجوار والمفوضية العليا لشئون اللاجئين للاسهام المستمر في جهود الإغاثة
الملك محمد السادس كان سباقا كعادته للمساهمة والدعم وأمر منذ فترة طويلة بناء مستشفي في مخيم النعتيري في الأردن لعلاج النازحين السوريين ولقد نجحت المستشفي عبر 16 طبيبا في معالجة أكثر من 25 الف سوري بينهم مصابون جراء القنابل التي استخدمها النظام وبمزيد من الدعم فقد قام الملك محمد السادس بزيارة هذه المستشفي الميداني وأمر بتوفير جميع احتياجاتها, ونحن ندعو الي تأمين دخول منظمات الاغاثة الدولية لسوريا ودراسة وسائل حماية النازحين وتقديم الدعم المادي واللوجيتسي الكافي لمساعدة الدول التي تستقبل اللاجئين ونطالب بتحقيق عاجل ومستقل حول المدابح والانتهاكات والرباط سوف تحتضن مؤتمر أصدقاء سوريا خلال الأيام المقبلة.
انخراطكم بحماس في الأزمة السورية ربطه البعض بما لديكم من قضية حساسة وأعني ملف الصحراء البعض يخشي من تدهور علاقاتكم مع روسيا والصين اللتان تلوحان بالفيتو لحل الأزمة السورية.. ماالجديد في مشكلة الصحراء ؟
{ المغرب مثله مثل باقي الدول العربية الإسلامية, ودول العالم يرفض العنف والظلم وانخراطنا وقرارتنا جميعها في سياق واضح ومتفاعل مع الأزمة الإنسانية, نحن نبني علاقاتنا علي أسس المودة والاحترام المتبادل واحترام الاختلافات في وجهات النظر وعلاقاتنا طيبة بالجميع موقف المغرب واضح وشفاف من هذه القضية حيث انه يطلب مقترحات الإخراج هذا النزاع من مآزقه فقد طرح المغرب بكل شجاعة مبادرة الحكم الذاتي حول الصحراء كحل وسط للخروج من حالة الجمود لكن للأسف الطرف الآخر بقي علي نفس موقفه الذي استمر عليه منذ أكثر من35عاما وهذا ادخل القضية في مأزق علي الرغم من قرارات مجلس الأمن الداعية الي مفاوضات للوصول الي حل سياسي.
احتضانتم مؤخرا اجتماع لدول الساحل والصحراء ولديكم جولات للمفاوضات مع جبهة البولوزيرا وسحبت الرباط الثقة من المبعوث الأممي كريستوفر روس.. البعض يربط بين نزاعات الانفصال وتنامي مواجات الارهاب.. كيف يمكن إيجاد صيغة عادلة ومتوازنة مع المحافظة علي الاستقرار؟
{ المفاوضات لم تكن تركز علي الهدف الأساسي والسياسي الذي حددته قرارات مجلس الأمن وركزت علي هوامش الأمور, وتقرير المبعوث الأممي كان منحازا وغير دقيق وركز علي أشياء هامشية واغفل التركيز علي المشكلات وطرق حلها, وبالتالي قلنا لم يعد لدينا ثقة فيه وأوضحنا ان هذا الأمر لا يتعلق بالأمين العام كشخص الذي نثق في نزاهته, والمجتمع الدولي هو الذي يحذر من التحالف بين النزعة الانفصالية والتطرف الديني والكثير يعقد مقارنة في هذا الصدد بين البوليساريو وحركة تحرير ازواد نحن ندق ناقوس الخطر بشأن المخاطر الجيوسياسية الهائلة التي تهدد منطقة الساحل الصحراء والمغرب أعطي المثال في السنوات الأخيرة لأنه أول من وضع شروط حكم ذاتي حقيقي في إطار السيادة المغربية وهذه صيغة عادلة ومتوازنة وبراجماتية تضمن استقرار وامن المنطقة ونقضي علي الإرهاب والتطرف.
