تصريحات غريبة صدرت عن وزير التربية والتعليم تجيز للمدرس ضرب التلاميذ, ولكن ضربا ليس مبرحا, وأضاف مؤكدا أنه لن يسمح اطلاقا بالتعدي علي المدرسين في مدارسهم. طبعا الضرب الذي يجيزه سيادة الوزير لن يحدث إلا في المدارس الحكومية, فالمدارس الخاصة لها قانونها الخاص, وتلاميذها لا يجرؤ لا المدرس ولا الناظر ولا حتي الوزير نفسه علي رفع يده علي أي منهم. التصريحات للأسف تدل علي عدم إلمام المسئول الأول عن التربية والتعليم في مصر بأسس التربية الحديثة وكيفية التعامل مع النشء وتأثير الضرب علي نفسية الطفل الصغير, وأقول الصغير لأني لا أتصور أن يجرؤ مدرس مهما بلغت قوته البدنية أن يمد يده علي تلميذ في الإعدادي أو الثانوي, لأنه سوف يلقي في لحظتها مالا يرضيه, والأهم من كل هذا أن معظم مدرسي المدارس ليسوا مؤهلين تربويا للتعامل مع التلاميذ, فأغلبهم خريجو كليات مختلفة لم يجدوا وظيفة تلائم تخصصاتهم فاتجهوا للتدريس كما لو كانت مهنة من لا مهنة له مع أنها من أهم المهن التي تحتاج لتأهيل نفسي وتربوي وعلمي خاص, بالإضافة لقيامهم بالتدريس في ظروف صعبة لا ينكرها منصف, فالفصول مكدسة بالتلاميذ والسيطرة عليهم صعبة, ولكن بدلا من أن يفكر الوزير في حل مشاكل المدرس والمدارس والتلاميذ الغلابة اختار أسهل طرق السيطرة علي الموقف وهو الضرب, ونتوجه لوزير التربية والتعليم د. ابراهيم غنيم بسؤال واحد: ألم تسمع عن حوادث تعدي المدرسين علي التلاميذ الصغار والتي وصلت إلي حد فقء عين تلميذ, واصابة آخر بارتجاج في المخ. فضلا عن إصابة آخرين بكسور. وأخيرا نهدي قصة تلميذتي الابتدائي اللتين قصت المدرسة شعرهما لأنهما لا تلبسان الحجاب والتي تناقلتها وسائل الإعلام أخيرا, المدرسة في هذه الحالة لم تضربهما ولكن قهرتهما بطريقتها الخاصة لأنها لم تتعلم من الأساس أصول التعامل ووجدت نفسها تتحكم في بشر صغار لا حول لهم ولا قوة.. رفقا بابنائنا يا سيادة الوزير.