لو كنت تمتلك كنوز الدنيا.. لهانت عليك في تلك اللحظة.. لو كان قلبك حجرا لرق في هذه الأثناء ..ولو كان عندك مطلب واحد في الحياة فبالتأكيد ستطلب الصحة لك ولأحبابك. .. ولو كنت تبحث عن لحظة صدق ممزوجة بالخير.. فمن الضروري أن تذهب إليهم لترسم البسمة علي شفاههم ساعتها ستهون الدنيا لديك وتراها في ابتساماتهم. هناك في مستشفي سرطان الأطفال57357 حيث البراءة والنقاء لأطفال يحدوهم الأمل ويتسلحون بالإيمان لمقاومة المرض اللعين, تقاوم ابتساماتهم البريئة صرخاتهم المكتومة وتتحدي عزيمتهم عذاب الألم. صفحة اهتمامات الناس عاشت لحظات بين أطفال يصارعون.. يتألمون.. يحلمون.. الدنيا تتغير من حولهم في كل شيء لا يطلبون منا شيئا وليست لهم مطالب فئوية فكل طلباتهم تتلخص في طلب واحد هو الدعاء لهم بالشفاء في هذه الأيام المباركة ومساندتهم قدر الإمكان.. حتي يتمكنوا من مقاومة آلام المرض. .. وعندما يفرح الأيتام كتب - مصطفي المليجي اقتربت من شباك الدار لكي تغلقه, بعد أن جاوزت الساعة التاسعة مساء, فسمعت بكاء لطفل يصل إلي حد العويل أسفل الشباك بالطابق الأرضي.. نظرت لتجد طفلة لا يزيد عمرها علي ثلاث سنوات وبجوارها شنطة ملابس صغيرة سارعت وأخذتها إلي داخل الدار وحاولت تهدئتها ومعرفة أي شيء عنها, لكنها ظلت تبكي وهي تقول ماما سابتني هنا لوحدي وقالت انها هتجيبلي حاجة حلوة وهتيجي بسرعة. في اللحظة نفسها يرن جرس التليفون ويأتي صوت سيدة تبكي وهي في حالة انهيار متوسلة لمن تحدثها أن ترعي هذه الطفلة, وتنقذها من قسوة الشارع وغدره. وقالت السيدة المتوسلة انها كانت قد تبنت هذه الطفلة قبل3 سنوات وعمرها أيام, بسبب عدم قدرتها علي الانجاب, وفي أثناء زيارتها المعتادة للطبيب اكتشفت انها حامل؟! سارعت لتبلغ زوجها؟ ففاجأها بإصراره علي ضرورة التخلص من تلك الطفلة المتبناة وإرسالها إلي دار للأيتام لعدم الحاجة لوجودها بعد أن رزقهم الله, فتوسلت إليه بكل الطرق أن يبقي عليها ولا يتركها خاصة وانها ظلت معهم فترة طويلة, لكن زوجها أصر علي موقفه, فلم تجد سوي الدار لتتركها أمامه.. هذه واحدة من عشرات الحكايات الموجودة داخل إحدي دور الأيتام, ولسنا بصدد سردها الآن.. لكننا ونحن في أول أيام العيد أردنا من خلال تلك الطفلة التعرف علي أحلام الأيتام في العيد وكيف يقضون فرحتهم به؟ فجاءت كلمات هذه البنت والتي تبلغ من العمر الآن7 سنوات تعبر عن حقيقة مأساتها, فهي تحلم أن تعود مرة أخري لغرفتها في المنزل الذي شهد أول ثلاث سنوات من عمرها وسط أب وأم لا تعلم عنهما شيئا وهي تتذكر هذه الغرفة جيدا بألوانها المبهجة والألعاب وصور الكرتون المعلقة في كل أرجائها. أما هناء ذات الأعوام العشرة فهي تتمني في العيد الذهاب لمدينة الملاهي لتركب القطار تلك اللعبة التي تعشقها, كما تدعو الله أن يطيل عمر ماما ماجدة المسئولة عن الدار لأنها سيدة طيبة وتعاملهم جميعا معاملة حسنة وهي تحبها أكثر من أي شيء في الدنيا كما تقول.. ويتلخص حلم علاء(11 سنة) في أن يصبح لاعب كرة شهير كأبو تريكة, ويتمني أن يقوم بشراء فانلة تحمل رقم22 مثله فهو يعتبره مثله الأعلي, ويحلم بالتقاط صورة تذكارية معه ليتباهي بها أمام أقرانه. فيما يحلم حمزة بشراء علبة ألوان جديدة لمروة أخته لكي ترسم بها بدلا من القديمة التي فقدتها.. أما محمود فحلم العيد عنده في الزيارة التي يقوم بها مع إخوته في الدار إلي أحد المستشفيات لعلاج الأطفال وتوزيع الهدايا علي المرضي في هذه المناسبة.. وانتقلنا بعد ذلك إلي الأم الحقيقية لهؤلاء الأطفال, تلك التي أخذت علي عاتقها منذ سنوات تربيتهم ومنحهم كل ألوان الرعاية والاهتمام السيدة ماجدة عبدالعزيز رئيس مجلس إدارة احدي الجمعيات الخيرية والمشرفة علي تلك الدار, والتي تعتبر كل أولاد الدار بمثابة أبنائها, لذلك تشملهم بالحب والحنان لعلمها أنه سيأتي يوما ما سيعرف هؤلاء الأطفال حقيقة واقعهم الأليم, لذلك فهي لا تحرمهم من شيء قدر استطاعتها, حيث إن الدار قائمة بالجهود الذاتية من تبرعات أهل الخير, وليس للدار مصدر آخر, لاسيما وأن وزارة الشئون الاجتماعية لا تدفع مليما واحدا ورغم ذلك تصر علي تعليم الأطفال في أفضل مدارس للغات, كما قامت بفتح دفتر توفير لكل طفل بقيمة100 جنيه شهريا ليجد ما يعتمد عليه عند خروجه للحياة, هذا بخلاف الذهب الذي تقوم بشرائه للبنات.. وسألنا كيف يحتفل الأطفال بالعيد فأجابت بأنهم كأي أسرة تنزل في مجموعات منتظمة لشراء ملابس العيد من أفضل المحلات, وفي يوم العيد نقوم جميعا ومعنا كل أطفال الدار بصلاة العيد في أحد المساجد, بعدها نذهب لذبح الأضحية الخاصة بالدار ويرتدوا جميعا الملابس الجديدة ونخرج للتنزه في مختلف أماكن الترفيه فرحا بالعيد.