متى يعلن البرلمان خلو مقعد عبلة الألفي بعد توليها منصب نائب وزير الصحة    ملك تايلاند: الأزهر منارة علمية عالمية لنشر الفكر الوسطي المستنير    سعر الدولار في البنوك صباح اليوم السبت 6 يوليو 2024    أسعار البيض ترتفع اليوم السبت في الأسواق (موقع رسمي)    محافظ سوهاج الجديد يوجه بوضع خطة لتطوير المنطقة الأثرية بأخميم    سلسلة هجمات دامية تهز بوركينا فاسو تزامنا مع قمة ثلاثي الساحل    وزير الخارجية: تقديم مصر مساعدات إنسانية للسودان واجب وليس منحة    لأول مرة، رونالدو يفشل في زيارة الشباك ببطولة كبرى    اليوم جنايات المنصورة تنظر قضية خطف شاب تحت تهديد السلاح    ضبط مسجل خطر بحوزته 2 كليو وربع حشيش وشابو وسلاح ناري بالأقصر    انتداب المعمل الجنائي للتعرف على سبب حريق في العياط    بالأسماء- مصرع طفلة وإصابة 4 آخرين في حادث بالمنيا    غارات جوية تستهدف المناطق الشمالية من مخيم النصيرات وسط قطاع غزة    مهرجان العلمين 2024، تفاصيل العروض المسرحية في الدورة الثانية    تركي آل الشيخ يكشف عن مهمة جديدة ل "ولاد رزق" في الرياض    جمال شعبان يكشف سرا صادما عن سبب وفاة اللاعب أحمد رفعت    رئيس وزراء بريطانيا الجديد يتعهد من دوانينج ستريت: سنعيد بناء بلادنا    زور توكيل.. تفاصيل القبض على شقيق عصام صاصا في الهرم    انتشال جثمان شاب ثالث غرق في انقلاب سيارة بترعة المنصورية بالدقهلية    أسعار اللحوم الحمراء اليوم السبت 6 يوليو    «المركزى للتعمير»: 142 مليار جنيه استثمارات تنفيذ 1642 مشروعاً خلال 10 سنوات    أسعار اللحوم اليوم السبت 6 يوليو 2024.. الجملي 320 جنيهًا    هل التهنئة برأس السنة الهجرية الجديدة بدعة؟.. دار الإفتاء تجيب    اسعار الأسماك اليوم 6 يوليو بسوق العبور    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 6-7-2024    سرايا القدس: عدم قدرة جيش الاحتلال على مواصلة الحرب ستجبر حكومة نتنياهو على قبول أي اتفاق    أيمن الجميل: نجاح المشروعات الزراعية الجديدة بالأراضى الصحراوية يفتح الباب لمضاعفة الرقعة الزراعية    انتظام طلاب الثانوية العامة في دمياط لأداء امتحان الكيمياء والجغرافيا    شاهد.. أخر لقاء قبل وفاة أحمد رفعت (فيديو)    عاجل.. الزمالك يرد على أنباء حرمانه من الجماهير أمام الأهلي بالسوبر الأفريقي    يورو 2024| تشكيل منتخب إنجلترا المتوقع لمواجهة سويسرا    هيثم عرابي ينعى أحمد رفعت لاعب مودرن سبورت    البابا تواضروس الثاني يترأس القداس الإلهي وسيامة آباء كهنة بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية    وفاة اللاعب أحمد رفعت إثر تدهور حالته الصحية    «في الساحل الشمالي».. شوبير يكشف عن أولى صفقات الأهلي (فيديو)    الأونروا تحذر من خطر القنابل غير المنفجرة بين البيوت في غزة    «جوميز» يُقيم ملف الناشئين في الزمالك لتصعيد بعض اللاعبين للفريق الأول    احتفالات السنة الهجرية الجديدة 1446 في العراق    مؤلف ففرقة العمال المصرية: أمضيت 7 سنوات في توثيق مشاركة نصف مليون مصري في الحرب العالمية الأولى    وزير الثقافة الأسبق: دار الوثائق القومية تعرضت لهجوم من الإخوان    رضا سليم يكشف عن حقيقة العروض المقدمة إليه    أبرز تصريحات بايدن في أول مقابلة بعد مناظرته أمام ترامب    توفيت في حادث سير.. من هي لونا الشبل مستشارة بشار الأسد؟    