رفض الطفل لمساعدته علي الإستذكار ومبادرته بالرغبة في الإعتماد علي نفسه ظاهرة صحية ينبغي علي الأبوين تشجيعها, ومن ناحية أخري فالاستقرار الأسري ووجود المعلم الواعي الذي يعرف كيف يتعامل مع الطفل من أهم العوامل التي تؤدي إلي زيادة تحصيلهم الدراسي وتنمية إبداعاتهم , فكما يوضح د. فتحي علي يونس أستاذ المناهج وطرق التدريس بكلية التربية جامعة عين شمس ورئيس الجمعية المصرية للقراءة والمعرفة, أن نشأة الطفل في أسرة مستقرة منذ الصغر وإلي أن يصبح مسئولا عن أسرة يساعده علي الإبداع والنجاح في العمل, مضيفا أن دور المدرس الأساسي ليس التعليم فقط, فهو في جميع دول العالم يقوم بدور أساسي وهو العمل علي تفتيح مدارك التلاميذ, ولكن للأسف في مدارسنا إذا تقدم التلميذ خطوة لا يجد من يشجعه, فكل المدرسين المصريين يفتقدون بعدا أساسيافي التعليم وهو التشجيع والإثابة والتغاضي عن الأخطاء البسيطة, أي عندما يتقدم الطفل يجب أن نشجعه بدلا من أن نحبطه, فالأطفال في السن الصغيرة حساسون لما يسمعون من مدرسيهم تعليقا علي تطبيقاتهم, وعلينا استثمار ذلك بشكل إيجابي حتي يشب الأبناء علي حب المدرسة ولنظر إليها علي أنها حديقة ومجالا للمرح والمتعة, ومثالا علي ذلك أننا نلاحظ أن أي إنسان يسافر بأولاده- الذين كانوا يكرهون المدرسة في مصر- إلي الخارج نجدهم يعتبرون يوم الأجازة هناك يوما غير سعيد لأنهم وجدوا الدراسة مرتبطة بالبهجة والحرية والمرح, فمن الطبيعي أن يميل الإنسان إلي من يشجعه ويهرب ممن يعوقه. هذا بالنسبة للمعلم, أما بالنسبة للأسرة ودورها في مساعدة الأبناء في الدراسة, فينبغي أن تدرب أبناءها, حتي في مرحلة رياض الأطفال, علي أن يستقلوا في أعمالهم المدرسية وهذا لا يمنع الأبوين من التنبيه أو التصحيح, مع تشجيع الأطفال علي تنظيم وقتهم. ويشير د. فتحي إلي أنه في كل دول العالم يبدأ الأطفال في الاستقلال في الدراسة بأنفسهم في سن صغيرة جدا, وحين ينفر الطفل من مذاكرة الأم فهذا يعتبر ظاهرة صحية علي عكس ما هو شائع, فالمشكلة في مصر هي أننا لا نبني شخصية الطفل بل نربيه علي الإعتماد علي الأسرة وعدم ترك المجال للإبداع, لذا ينبغي أن يقتصر دور الأبوين علي أمرين, أولهما متابعة الأطفال مع المدرسة( ماذا أخذ وما المطلوب منه من مذاكرة) والأمر الثاني هو ترك الفرصة لهم ليتعلموا بأنفسهم ولا يعتمدوا علي المدرس الخصوصي الذي يعتبر قاتل للشخصية الإبداعية.. فكيف ندفع الأبناء إلي الدروس الخصوصية ثم ننتظر منهم أي نوع من أنواع الإبداع؟ ويؤكد د.يونس أن مجتمع ما قبل عام52, كان مجتمعا مبدعا, والسبب هو أن الأطفال كانوا يعتمدو علي أنفسهم, والأسرة كانت تعطيهم الفرصة والدعم, أما ما يفعله الآباء مع أطفالهم الآن فيعتبر تدليلا وإفسادا.