خلال افتتاحها قرية الحسنة بشمال سيناء قامت السيدة سوزان مبارك قرينة رئيس الجمهورية بتوزيع العقود علي المنتفعين بالقرية من أهالي المنطقة. وكرمت كلا من محافظ شمال سيناء, والدكتور حسن راتب رئيس فرع الهلال الأحمر بالعريش بأهدائهما درع الهلال الأحمر. وأعربت السيدة سوزان مبارك عن سعادتها بإهدائها قرية الحسنة النموذجية لأهالي سيناء بمناسبة الاحتفال بذكري تحرير سيناء, الأرض الغالية التي اختلطت رمالها بدماء الشهداء من أبناء مصر الذين ضحوا بأرواحهم من أجل استرداد كرامة الوطن وكتبوا بدمائهم صفحة خالدة من صفحات الفداء من أجل بلادنا. وأكدت أن سيناء رمز ارتبط في وجدان كل مصري بسماحة الأديان ومفاهيم التآخي والمودة والسلام. الوفاء بالوعد وقالت السيدة سوزان مبارك: إنني جئت إليكم اليوم وقد أوفينا بالوعد الذي قطعناه علي أنفسنا أن نكون معكم وبجانبكم, وأن نطوي صفحة المعاناة والألم عن كل المضارين من آثار السيول, وهاهو الهلال الأحمر المصري كما عهدناه يحقق الحلم للمسكن المناسب والحياة الكريمة الآمنة. وأضافت أننا وعدنا وأوفينا أن نحول مأساة السيول إلي فرصة لبداية جديدة لحياة أفضل من خلال مشروع تنموي وحضاري متكامل, والتزمنا بأن نقوم بتسليم الوحدات السكنية لأصحابها في أسرع وقت ممكن. ملحمة شعبية للتنمية وأوضحت أننا نلتقي اليوم لنشهد الحلم وقد تحقق خلال شهرين فقط سابقنا خلالهما الزمن وحسبنا الإمكانات والطاقات وأوجدنا حالة فريدة من التلاحم والتعاون الشعبي والرسمي لنلتزم بالموعد المحدد لإزالة ما ترتب علي السيول من آثار وتعويض مانجم عنها من خسائر, لتكتمل بذلك ملحمة شعبية جديدة من العطاء علي أرض سيناء. ملحمة شعبية وأشارت السيدة قرينة الرئيس إلي أنها ملحمة شعبية للعمل والتنمية والتطوير جسدت مفهوم المسئولية المجتمعية وقدمت نموذحا متفردا لقدرة الإنسان المصري علي صنع المستحيل. وأضافت: كنت أعلم قدر التحدي الذي نواجهه وحجم المسئولية التي تقع علي عاتقنا لكي نفي بهذا الوعد ونوجد واقعا جديدا بقرية الحسنة. كما أعربت عن ثقتها في قدرة كل المشاركين في تحقيق هذا الانجاز الذي يفتح نافذة جديدة للأمل لأبناء سيناء. وأكدت السيدة سوزان مبارك أنها حرصت خلال زيارتها الميدانية الأخيرة في نهاية شهر يناير الماضي علي التعرف عن قرب علي أوضاع المتضررين وإجراء حوار صريح معهم ومع ممثلي الجهات الحكومية والمجتمع المدني. وقالت إنه منذ هذه اللحظة لم تفارقها صورة الأهالي ونداؤهم في صمت واعتزاز بالنفس بألا نتخلي عنهم. وأضافت أنه فور العودة إلي القاهرة حرصت علي طرح هذه المشكلات علي اللجنة التنفيذية للهلال الأحمر لمناقشة كل أبعادها, حيث تم اتخاذ القرار علي الفور بإنشاء قرية في منطقة الحسنة بوسط سيناء يتولي الهلال الأحمر تكاليف بنائها بمشاركة صادقة من المتبرعين لهذا المشروع. وأوضحت السيدة قرينة الرئيس أن الاهتمام الأساسي كان بالإسراع بالتنفيذ لما كنا نواجهه من أزمة انسانية ملحة. قرية نموذجية لعلاقة الإنسان بالمكان وقالت إننا نشاهد اليوم بإعجاب قرية نموذجية تعيد صياغة العلاقة بين الإنسان والمكان وتعبر عن منظور متكامل للعمران من خلال تصميم هندسي سيتفق وظروف البيئة الصحراوية ويستجيب للطبيعة الخاصة للمجتمع البدوي حيث يتناسب واحتياجات الأسرة المصرية بمساحة داخلية تحيط بها مساحات خضراء.وشددت علي أن هذه القرية تتصف بطابع تنموي تتوافر بها الإمكانات باكتساب الخبرات الجديدة والتدريب علي التقنيات الحديثة وتحافظ في نفس الوقت علي الموروثات البيئية والحضارية وتشجع النساء والرجال علي العمل البدوي التقليدي الذي يتميز به هذا المكان. وقالت السيدة سوزان لقد نجحنا في تطوير الإنسان والمكان معا ليصبح الإنسان مؤهلا لاستيعاب الأفكار الجديدة والاندماج في حركة المجتمع في ظل ظروف أفضل للحياة تشجع علي التعلم والعمل والابتكار والإنتاج. وأشارت إلي أن تلك هي الرؤية التي قام عليها المشروع بفكر جديد يقوم علي الرغبة الصادقة في إيجاد مجتمع وواقع جديد يجعل من القرية وحدة اجتماعية متجانسة ووحدة انتاجية متكاملة تقدم نموذجا رائدا