متابعة- رامي ياسين: واقعة الاعتداء علي طالب كلية الهندسة عماد أبو اليزيد أعادت للاذهان واقعة مقتل خالد سعيد بالإسكندرية,, لكن الفارق الوحيد بين الواقعتين أن الأخيرة جرت أحداثها داخل قسم باب شرق بعد قيام الثورة, ولايزال الضحية فيها حيا يرزق يطالب بحقه وإعادة كرامته التي أهدرت علي يد ضابط مباحث القسم والمخبرين التابعين له, وهي الواقعة التي مازالت تداعياتها تفرض نفسها علي المشهد الجامعي بالإسكندرية, بعد خروج مئات الطلاب يوم الأثنين الماضي في مظاهرات جابت شوارع وسط المدينة, لتستقر أمام قسم باب شرق للمطالبة بحق عماد الذي تعرض لاعتداء بالضرب المبرح والإهانات من قبل ضابط مباحث القسم والمخبرين داخل القسم, وردد الطلاب المشاركون في المسيرة عددا من الهتافات المناهضة بتصرفات ضباط الداخلية, كما رفعوا لافتات تحمل عدد من الشعارات, مثل احنا الطلبه الخط الأحمر.. احنا الطلبة ولينا إرادة.. مين عينكوا علينا السادة و زي ما هي زي ما هي.. الداخلية البلطجية. عماد الطالب السكندري حصل علي مجموع95% بالثانوية العامة و تم قبوله في كلية هندسة حلوان طامعا في تحقيق حلم والده الأستاذ الجامعي ووالدته الأستاذة بإحدي الاكاديميات البحثية بالإسكندرية بأن يصبح مهندسا, وقد شارك عماد مثل غيره في الوقفة الاحتجاجية التي نظمها الطلاب الملتحقين بالجامعات بحثا عن تقليل الاغتراب ويتم تحويله إلي كلية الهندسة بجامعة الأسكندرية,إلا أن تلك الوقفة الاحتجاجية كانت سببا في مأساته داخل قسم باب شرق. الأهرام التقي عماد ليروي قصته التي بدأت عندما ذهب مع ألاف من الطلاب الملتحقين بالجامعة, و التي لم ينجح التحويل الإلكتروني في تقليل الاغتراب بعد التحاقهم بجامعات خارج المحافظة, من خلال التنسيق الجامعي ليتجمع الآلاف من الطلاب امام مبني إدارة الجامعة بمنطقة الشاطبي علي كورنيش الإسكندرية مطالبين بالتحويل الورقي وتمت الاستجابة لمطالبهم في نهاية اليوم, ولكن في المقابل دفع عماد الثمن, وعاش ساعات عصيبة بدأت عندما توجه بسؤال إلي أحد الأشخاص كان يقوم بتصوير الطلاب واولياء الأمور المتظاهرين قائلا: حضرتك مين و بتصور ليه؟ ليفاجأ عماد بقيام شخصين يرتديان زيا مدنيا يقتادانه بالقوة من أمام مبني إدارة الجامعة لمسافة تزيد عن200 متر إلي احد الشوارع الجانبية, حيث تم وضعه في سيارة نصف نقل والقبض عليه و حجزه داخل إحدي الحجرات في قسم شرطة باب شرق, وتم ربط يديه و انهال5 مخبرين عليه بالضرب المبرح بالكراسي الخشبية, و قالوا له بالحرف الواحد احنا زي محنا مش عشان ولعوا في كام قسم, تفتكروا الدنيا فوضي, وأنت هنا مش قائد مظاهرات, أنت هنا صرصار, وأضاف عماد أنه تم تهديده بالقبض علي شقيقته و أمه و اعتقاله في سجن الغربنيات, و كل ذلك وسط استمرار الركل بالاقدام و الضرب بالأيدي و الكراسي الخشبية المتهالكة الموجودة داخل الغرفة, وأمام كل هذه الاعتدءات أصيب عماد بحالة من الاغماء, و بعد أكثر من6 ساعات كاملة طلب منه الضابط خالد السقا معاون مباحث القسم الذي أمر المخبرين بالاعتداء عليه أن يوقع علي محضر داخل القسم, وتسليمه هاتفه ومتعلقاته الشخصية و أثناء خروجه من باب القسم فوجئ بوالدته, التي قامت بتحرير محضر بالاعتداء علي ابنها بعد رفض محاولات الصلح مع الضابط والمخبرين بالقسم, ليفاجأ عماد بسيل من الاتهامات الموجهة إليه عقب رفضه التصالح, حيث فوجئ بشخص لم يعرفه يتقدم ببلاغ ضده يتهمه فيه بالاعتداء عليه, و3 محاضر اخري مرفق بهم معاينات لتلف سيارات بالاضافة لتوجيه اتهامات له بمقاومة السلطات و اتلاف ممتلكات و سب قوة الأمن, و الغريب كما يقول عماد- أن كل هذه الاتهامات الموثقة في محاضر يتزامن وقوعها اثناء احتجازه في قسم الشرطة و الاعتداء عليه وطالب عماد وزير الداخلية بالتدخل و القصاص له. و بعيدا عن الاتهامات المتبادلة بين الشاب وضابط الشرطة بقسم باب شرق, فيظل تقرير الطب الشرعي الذي عرض عليه الشاب من خلال قرار من النيابة العامة التي تباشر التحقيق في الواقعة هو الفيصل في سير التحقيقات في تلك القضية.