بمناسبة الحديث عن الارهاب والتطرف, ماصحة ماتردد من خلال وكالات أنباء أجنبية من أن سلفيين قاموا بتفجيرات دمرت مآثر تاريخية في منطقة الأطلسي الكبير, وهل هناك ربط بين هذه الأنباء وماحدث ويحدث في شمال مالي ؟
{ أنباء غير صحيحة ومجرد ادعاءات كاذبة وعارية تماما من الصدق وقد كذبت ودحضت الحكومة المغربية هذه الافتراءات واصطحبت وزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية الصحفيين والاعلاميين ووكالات الأنباء الي المنطقة حيث يشاهد الصحفيون المنطقة التي توجد بها المنحوتات وتبين انها لم تتعرض لأي تحطيم او تخريب وهي منحوتات صخرية تعود الي فترة ماقبل التاريخ ونقوش كتبت باللغة الامازيغية ويصل عددها أكثر من 15 منحوتة صخرية بينها منحوتة كبيرة ترمز للشمس وهذه المنحوتات تعتبر تراثا وطنيا ثقافيا يعكس العمق التاريخي للمغرب.
وتجدر ثقافته ونحن ندعو الي تضافر جهود الجميع لصيانته والحفاظ عليها, ونطالب بضرورة التعامل مع هذه الأخبار بمهنية لأنها تؤثر علي صورة المغرب المتميز علي المستوي الثقافي والغني بتعداده وتراثه.
دعنا نصل إلي قطار اتحاد المغرب العربي الذي يبدو انه معطل والقمة المغاربية التي كانت مقررة في الشهر الماضي بتونس ولم تنعقد.. والعلاقات مع الجزائر التي لم تشهد حتي الآن انفراجا عمليا.
اتحاد المغرب العربي هو خيار استراتيجي لا رجعة فيه نحن جادون لتفعيل هذه الشراكة والدستور المغربي ينص علي التزام المملكة بناء المغرب العربي والتحولات الحاصلة في المنطقة تزرع نفسا جديدا في الحلم الذي راود الرواد الأوائل وأبطال الاستقلال, نحن نريد ان نبني علي أساس سليم ومتين, والملك محمد السادس يدعو دائما إلي بناء نظام مغاربي جديد يكون محركا حقيقيا للوحدة العربية ويضمن الاستقرار الأمني في منطقة الساحل والصحراء, نحن ندعو الي خلف الظروف المواتية لتصنيع وتطوير العلاقات بين البلدين الشقيقين المغرب والجزائر وندعو الي فتح الحدود المشتركة والعمل سويا للمصلحة المشتركة للجانبين والمنطقة.
ومتي يعود المغرب لاعبا اساسيا ورئيسا داخل الاتحاد الافريقي وماذا عن العلاقات مع الخليج بعد الفكرة التي خرجت لانضمام المغرب والأردن لدول المجلس.. وكيف تري الزيارة الملكلية مؤخرا الي الخليج.
المغرب لم ينقطع عن محيطه الافريقي وهو لاعبا رئيسيا وأساسيا في القارة وعلاقاته مميزة مع جميع دول القارة وعلاقته الرياضية وامتداداه في القارة الأفريقية أقوي بكثير مما كان عليه الأمر وقت الانسحاب والمصالح المشتركة, لدينا شراكة حقيقية وأساسية وفعالة مع دول مجلس التعاون الخليجي وهناك تنسيق وتعاون مشترك في مجمل القضايا العربية الاسلامية والاقليمية والدولية وزيارة الملك محمد السادس مؤخرا اكتسبت أهمية قصوي سواء علي الصعيد السياسي أو الاقتصادي وأثبتت أن المغرب يشكل حليفا عربيا قويا ومستقرا بالنسبة لدول مجلس التعاون الخليجي رغم المسافة الجغرافية اضافة الي أن التجربة الديمقراطية التي كرسها المغرب في خضم الربيع العربي أصبحت في رأي الكثيرين نموذجا يحتذي في مجال الانتقال الديمقراطي السلمي.