وسط سيناء سنعمل علي تكراره مرات ومرات. الهلال مستعد دائما وأكدت استعداد الهلال الأحمر المصري للتوسع في هذا المشروع بإضافة وحدات جديدة وفق احتياجات ومتطلبات أهالي سيناء لينعم سكان هذه المنطقة جميعا بحياة آمنة سعيدة ولتنعم الأجيال القادمة من شباب سيناء بغد أكثر إشراقا. كما أعلنت السيدة سوزان مبارك عن مرحلة جديدة للمشروع تستهدف بناء قرية جديدة يتم إقامتها بالتنسيق بين الهلال والجهات التنفيذية المعنية في أقرب وقت ممكن. وقالت السيدة قرينة الرئيس إننا لا نحتفل اليوم بمجرد بناء قرية أو تجاوز أزمة وإنما نحتفل بثمار الفكر والجهد الذي حققناه معا بقدرتنا علي الانتصار علي الزمن والوفاء بالوعد, حيث نحتفل بإرادتنا وانجازنا بتلاحمنا وتعاوننا من أجل تحقيق هدف إنساني نبيل لفئة غالية من أهلنا وأبناء وطننا. ووجهت السيدة سوزان مبارك الشكر لكل من أسهموا في تحويل الحلم إلي حقيقة وشاركوا بجهودهم ومالهم في تحويل الأمل إلي واقع نحياه ونشاهده اليوم. روح راسخة للعطاء كما أكدت أن روح العطاء الراسخة في وجدان مجتمعنا منذ سنوات طويلة ستظل دائما بيننا, حيث إن مفهوم المشاركة الذي طالما نادت به قد تبلور وأصبح مرادفا لكل مبادرتنا ومشروعاتنا وأصبحنا قادرين علي مواجهة المزيد من التحديات, وطرح المزيد من المبادرات التي تستهدف النهوض بمجتمعنا. وأضافت أن الملحمة التي شاهدناها اليوم هي صفحة واحدة من صفحات كتبناها وسنظل نكتبها في مسيرة حبنا وولائنا للوطن. واختتمت كلماتها قائلة: قد عملنا معا عبر رحلة طويلة من العطاء امتدت لعقدين للهلال الأحمر المصري وسنظل نعمل معا تجمعنا روح العطاء, ويعزز من دورنا مفهوم المشاركة لنبقي دائما جنودا مخلصين مبادرين لا يترددون في الاستجابة لنداء الواجب من أجل مصرنا الغالية ووعدت أهل سيناء بالعودة قريبا لافتتاح مشاريع تنموية جديدة. جولات تفقدية قامت السيدة قرينة الرئيس بجولة تفقدية بالقرية, حيث قامت بزيارة وحدتين سكنيتين, وأجرت حوارات مع سكانها للتأكد من توفير كل احتياجاتهم, ثم تفقدت مشغلا للفتيات بالقرية وتوجهت بعد ذلك الي قاعة الشرح, حيث استمعت الي كلمة من السيد مراد موافي محافظ شمال سيناء, وجه خلالها الشكر للسيدة قرينة الرئيس علي جهدها المتواصل لتخفيف المعاناة علي المواطنين. وأكد أن هذه الزيارة تمثل اشراقة أمل علي طريق تنمية شمال سيناء, مشيرا الي ان القرية الجديدة تعتبر نموذجا يحتذي به, حيث تمت مراعاة احتياجات المواطن بواقعه المحلي, حيث كان الربط بين مصدر الرزق والاقامة للمواطنين ووجه الشكر للهلال الأحمر الداعم الرئيسي للمشروع ومجموعة شركات سما للتنمية. مفتاح للسيدة سوزان مبارك وقدم المحافظ مفتاح تنمية شمال سيناء هدية للسيدة سوزان مبارك تكريما لها علي جهودها لتنمية سيناء. وشهدت السيدة سوزان مبارك والحضور فيلما عن إنشاء قرية الحسنة منذ وقوع السيول وحتي الآن. شكرا لسوزان مبارك ووجه الدكتور حسن راتب رئيس مؤسسة سيناء للتنمية الشكر للسيدة سوزان مبارك لتبنيها لهذا المشروع الذي يعكس ثقافة العمل الجماعي, وقدم في ختامها هدية تذكارية للسيدة قرينة الرئيس عبارة عن درع لجماعة سيناء. وصرح الدكتور ممدوح جبر أمين عام الهلال الأحمر بأن قرية الحسنة قد تم تنفيذها بالتنسيق بين محافظة شمال سيناء, ومؤسسة سيناء للتنمية وجمعية الهلال منذ صدور القرار بإنشائها في التاسع من شهر فبراير الماضي أي في زمن قياسي لم يتجاوز شهرين, وقامت المحافظة بالتعاون مع هيئات ووزارات النقل والمواصلات والتنمية المحلية في استكمال شبكات الطرق والمياه والصرف الصحي, وقامت مؤسسة سيناء بتجهيز المساكن ومراكز التدريب. وتقع القرية علي مساحة15 ألف متر مربع تشمل48 وحدة سكنية تتكون من صالة وحجرتين ومطبخ وحمام ومربع به ديوان استقبال بمساحة165 مترا, وأماكن لتربية المواشي, وتشمل القرية مراكز للتدريب كاملة التجهيز لتدريب الفتيات علي أعمال التطريز التي تشتهر بها سيدات سيناء, وأخري لتدريب الشباب علي الحدادة, وسوق تجارية, ودار مناسبات. شهد الافتتاح وزراء التنمية المحلية والصحة والتضامن الاجتماعي.