تشكيل فنزويلا الرسمي ضد كندا في كوبا أميركا 2024    قوات الدفاع الجوي الأوكرانية تسقط 4 صواريخ روسية موجهة شرقي البلاد    6 أعمال احرص على فعلها قبل صلاة الفجر.. تغفر ذنوبك وتوسع رزقك    نتيجة الدبلومات الفنية 2024 "عاااجل" الدور الأول عبر بوابة التعليم الفني برقم الجلوس    اتهام محامِ شهير بالتعدي على «فتاة» داخل مكتبه في الهرم (تفاصيل)    قصة تاريخ العام الهجري الجديد.. داعية يوضح    رأس السنة الهجرية 1446.. أجمل التهاني والأدعية    حظك اليوم برج العذراء السبت 6-7-2024، على الصعيدين المهني والعاطفي    يقلل الاكتئاب ويحسن صحة العقل.. فوائد مذهلة للحليب الذهبي    تحمي القلب وتعزز الإبداع.. 7 فوائد صحية لنوم القيلولة يوميا    مرض أسماء جلال تسبب في خسارة وزنها خلال أيام قليلة.. تحذير من هذه الأعراض    الأنبا إغناطيوس برزي: الأسرار المقدسة منها خمسة عمومية    قداسة البابا فرنسيس يبعث برسالة إلى شباب مؤتمر اللاتين بمصر    «هنمنع عنكم طائرات الأباتشي».. نبيل فهمي يكشف تهديد أوباما بعد ثورة 30 يونيو (فيديو)    الصحة العالمية تحذر من مادة مسرطنة يستخدمها الملايين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الجماعة الاسلامية في ندوة بالأهرام:رفضنا اغتيال السادات وفشلنا في إبلاغ الإسلامبولي بالقرار

كشفت قيادات الجماعة الاسلامية في الجزء الثاني من ندوة الاهرام النقاب عن أسرار تنشر لأول مرة فيما يتعلق بقرار اغتيال السادات‏,‏ وإن مجلس شوري الجماعة عقد اجتماعا بالصعيد وبعد مشاورات طويلة رفضوا تنفيذ قرار الاغتيال وتم إيفاد الشيخ أسامة حافظ إلي القاهرة لابلاغ محمد عبد السلام فرج بالقرار فلم يجده بمسكنه وذهب الي خالد الاسلامبولي فوجده إلتحق بوحدته بالقوات المسلحة وفشل في وقف قرار التنفيذ ولم يعرف الشيخ عمر عبدالرحمن أيضا بالقرار نظرا لاختفائه بعيدا عن أعين الأمن.
وفي قضية المراجعات كشف قادة الجماعة الاسلامية لأول مرة أيضا أن المراجعات بدأت عام1987 بمشاركة الشيخين الجليلين محمد متولي الشعراوي ومحمد الغزالي وبطلب من الجماعة تكررت المبادرات وأجهزة الدولة كانت تعرقلها كما أن بعض قادة أحزاب الاحرار والوفد والتجمع كانوا يعملون من أجل إفشال المبادرات وعدم وقف العنف المسلح بين شباب الجماعة والدولة وتفاصيل أخري يكشف عنها رموز الجماعة الاسلامية في هذه الندوة لأول مرة
{ الاهرام: معروف تاريخيا أن الرئيس الراحل أنور السادات أعطي دعما وتسهيلا كبيرا للجماعة الاسلامية لكي تعود إلي العمل السياسي ربما لمناهضة اليسار.. ولكن الجماعة الاسلامية إنقلبت علي السادات وحتي الآن مازال بعض قادتها يرددون كلمات العداء للرئيس السادات فلماذا؟
{{ الجماعة الاسلامية: إسمحوا لي بالرد والكلام للدكتور طارق الزمر أولا لابد أن يعرف الناس أن نظام السادات هو الذي أسس لنظام مبارك وأن أكبر أخطاء مبارك هي التي ارتكبتها, ولو كان أنور حيا حتي الآن لارتكب أفدح منها. وعلي سبيل المثال لو عاتبنا مبارك علي حصار غزة لقلنا أنه يرجع الي السادات الذي وقع اتفاقيةكامب ديفيد التي أسست لذلك, ولو عاتبنا مبارك علي توحش رجال الاعمال في عصره يجب أن نلوم السادات الذي بدأ الطريق لهم بالانفتاح الاقتصادي ولو عاتبنا مبارك علي التزوير الفج الذي حدث في انتخابات عام2010 وما قبله, فيجب أن نلوم السادات علي التزوير الذي حدث في انتخابات عام1979 والتي كانت أشد فجاجة عن2010 حيث لم ينجح فيها إلا ممتاز نصار المعارض الوحيد وقد تكررت أخطاء السادات حتي ارتكب مجموعة من التصرفات جعلت الجميع في حالة استنفار ومن ثم كانت هناك رغبة في التخلص منه بأي طريقة.. والقرار الذي أتخذ باغتياله كان في ظروف إضطرارية فالجميع كانوا هاربين ويبحثون عن مخرج. كما أن قرار الاغتيال لم يكن قرار الجماعة كلها بدليل أن رأس الجماعة في ذلك الوقت الدكتور عمر عبد الرحمن لم يكن علي وصال مع هذه المجموعة ولم يكن يعلم تماما بالقرار.
