سيناء أرض الفيروز وصانعة السلام.. هي الأرض المصرية الإفريقية الآسيوية, هي مهد الأديان السماوية وملتقاها, فعلي جبالها وقف موسي كليم الله يناجي ربه بجانب الطور. ليصطفيه الله برسالته وكلامه ويتجلي سبحانه علي أحد جبال سيناء وهي التي احتضنت خطوات رحلة العائلة المقدسة, وفتحت ذراعيها لتستقبل الاسلام, وشق صدرها طريق المحمل أحد الطرق الرئيسية للحج الي الاراضي المقدسة والذي استخدم منذ عام1248 م, وهي الشاهدة علي إنجازات مصر العسكرية وبسالة وصمود خير أجناد الارض في الدفاع عنها لترتوي رمالها بدمائهم حتي أعادوها الي احضان مصر وصنعوا علي أرضها تاريخ الحرب والسلام والرحلة إلي سيناءلها طبيعة خاصة فتتمتع شبه الجزيرة بموقع جغرافي متميز وطبيعة خلابة حباها بها الله من جبال شاهقة تعد الأكثر ارتفاعافي مصر ووديان وسهول وشواطي صافية ممتدة بطول210 كم, وتحتضن جزرا ذات شعاب مرجانية وأسماك لايوجد مثيل لها علي وجه المعمورة, مماجعل منها مكانا متفردا في طبيعته وعبقه وتاريخه وروحانيته لتصبح مقصدا للسائحبن من كل أنحاء العالم, وتعد مقصدا للسياحة الدينية والفرعونية والعلاجية والعسكرية وسياحة السفاري وتسلق الجبال ايضا,وتضم سيناء بين أحضانها مناطق أثرية عدة تتفرد بها, ذكر بعضها في القرآن ويأتي أهمها عيون موسي وهي مجموعة من العيون الكبريتية تتدفق منها مياه ذات درجة حرارة تتراوح مابين35 و40 درجة مئوية, وهي المنطقة التي عبر إليها سيدنا موسي عليه السلام هربا من فرعون وجنوده وانفجرت بها اثنتا عشر عينا من المياه, وتعد هذه المنطقة مقصدا سياحيا مهما بالإضافة إلي حمامات فرعون والتي تقع بمدينة راس سدر وتضم كهف فرعون والذي يمتد داخل الجبل بعمق25 كم يالإضافة إلي العيون الطبيعية وهي عيون مياه كبريتية علي امتداد الشاطي وتنبع منها مياه كبريتية ذات درجة حرارة تصل الي75 درجة مئوية وتعد مفيدة في علاج الأمراض الجلدية وأمراض العظام مما جعلها مشفي طبيعيا يتوافدإليه السائحون, وتأتي مدينة سانت كاترين كاحد أكثر المدن السياحية والتاريخية في سيناء, حيث تعد من أكثر الأماكن ارتفاعا وتقع فوق هضبة ترتفع1600 متر فوق سطح البحر وهي محمية طبيعية تضم عدة جبال أعلاها جبل سانت كاترين وصفصفافة وجبل موسي الذي يعد كأحد أهم وأجمل المعالم السياحية بسيناء, حيث يتمتع بأجواء جمالية وروحانية, فهو الذي مكث فوقه سيدنا موسي لمدة أربعين يوما يناجي ربه حتي تجلي سبحانه علي تلك المنطقة وعرف الجبل بعدة أسماء منها جبل حوريب وجبل المناجاة ويعد من أهم المزارات السياحية, حيث يتمتع السائحون برحلة الصعود إلي قمة الجبل البالغ ارتفاعه2285 مترا للتمتع بمشاهدة شروق الشمس وغروبها ومشاهدة قمم سلاسل جبلية, ويوجد أعلي الجبل كنيسة وجامع صغيران وبجوار الجبل نجد دير سانت كاترين والذي شيده الإمبراطور الروماني جوستنيان ليحتمي به الرهبان, ويرجع اسم الدير إلي الشهيدة المقدسة كاترين والتي عاشت في القرن الثالث الميلادي, ومن اهم معالم الدير كنيسة البازيليكا والمكتبة التي