من اهم مظاهر عيد الأضحي المبارك هو حرص الكثيرين من اهل الخير علي رعاية الأيتام وزيارتهم سواء في منازلهم او في دور الأيتام التي اصبحت منتشرة بشكل ملحوظ في جميع محافظات الجمهورية. وذلك بهدف اسعاد هؤلاء الاطفال ورسم البسمة علي وجوههم البريئة وفي زيارة لهم في محاولة للتبحر في أعماقهم واستخراج كلمات بسيطة تصف ما يتمنونه. تقول منال فتحي موظفة في دار أيتام عباد الرحمن ان الجمعية منذ إنشائها من عدة سنوات يتوافد اليها الكثير من المتطوعين الذين يقدمون المساعدات للأطفال مثل شرح الدروس وهناك من يكفل أطفالا منذ الصغر في جميع احتياجاتهم حتي سن البلوغ ويكونون بمثابة الأهل لهم اما في الأعياد المباركة والمناسبات فيقبل الكثيرون من اهل الخير علي الدار بصحبة أبنائهم حتي يحثوهم علي التواصل مع هؤلاء الاطفال دون الإحساس بان هناك فارقا بين بعضهم البعض بتقديم الهدايا والملابس الجديدة والألعاب و اصطحابهم الي الرحلات الترفيهية ودخلت الي حجرات الاطفال بالدور العلوي ووجدت ان هناك فصلا بين حجرات الأولاد والبنات وتحدثت الي ادم وهو يبلغ من العمر حوالي ستة اعوام وسألته عما يريده رد بسرعة البرق عايز أعيش في بيت فيه ماما وبابا واخوات وأقضي العيد معاهم.. تلك هي أحلامهم الصغيرة. اما في جمعية ولاد مصر فالتقينا ببعض الشباب المتبرع الذين دائما يحرصون علي قضاء يوم كامل بعد الانتهاء من صلاة العيد مع الاطفال في دور الأيتام المختلفة وتوزيع اللحوم والعيديات علي الاطفال الصغار ومشاركتهم فرحتهم بحلول العيد وتقول منة الله سبع سنوات وهي من أطفال الدار اننااعتدنا علي رؤية الزائرين بكثافة في الأعياد ولكننا نطلب منهم التواصل الدائم ليس في الأعياد و المناسبات فقط, تشترك في الحديث احدي المشرفات في الدار قائلة ان الاطفال في اشد الحاجة الي العاطفة والاهتمام من الآخرين ويتحقق ذلك من خلال التكافل الاجتماعي بين اليتيم والطفل الاخر حيث يتعاملون كإخوة لا توجد فروق بينهم في محاولة لتعميق إحساس الشعور بالإخوة. وعلي الجانب الاخر ذهبنا الي منزل سعيد محمد الذي يبلغ من العمر عشر سنوات وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة لكنه يتيم الام والاب وهناك اسرة بسيطة كفلته وربته والجميع يحبونه وعندما تحدثت معه لم اشعر للحظة بحالته الا من نظرات عينيه فقط وكل ما يتمناه بدلا من الألعاب والمال ولحمة عيد الأضحي هو ان يصلح الدنيا ويصبح مهندسا معماريا حتي يقوم بانشاء مبان كثيرة بدلا من العشوائيات التي كل يوم تنهار فوق رءوس ساكنيها ويموتون..,احيانا نشعر وكأننا أطفال امام هؤلاء الصغار الكبار.