ترجمة: ماهرالبطوطي لماذا مت يا ناظم ؟ وماذا سنفعل الآن وقد حرمنا من أناشيدك ؟ أين سنجد النبع الذي ننهل منه ؟ أين ستنتظرنا ابتسامتك العريضة ؟ ماذا سنفعل دون وجودك دون حنانك الذي لا يلين ؟ أين نجد عينين كعينيك اللذين تجتمع فيهما النيران والمياه والحقيقة التي تنشدها علي الدوام والكآبة التي تنتحب والبهجة الجسور ؟ أي أخي لقد علمتني كثيرا من الأشياء أشياء لو أنني جمعتها ملء يدي وألقيتها قطعة قطعة وسط رياح البحر المريرة لذهبت بعيدا بعيدا وتساقطت ندفا من الثلج فوق الأرض التي اخترتها لحياتك والتي تضمك بين طياتها اليوم حتي في الممات. إني أهديك غصنا من أزهار الأقحوان من شتاء شيلي, وقمرها المقرور لشهر يوليو في' بحار الجنوب', وشيئا آخر: نضال الشعوب ونضالي أنا والدقات الخافتة لطبل حزين في وطنك. أي أخي أيها الجندي كم تبدو لي الدنيا مقفرة منذ الآن دون وجهك المزدهر كأنه شجرة كرز ذهبية ودون صداقتك التي كانت خبزا لفمي وماء يطفئ عطشي وقوة تثير الدماء في عروقي! لقد رأيتك بعد أن خرجت من السجون التي كانت آبارا كئيبة آبارا من القسوة والخطأ والألم ورأيت في يديك آثار العقاب وبحثت في عينيك عن أشواك الكراهية ولكن... كان كل ما جلبته معك هو قلبك الحنون الوضاء, قلبك الجريح ليس به إلا الضياء. والآن أسائل نفسي: دعني أري الدنيا وأتصورها وأتفكر بها وقد حرمت من الزهرة التي كنت تمنحها لها. أتصور النضال دون أن تكون هناك تظهر لي صفاء الناس وشرف الشاعر. شكرا لكل ما كنته ياناظم وللنيران التي تركتها أغانيك متوهجة علي الدوام. 9 يوليو1963