تحوي ألاف الكتب والمخطوطات النادرة التي تصل الي3500 مخطوط تتنوع مابين اليونانية واللاتينية والقبطية والجورجانية والسوريانية والاثيوبية والعربية, وتعد أبرز معالم الدير تفرده بوجود مسجد صغير بين جنباته لتتعانق أجراس الكنيسة مع صوت الاذان في مشهد لا يوجد إلا في ارض الكنانة, ومن أبرز معالم تلك المنطقة ايضا بئر شعيب والوادي المقدس والذي يقع بجوار كنيسة العليقة و لايدخله احد إلا ويخلع نعليه مقتديا بسيدنا موسي, كما يوجد معبد سرابيط الخادم والذي يزخر بالنقوش والآثار ويرجع تاريخه إلي الأسرة الثانية عشرة الفرعونية, و يضم عددا من الكهوف ابرزها كهف إله الحرب الإله سويدو وكهف حتحور. وتضم سيناء بين جنباتها مقام النبي هارون والذي يقع أمام دير سانت كاترين في سهل الراحة بوادي قيروان, ويقال انه يضم رفات النبي هارون شقيق سيدنا موسي, كما يوجد أثر صالح عند نقطة التقاء وادي مرة مع وادي الشيخ ويقع بالقرب منه قبر النبي صالح, ويشق سيناء طرق تاريخية أهمها طريق العائلة المقدسة والذي سلكه المسيح عليه السلام والسيدة مريم ويوسف النجار بالإضافة إلي طريق الحج القديم ويعرف بطريق المحمل, ويوجد الطريق الحربي العظيم والذي سلكه تحتمس الثالث لتأمين حدود مصر الشرقية, والتقت علي مشارفه جيوش كليوباترا مع جيوش أخيها بطليموس, كما سلكه الاسكندر الاكبر خلال غزوه لمصر وهو الطريق نفسه الذي سلكه عمروبن العاص عند فتح الاسلام. وتوجد بسيناء عدة قلاع مهمة ابرزها قلعة نخل التي بناها السلطان الغوري لتأمين طريق الحج إلي بيت الله الحرام, وقلعة الطور, وقلعة فارما, وقلعة صلاح الدين في طابا الساحرة والتي بناها الايوبي منذ ثمانية قرون علي خليج العقبة بطابا الساحرة المحمية الطبيعية الزاخرة بالمياه الصافية والشعاب المرجانية والأسماك النادرة والحيوانات والزواحف النادرة من الثعالب والغزلان, كما توجد بها نباتات نادرة مثل نبق شجر الارك. وتزخر سيناء بتاريخ حديث سطره جنود مصر بدمائهم حتي تمكنوا من اعادتها إلي احضان الوطن بعد معركة الحرب والسلام, ليبقي علي ارضها بقايا خط بارليف شاهدا علي عظمة المقاتل المصري, ولتعيش سيناء من وقتها حركة تطور وجذب سياحي غير عادي ويتجلي ذلك في شرم الشيخ والتي تتمتع بمناخ مميز وتعد مصيفا ومشتي عالميا, وشهدت خلال السنوات الماضية حركة معمارية شملت إنشاء العديد من الفنادق والقري السياحية العالمية والمنشآت السياحية الاخري ومراكز الغطس والتزحلق علي المياه ومخيمات السفاري وهو ماينطبق ايضا علي مدن دهب ونويبع ومدينة العريش التي اشتهرت بالنخيل لتصبح شرم الشيخ في مرتبة افضل المدن السياحية العالمية, بالاضافة إلي ماشهدته من توافد مشاهير وزعماء العالم عليها سواء كسائحين يستمتعون بقضاء عطلاتهم بها أو من خلال الموتمرات العالمية التي احتضنتها. وتتمتع بسيناء ايضا بعدة محميات طبيعية ابرزها محمية راس محمد والتي تزخر بمائتي نوع من الشعاب المرجانية النادرة ومحمية الزرانيق المحطة الاولي للطيور المهاجرة من شرق اوروبا.