ربما يشجع قرار الحكومة الكندية منع القس الأمريكي تيري جونز الذي انتشرت حماقاته وتصريحاته المعادية للاسلام في العام الماضي من دخول البلاد, دولا أخري لاتخاذ نفس الخطوة وتجريم من يحرض علي الكراهية ضد الأديان أو المعتقدات. الأمريكيون يستطيعون دخول الأراضي الكندية بمجرد تقديم البطاقة الشخصية دون جواز السفر لسلطات الجوازات الكندية وكذلك الوضع بالنسبة للكنديين الذين يزورون الولاياتالمتحدة. لكن تيري جونز طبقا للقوانين الكندية شخص غير مرغوب دخوله لكندا ويحرض علي الكراهية والحقد ضد من يختلفون معه في الدين والرأي وهي جريمة في كندا تضع صاحبها خلف القضبان. وكندا التي تشجع تعدد الثقافات تختلف هنا عن الولاياتالمتحدة- رغم التقارب الثقافي والاجتماعي بين البلدين فاالخلافات والأحداث التي تعرض لها المسلمون في الولاياتالمتحدة بعد11 سبتمبر لم تشهدها كندا علي الاطلاق, والجالية الاسلامية التي يتجاوز عددها المليون مواطن كندي يعيش أبناؤها في سلام داخل المجتمع ويمارسون شعائر دينهم بمنتهي الحرية مثل كل الجاليات الأخري. عدم السماح للقس الأمريكي بدخول كندا لحضور مؤتمر في تورونتو عن التعايش بين الأديان كان متوقعا ليس فقط لأن القانون الكندي يمنع أمثاله من تلويث الأرض الكندية بآرائه وسلوكياته المريضة, ولكن بسبب أن التقاليد والأعراف الكندية وسياسة التعاون والتسامح الراسخة علي مدي السنين بين الأديان والأجناس والثقافات المختلفة ترفض هذه النوعيات من المرضي بالعنصرية الذين يسعون للوقيعة والكراهية بين الأفراد والمجتمعات. النموذج الكندي الذي يشجع التعايش بين مختلف الأعراق والأديان والثقافات يجب أن يدرس ضمن برامج التعليم في مدارسنا الابتدائية. المزيد من أعمدة مصطفى سامى