سلوكيات الشارع المصري ودرجة العنف فيه تثير المخاوف إلي ابعد الحدود.. جرائم القتل في الشوارع وامام الناس وقطع الرقاب وتعليق الجثث علي أعمدة النور والتمثيل بها أشياء وظواهر لم يكن لها وجود في حياة المصريين علي الإطلاق. كيف تسربت كل هذه القسوة وانتشر كل هذا العنف في سلوكيات الناس.. وماذا ننتظر من الأجيال القادمة التي شاهدت ذلك كله, وماذا ستفعل في مصير هذا الوطن.. والغريب اننا احيانا نشاهد هذه الأحداث علي شاشات التليفزيون والفضائيات والإنترنت والفيس بوك وكأننا نشاهد إحدي مباريات كرة القدم أو اغنية من الفن الهابط أو مشهد سخيف في مسلسل ردئ.. هذا العنف في حياة المصريين له اسباب كثيرة تبدأ بالأمية وشعب لا يقرأ ولا يكتب وتنتهي بالمخدرات والحبوب, والكوارث التي نسمع عنها كل يوم, ومع ارتفاع معدلات الفقر وغياب العدالة في توزيع موارد الدولة انتشرت الجريمة.. ولا شك ان العنف في السينما والمسلسلات وانهار الدم التي تتدفق علي الشاشات قد أخرجت اجيالا ربما اعتادت علي ذلك كله.. وإذا اضفنا لذلك ما حدث علي الساحة العربية من الحروب والمعارك وما خلفته في مكونات الأجيال الجديدة نفسيا وفكريا فقد تركت مناخا شديد القسوة والعنف.. لقد اعتاد الناس مع مرور الوقت وغياب الرقابة الأسرية علي هذه السلوكيات واصبح من السهل ان تجد هذه الجرائم في كل مكان.. ان ما يحدث في الشارع المصري يتطلب دراسة اسباب هذه الظواهر خاصة انها تزداد كل يوم وفي صفحات الحوادث أكبر دليل علي ذلك.. كل يوم تطاردنا عشرات الحوادث من قتل زوجته واحرقها ومن قطعت جسد زوجها بالسكين ومن قطع رقبة جارته ومن علقوا جثة القتيل في الشوارع وطافوا به في مشهد رهيب.. لا أدري كيف نواجه هذا الطوفان من الدم في مجتمع كان يوما من المجتمعات القليلة في العالم التي عاشت في أمن وامان.. مطلوب دراسة متكاملة الجوانب حول أسباب الجريمة في حياة المصريين وكيف نعيد لهذا الشعب أخلاقه القديمة التي كانت وساما علي صدر كل مصري. [email protected] المزيد من أعمدة فاروق جويدة