كما كانت ظروف المطاردة والملاحقة لكل التيارات والتحفظ علي كافة رموز القوي السياسية في مصر من إسلاميين وماركسيين وليبراليين تفرض التفكير في الاغتيال. هذا الظرف هو الذي أدي إلي اتخاذ هذا القرار انما التحرك الاساسي كان نحو ثورة شعبية ولم يكن الهدف استخدام العنف ضد السادات ولو كان الهدف هو اغتياله كان قتل قبلها بفترات.
{ الاهرام.. هناك اسرار مازالت غامضة حول قرار إغتيال السادات خاصة فيما يتعلق برفض قيادات عديدة من الجماعة لمنهج تصفية السادات أنذاك.. فما الحقيقة؟
{{ الجماعة الاسلامية: بعد أن طرحت فكرة الاغتيال من جانب الملازم أول خالد الاسلامبولي وافق عليها بعض أعضاء مجلس شوري الجماعة ولم يعرف بالقرار الشيخ عمر عبدالرحمن, وكان هناك مجموعة من مجلس الشوري بالصعيد وعندما عرفوا بالقرار رفضوه وهنا قال الدكتور عصام دربالة وكنت أنا واحد منهم وقدمنا مبادرة مشفوعة بالتبريرات والاسباب لرفضنا القرار, وبعد مشاورات اتفقنا علي أن القرار باغتيال السادات خلال العرض العسكري غير صحيح ويجب التخلي عنه وذلك علي اساس أن منهج الجماعة كان يرتكز علي ضرورة إحداث ثورة شعبية وان تنجح هذه الثورة في خلع السادات وليس قتله, ومادامت الثورة لم تتم فيجب أن ننتظر ووضعنا حلا بديلا هو أن ينتشر أعضاء الجماعة والتنظيم في كل أنحاء البلاد,
لكي نتبين حقيقة قرار السادات في التحفظ وقرار الاعتقال الذي حدث..
هذا الطرح بالفعل لاقي قبولا بعد مشاورات وتم إيفاد مجموعة من الجماعة تمثل مجلس الشوري في الصعيد ومنهم الشيخ أسامة حافظ الي القاهرة للقاء الشيخ محمد عبدالسلام فرج وحدثت قناعة من الجميع بإلغاء قرار الاغتيال ومنهم: كرم زهدي وعاصم عبدالماجد وناجح إبراهيم وعلي الشريف وأسامة حافظ وعصام دربالة وغيرهم وكان القرار هو أن يتوقف الملازم خالد الاسلامبولي عن التنفيذ.
وفعلا ذهب الشيخ أسامة لمسكن الشيخ محمد عبدالسلام ليلا فلم يجده فذهب الي الملازم خالد الاسلامبولي ولم يجده ولم يتم إبلاغ المنفذين بالاتفاق الجديد لمجلس الشوري وكان ذلك يوم السبت والشيخ أسامة وصل الي القاهرة الاحد..
وكان الشيخ عبود الزمر يريد ثورة شعبية بعيدا عن اغتيال السادات وهذا ليس تنصلا من الحادث ولكن للتأريخ أن هناك وجهات نظر كانت تريد الغاء هذه العملية ولكنها لم تجد طريقها للنجاح.. وكانت إرادة الله نافذة خاصة أن الشيخ خالد الاسلامبولي لم يكن مدرجا في العرض العسكري ولكنه شارك مصادفة عقب اعتذار أحد الضباط.
