في صحبة الصديق اللواء صلاح خيري, أمضيت الأربعاء الماضي سهرة لن أنساها مع زملاء كتائب الموت المعروفة باسم الصاعقة بمناسبة تكريم قائدها ومؤسسها الفريق جلال الهريدي. الذي أكد لي أنه فوجيء بقرار الرئيس محمد مرسي بترقيته من رتبة مقدم التي خرج بها من الجيش عام 1967, وبذلك كان أول ضابط في القوات المسلحة يرد له اعتباره بعد45 سنة! وقد عرفت الصاعقة في بداياتها الأولي وكان ذلك في بورسعيد خلال أشهر العدوان الثلاثي وإحتلال الإنجليز المدينة بعد تأميم عبد الناصر قناة السويس. كان الهريدي قد عاد في ذلك الوقت من فرقة تدرب عليها في أمريكا وأرسله المشير عبد الحكيم عامر مع مجموعة من المقاتلين طردوا النوم من عين الإحتلال الإنجليزي لبورسعيد من خلال العمليات الفدائية التي قاموا بها ونشرت عنها تحقيقا مطولا في مجلة آخر ساعة حيث كنت أغطي العدوان. وبعد بورسعيد تقرر إنشاء سلاح خاص للصاعقة كان طبيعيا أن يعهد إلي جلال الهريدي بقيادته. ولأنه كان برتبة يوزباشي (نقيب) فقد رأي المشير عامر ترقيته إلي بكباشي( مقدم) ولكن جلال أصر علي الرفض حتي لا يتميز عن زملائه الذين بدأوا معا. وكان جلال أول ضابط في تاريخ القوات المسلحة يتولي قيادة سلاح برتبة نقيب! وكان من حظي أن ألتقي بعد كل هذه السنين بالرجال الذين غرسوا بذرة الصاعقة ونمت علي أيديهم وإرتبطوا مع من تبعهم في أسرة كبيرة لا تفرقها الأحداث. فقد إتهم الهريدي بولائه لعبد الحكيم عامر وتم الزج به في مؤامرة حكم عليه فيها بالإعدام ثم خفف إلي المؤبد وبعد أكثر من سبع سنوات أفرج عنه السادات. وفي يوم خروجه من السجن كان زملاؤه يتسابقون إليه.. فما جمعهم لم يكن بسيطا.. لقد قاموا بعشرات العمليات ذهبوا إلي كل منها وهم يعرفون أنه ذاهبون إلي الموت.. والذين اتفقوا علي الموت لا يفرقهم سوي الموت.. وغدا نكمل [email protected] المزيد من أعمدة صلاح منتصر