بمناسبة الحديث عن ثورات الربيع العربي هل كان هذا الإعصار مفاجأة للجميع.. وكيف تري مخاوف الغرب من صعود الحكومات الإسلامية في الشمال الافريقي.
نعم كان مفاجأة حتي لا عتي أجهزة الاستخبارات الغربية التي كانت تبني توقعاتها علي معلومات قديمة وكانت تظن أن هذه الأنظمة خالدة ولا يمكن ان تتزحزح, جاءت ثورات الشعوب لتكذب ذلك ووقعت المفاجأة وقلبت معادلة الفكر السياسي وأصبحت الشعوب قادرة علي أن تفرض علي انظمتها السير في الاتجاه الذي تريده وقادرة علي إدارة التحول وتعيد الحكومات الاسلامية تعيد؟؟, وفخ المصطلحات يجب الحذر منه وهذا لا يعني ان الحكومات السابقة ليست إسلامية وحزب العدالة والتنمية الذي شكل الحكومة كان قوة سياسية موجودة, والديمقراطية تعني التداول وهي ما أوصلتنا الي تشكيل الحكومة.
لكن ثورات الربيع العربي لم تلامس شواطئ الأطلس علي الرغم من الانتفاضات والاحتقانات والتظاهرات المتجولة شرقا وغربا.. الا تخشون من وصلها اليكم؟
دعنا نتفق علي أن ما أحدثته ثورات الربيع العربي هو نقل قضية الدستور الي بؤرة الشعور كما يقول علماء النفس ليصبح القضية المحورية التي تدور الحركة حولها أو لنقل ليعذو حديث الدستور والاختبارات الواجب العمل وتشطيرها في صورة مبادئ عليا وكليات يكون الأخذ بها في التشريع وصياغة القوانين, الملك محمد السادس بنظرة ثاقبة ورؤية موضوعية بادر بإعلان جملة اصلاحات جوهرية تتعلق بتوزيع السلطة التنفيذية وادارتها وبالسلطات الجديدة, ومن جهة تم تشكيل هيئة عهد اليها بكتابة الدستور الجديد وكانت المسودة تعرض علي الأحزاب السياسية في مختلف أطوار الصياغة, ثم أن المشروع عرض علي التصويت العام, لاشيء أكثر طبيعية في حياة الأمم والشعوب أن تعقب الثورات الكبري والاحتجاجات والدعوة الي كتابة عهد أو ميثاق اجتماعي بين مختلف مكونات المجتمع وقد تم في المغرب بطريقة طيبة.
في خطاب العاهل المغربي الأخير أمام البرلمان حدد للمؤسسة التشريعية أولويات المرحلة المقبلة, كيف هي ملامح الدستور وأين تقع المعارضة؟
جسد الدستور المغربي الهوية الوطنية وذكر مكوناتها وروافدها, أما المكونات فأربعة: العربية, الإسلامية, الامازيغية, الصحراوية الحسانية, وأما الروافد فأربعة كذلك هي الافريقية الاندلسية العبرية المتوسطية ومن هذه الزاوية يصح القول إن للهوية المغربية صفتا التنوع والغني, يرسم الدستور مبادئ عليا حيث يتمسك بالانفتاح والتسامح والاعتدال والحوار والتفاهم المتبادل بين الثقافات والحضارات الانسانية جميعا ويحترم حقوق الانسان والقوانين الدولية, والملك حدد عددا من الأولويات أمام البرلمان من أجل تنفيذ ما جاء في الدستور الجديد وذلك بهدف تنفيذ الحكم اللامركزي وإصلاح القضاء واعتماد مدونة اخلاقية ذات بعد قانوني تقوم علي ترسيخ قيم الوطنية وايثار الصالح العام والمسئولية والنزاهة والالتزام بالمشاركة الكاملة والفعلية واحترام الوضع القانوني للمعارضة البرلمانية ولحقوقها الدستورية كسلطة نافذة.
