قال بيتر آيجن مؤسس مؤسسة منظمة الشفافية الدولية إن إعادة الأموال المنهوبة إلي الشعوب التي نهبت منها أمر معقد ولابد أن يتم وفق قواعد محددة وأعطي آيجن مثالا لما حدث في حالة سابقة عندما تأخرت دولة الكونغو في إصدار الأحكام اللازمة لاستعادة أموال رئيسها السابق موبوتو سيسيكو فهدد البرلمان السويسري بإعادة الأموال لأسرة موبوتو إذا لم تصدر أحكاما نهائية في زمن محدد, وأضاف أن عملية مكافحة الفساد عملية طويلة وتحتاج لصبر. جاء ذلك علي هامش مؤتمر المائدة المستديرة الذي عقدته منظمة الشفافية بالعاصمة الأردنية عمان, وهي الفاعلية الأولي سيعقبها أخري في تونس وثالثة في القاهرة في سلسلة حلقات الحوار الإقليمي الذي تعقده المنظمة لمناقشة أمور متعلقة بمكافحة الفساد ونشر قيم العدالة الاجتماعية. وخرجت المناقشات بتوصيات منها ضرورة تمكين المواطنين من حق الحصول علي المعلومات وبخاصة أن جميع الدول العربية, بإستثناء الأردن, لا يوجد بها قوانين لتداول المعلومات, كما هو الحال في80 دولة حول العالم, وحتي الأردن التي صدر بها القانون عام2007 تذهب بعض الأراء إلي عدم فاعلية تطبيقه. كما أوصت المائدة المستديرة التي ضمت خبراء منهم رمزي نزهة( عضو مجلس إدارة مجلس هيئة مكافحة الفساد الأردني) د. عزمي الشعيبي( مفوض إئتلاف أمان لمكافحة الفساد في فلسطين) د. ناصر الصانع( رئيس مجموعة البرلمانيين الدوليين ضد الفساد), فاهم بقدوس الصحفي والناشط التونسي, أوصت بضرورة تمكين المجتمع المدني وحماية المبلغين والشهود والصحفيين في قضايا الفسادس و أخيرا استقلالية هيئات الفساد. وقد شهدت المناقشات الجانبية للمائدة نقاشات حامية بين الأدوار التي يجب علي المجتمع المدني والإعلام القيام بها, بينما لم يكن كل من المجالين بمنأي عن ما طال سائر القطاعات من ممارسات الفساد, وترددت أراء حول أهمية مساندة المجتمع المدني ولكن في نفس الوقت وجود جهات مستقلة للمراقبة والتقييم, وكذلك الأمر بالنسبة للإعلام, وتعرف منظمة الشفافية الفساد انه سوء استغلال السلطة لتحقيق مكاسب شخصية ويشكل الفساد قضية مهمة للمنطقة العربية بأكملها في إطار الربيع العربي وتقول أروي حسن, مديرة العلاقات الخارجية الاقليمية للشرق الاوسط و شمال إفريقيا, الجديد في هذا الحوار اننا تخطينا مرحلة سياسات العمل في مجال مكافحة الفساد للتركيز علي توصيات ملموسة التي بتطبيقها تؤدي إلي تحسين حياة تهؤلاء الذين يعانون كثير من الفساد.