أخيرا وزير الداخلية المصري في اجتماع مع منظمات وجمعيات المجتمع المدني وحقوق الإنسان.. لأول مرة ربما من سنوات بعيدة لا نذكرها تهتم وزارة الداخلية بحقوق الإنسان المصري.. تقليد جديد وفكر مختلف وروح إنتظرناها طويلا لعل اسلوب التعامل مع المواطن المصري يختلف حتي يشعر بالمواطنة الحقيقية.. هذه الروح وهذا الفكر الذي بدأ به وزير الداخلية اللواء أحمد جمال الدين يؤكد ان جهاز الشرطة بدأ عهدا جديدا مع المصريين وان واجبنا هو دعم هذا التوجه ومساندة هذا الفكر.. كان قسم الشرطة رحلة عذاب بالنسبة لأي مواطن حتي لو كان في مهمة بسيطة..وكان اسلوب التعامل الذي اتسم دائما بالتعالي يؤكد تلك العلاقة المشوهة بين المواطن والسلطة, وكان توجيه كل إمكانات أجهزة الأمن المصرية للأمن السياسي وحماية المسئولين يحرم المواطن المصري من حقه في علاقة سوية بين جهاز أمن يحميه ويحترم إنسانيته..ان هذه الروح التي يحاول وزير الداخلية الجديد ان يبثها بين رجاله سوف توجد مناخا جديدا وزمنا مختلفا.. لقد كان شيئا مؤسفا ان تسوء العلاقة بين المصريين وجهاز الشرطة لأن ضابط الشرطة هو في النهاية أخي أو ابني أو جاري أو صديقي.. ولم يكن مسئولا عن تجاوزات حدثت في الماضي هي في الحقيقة ترجع لأسباب كثيرة تبدأ بمناهج التعليم وتنتهي عند تعليمات الكبار, وإذا كان المسئول الأمني الكبير يري ان واجباته ومسئولياته هي حماية نظام فاسد فلا تنتظر منه حماية لمواطن أو دفاعا عن كرامة إنسان مظلوم.. ان رحلة وزير الداخلية احمد جمال الدين لإعادة هيبة الشرطة في الشارع المصري من خلال إحترام متبادل وحرص علي آداء المسئولية في ظل قانون عادل دون اعتداء علي حقوق الآخرين, هذه الروح تحتاج إلي دعم منا جميعا حتي تحقق آثارها في علاقة صحيحة بين الشرطة والشعب ونجد في شارعنا البسيط خفير الدرك القديم الذي كنا ننام علي صوته ونحن نشعر بالأمان.. أري في فكر أحمد جمال الدين روحا جديدة تسعي لجمع الشمل وعودة الشرطة لدورها ومسئولياتها وعلينا ان نفتح قلوبنا وعقولنا لهذه الروح الجديدة. [email protected] المزيد من أعمدة فاروق جويدة