لم ينس الملك محمد السادس أيضا تعميق دور البرلمان في مجال مراقبة الحكومة.. حكومتكم لم تنجو من رصاص برلماني لإسقاطها.. كيف صمدت بعد زيارة اسعار المحروقات خاصة انها لم تنفذ وعودها في برنامجها.
البرنامج الحكومي انبني علي ان الاشكا في المغرب هو اشكال سياسي بالأساس وابنت عليه اشكاليات مرتبطة بالعدل والحكامة الجيدة والشفافية, أن برنامجنا يروم معالجة هذه الملفات, نحن ملتزمون بمحاربة الفساد واقران الشفافية والنزاهة والمغرب يأمل استعادة الدينامية لاقتصاده وتحقيق نمو جيد عبر اطلاق عدد من المشاريع والمبادرات ذات الطابع المالي والاجتماعي وزيادة حجم الاستثمارات والحكومة واجهت ظروف اقليمية ودولية غير مساعدة منها الأزمة في منطقة اليورو وارتفاع اسعار الطاقة والمواد الغذائية وتراجع السياحة والتدفقات المالية وتحن نشير بمبدأ مكاشفة الرأي العام حول حقيقة التقلبات والاختلالات الاقتصادية والمالية وقرار زيادة سعر المحروقات لم يكن في الإمكان تفاديه وكان ضروريا.
الحكومة عازمة علي تحمل مسئوليتها أو صلاحياتها هي الأوسع في تاريخ الحكومات المغربية, غير أن القضايا الكبري هي ضمن اختصاصات الملك.. هل هذا يعرقل جهود الحكومة.. ألم تطلبوا مزيد من الصلاحيات؟
كما تعلم فإن المغرب تحكم من خلال الدستور ورئيس الدولة هو الملك ومن صلاحياته التي لا تتدخل فيها الحكومة هناك الجانب العسكري والجانب الديني الي جانب الأمور الاستراتيجية وتمثله الدولة ويرأس المجلس الوزاري, ولكن رئيس الحكومة دون شك له دوره كذلك وهو دور أصبح مهما وكبيرا بعد الدستور الجديد وسنقوم بصلاحياتنا التي أقرها الدستور لكننا لم نأت لنحكم رغما عن الارادة الملكية ولم نأت لمنازعة الملك الحكم نحن جئنا لنحكم مع هذه الارادة الملكية ونتعاون من أحل تقدم المغرب وسيره في هذا الاتجاه في إطار هذه المرجعية, والمغاربة ظلوا أسرة وعائلة واحدة وذلك لما لهم من خصوصية تكمن في تجمعهم حول النظام الملكي الذي ارتضوه لأنفسهم منذ قرون طويلة.
هل يبدو حزبكم ذو الصبغة الدينية ضد وجود المرأة في العمل السياسي بدليل وجود امرأة واحدة في الحكومة.. هل تأقلمتم مع بروتوكول الوظيفة, وكيف أصبحت علاقاتكم مع رباط العنق؟
نحن الحزب الوحيد التي وصلت امرأة واحدة منه الي الوزارة, نحن لسنا ضد وجود المرأة في العمل السياسي, ليس هناك تحفظ سواء لدينا أو لدي الأحزاب الأخري وخاصة ما نص عليه الدستور من السعي للمناصفة ولكن مبدأ إشراك المرأة لم توضع له القوانين اللازمة الكافية في الأحزاب السياسية وفي الانتخابات.
لا أجد أي حرج في تقبل نصائح الاخوة المكلفين بالبروتوكول, لست معتاد علي كثير من الأشياء لكنني أتأقلم معها لكنني سأظل بسيط وبطبيعتي ورباط العنق يرهقني ويضعني في سجن كبير وأكون مضطرا الي ارتدائها في كثير من الأحيان


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.