كشفت صحيفة الجارديان البريطانية أمس النقاب عن أن الحكومة البريطانية رفضت مطالب أمريكية باستخدام القواعد العسكرية البريطانية في الاستعدادات العسكرية التي تجري في الخليج العربي, وذلك استنادا إلي رأي قانوني يخلص إلي أن أي هجوم استباقي علي إيران قد يعد اختراقا للقانون الدولي. وذكر تقرير الصحيفة أن الدبلوماسيين الأمريكيين يضغطون أيضا من أجل استخدام القواعد البريطانية في قبرص والسماح للطيارات الأمريكية بالإقلاع من جزيرة أسنسيون في المحيط الأطلنطي ودييجو جارسيا في المحيط الهندي, وكلاهما من الأراضي البريطانية. وأضاف التقرير أن المساعي الأمريكية لاستخدام الأراضي البريطانية تأتي في إطار تعزيز الاستعدادات للتعامل مع إيران بشأن ملفها النووي, إلا أن وزراء الحكومة البريطانية التزموا بالنصيحة القانونية التي أعدها مكتب المحامي العام ووزعت علي مقر رئاسة الحكومة ووزارة الخارجية ووزارة الدفاع. وقالت النصيحة القانونية إن إيران لا تشكل حاليا تهديدا واضحا في الوقت الحالي وتقديم أي مساعدات دولية تقوم بالهجوم الاستباقي علي إيران يعد مخالفة واضحة للقانون الدولي. وبرغم الضغط الدولي والعقوبات الاقتصادية الشديدة علي إيران, نقلت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية عن مسئولين مخابراتيين من عدة دول قولهم إن إيران أكملت فعليا في الأسابيع الأخيرة محطة لتخصيب اليورانيوم تحت الأرض بهدف حمايتها من أن تتعرض إلي أي قصف جوي. وقالت الصحيفة إن تركيب آخر جهاز طرد مركزي من ثلاثة آلاف جهاز تقريبا بموقع فوردو علي عمق تحت جبل داخل قاعدة عسكرية بالقرب من مدينة قم يجعل إيران علي مقربة من التمكن من تصنيع سلاح نووي. وأضافت الصحيفة أن الولاياتالمتحدة وإسرائيل والأمم المتحدة تعهدوا جميعا بمنع ذلك من الحدوث وفرضوا عقوبات شديدة بشكل متزايد علي طهران واستخدموا حرب الإنترنت من أجل إبطاء تقدمها في الحصول علي سلاح. وأشارت الصحيفة إلي مقال نشرته الأسبوع الماضي يقول إن الولاياتالمتحدةوإيران توصلتا إلي اتفاق مبدئي لإجراء محادثات مباشرة بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية, إلا أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما نفي التقرير, وقال في الوقت نفسه في مناظرة رئاسية مع منافسه الجمهوري ميت رومني إنه منفتح علي مثل تلك المحادثات. ونقلت الصحيفة عن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي تومي فيتور قوله إن الرئيس الأمريكي مصمم علي منع إيران من الحصول علي سلاح نووي, ولا يزال يعتقد أن هناك وقتا ومساحة للدبلوماسية. من جانب آخر, أطلقت حركة الموجة الخضراء الإيرانية المعارضة قناة فضائية في بريطانيا تستهدف تغيير النظام في إيران. وقال رجل الأعمال الإيراني الشهير مير حسين جاهانتشاهي إنه يمكنه بأمواله وصلاته داخل إيران إسقاط النظام الإيراني. وفي مؤتمر صحفي أعلن فيه إطلاق قناة رها في لندن, وصف جاهانتشاهي نظام الحكم في إيران بأنه أفسد الأنظمة.. وغير إنساني ولا أخلاقي. يذكر أن جاهانتشاهي هو نجل وزير المالية الإيراني في عهد شاه إيران الذي أسقطته الثورة الإيرانية الإسلامية عام.1979 وأنشأ جاهانتشاهي قناة رها التي تبث من لندن بأمواله الخاصة, وأكد أنه لا يتلقي أي دعم مالي أو سياسي من أي دولة أجنبية. وقال: لدينا شبكة اتصالات مع شخصيات مهمة ومؤثرة حتي داخل النظاموالهيئة الدينية في إيران. وردا علي سؤال عن موقفه من العقوبات الدولية التي تؤثر علي حياة المواطنين في إيران, قال جاهانتشاهي إنه يؤيد تشديد العقوبات علي إيران حتي يركع النظام ثم يتمكن الناس من قطع رقبته. وصرح رئيس تحرير القناة علي أصغر رمضانبور بأن القناة سوف تسعي أيضا إلي أن تعكس تاثير العقوبات علي حياة الناس البسطاء في إيران. وكان جاهانتشاهي قد أسس حركة الموجة الخضراء في عام2010 بهدف حشد التأييد لتغيير النظام.