قبل دخولي مسرح الطليعة بالعتبة وبعد مروري بمطبات الباعة الجائلين وبضائعهم التي تملأ الشارع المؤدي للمسرح ومع ذلك ومع هذه الصعاب الحقيقية لأنهم أي الباعة أغلقوا باب المسرحمن خلال بضاعتهم ومع ذلك تسللنا إلي المسرح. وكنت سعيدة لأنه يكاد يكون المسرح الوحيد الذي تنار فيه خشبة المسرح وليس هذا فقط ولكن حقيقة كان الجمهور قد امتلأت به مقاعد قاعة صلاح عبدالصبور عن آخرها. أيضا قبل مشاهدتي للمسرحية كانت لدي سعادة أخري من خلال قراءتي للدعوة الخاصة بالمسرحية فقد كتبت كما كان المسرح في الماضي يكتب عن مسرحياته فبداية تقول الدعوة تياترو الطليعة يقدم لكم بكل ممنونية السهرة الدرامية الكوميدية البديعة حنظلة رواية سعد الله ونوس والحضور بالملابس الرسمية وغير الرسمية وترفع الستار فجأة في تمام الساعة الثامنة مساء. فماذا عن عرض حنظلة الذي كتبه سعد الله ونوس ليقدم لنا شخصية المواطن البسيط المسالم لأقصي درجة الذي يحبس ظلما وكي يخرج من السجن يؤكد له زميله أنه يجب أن يقدم رشوه للسجان لكي يفرج عنه فكان أن قدم له كل ما يملكه فيما عدا قرشين لشراء مجلة الكواكب لزوجته. يذهب للزوجة ليجد معها شاب آخر.. لا يتحرك ويستعطفها أن تسامحه لغيابه لأنه كان سجينا ولكن دون فائدة ثم يلاقي بعد ذلك كل الأهوال نتيجة أنه انسان سلبي ومتسامح وبسيط حتي عمله كموظف نظافة في أحد الدواوين يطرد منه لأنه تغيب فلا يجد أي مأوي. وتتغير أحواله ليبدأ في استعادة حقوقه التي لم يكن له الحق فيها من خلال سلبيته وأيضا طيبته المفرطة, إن سعد الله ونوس يقدم صورة للمواطن المغلوب علي أمره في صورة قدمها لنا المخرج من خلال أغان وكوميديا واستعراضات وأيضا قفشات. العرض قدم لنا مخرجا واعدا هو إسلام إمام لولا أنه كان يجب مراعاة وجود إطالة في العمل وأيضا بعضا من المبالغة في الأداء التي قدمها الأبطال..