{ الاهرام.. هل أخطاء السادات كانت تستوجب الاغتيال؟
{{ الجماعة الاسلامية: السادات عندما نقيمه نجده مثل كل البشر له قرارات كبيرة وله خطايا جسيمة. فحرب اكتوبر قرار يحسب له لأنه نقل مصر نقلة نوعية ما كان يجرؤ عليها أي رئيس مكانه فهذه القرارات تحتاج الي شخصية جريئة ولها قدرة تحليلية.
والسادات في نهاية السبعينيات اختلف عنه في بداية السبعينيات فمنذ أن قرر أن يعقد اتفاقا مع اسرائيل علم تماما أنه سيعادي العالم الاسلامي والشعب المصري والمنطقة العربية حتي أخذ القرار الذي لم يتخذه أي ديكتاتور من قبله أو بعده في العالم بإعلان الحرب علي السياسيين جميعا في قرار لم يتخذه مبارك في جبروته.
كما ان القول إن السادات سمح للتيار الاسلامي بالدعوة, يجب النظر اليه بموضوعية فهو لم يسمح لها بذلك حبا في سواد عينيها وانما لضرب التيار الشيوعي ولما تحقق الغرض انقلب علي التيار الاسلامي وأعلن الحرب عليه.
كما كان له أيضا أخطاء جسيمة وفي مقدمتها قانون الأحزاب الذي أعد البيئة للعنف المضاد لأن هذا القانون قرر بشكل واضح وصريح استبعاد أي مرجعية إسلامية يؤسس عليها أي حزب لذلك نفسه فالاسلاميون وجدوا أنفسهم خارج القانون بعد ان تم منعهم من تشكيل الاحزاب, في الوقت نفسه لديك سيطرة علي الجمعيات الاهلية وبدأت منعهم من الدعوة في المساجد مما جعلهم أمام خيارين أولهما العزلة وأصحاب الرسالة لايفضلونها, والثاني رفع الظلم الذي وقع عليهم. وجاءت الخطيئة الاخيرة الخاصة بقرار التحفظ الذي وضع به1546 شخصية مصرية من جميع التيارات والاتجاهات والقامات المصرية الكبيرة رهن الاعتقال وكان التيار الاسلامي له نصيب الاسد في هذه القرارات.
ولذلك فالسادات هو الذي وضع الاسباب التي أدت إلي اغتياله كما أن عملية اغتياله لاقت قبولا وارتياحا ضخما في داخل مصر وخارجها.
{ الأهرام: هل لديكم حصر بحجم الخسائر التي تكبدتها الجماعة خلال مشوارها؟
{{ الجماعة الاسلامية: قرابة الألفين من الأفراد بين إعدام وقتيل وميت بالسجون وهو الحد الأدني منهم مائتي فرد تم إعدامهم بمحاكمات وثلاثمائة ماتوا في السجون بالإضافة الي005 قتلوا في الزراعات والمساجد والطرقات بالإضافة الي قرابة ثلاثين الف معتقل.
{ الاهرام.. لكن هناك معلومات مؤكدة أن السادات ساعدكم كثيرا عن طريق مستشاره المرحوم محمد عثمان اسماعيل محافظ أسيوط الأسبق الذي كان يحتضنكم ويقدم لكم الأموال وفرص السفر إلي العمرة وغير ذلك؟
{{ الجماعة الإسلامية: رواية أن السادات هو الذي صنع الجماعة غير صحيحة ولدينا شهود عيان علي ذلك فمثلا كنت أثار عصام دربالة في كلية الهندسة بجامعة أسيوط وحاول فعلا محمد عثمان القيام بهذا الدور ولكن معظم شبابنا لم يستجيبوا له وظللنا مستقلين عنه وعن أي جهة حكومية, وفي هذا الوقت كانت هناك سيطرة حدثت من الجماعة الاسلامية علي مستوي الجماعات المصرية علي اتحادات الطلاب وصارت هناك فرص لتوظيف إمكانيات اتحادات الطلبة لدعم دعوتنا, ورغبات من أبناء الجماعة في عقد معسكرات, وكان بعضها يحتاج الي تسهيلات من الجهات الادارية لإقامة المعسكرات وكان محمد عثمان ويساعد في ذلك الوقت علي القيام بهذا الدور في تسهيل الإجراءات والتي كانت بالمناسبة من صميم عمله ثم كيف لنا أن نكون تابعين لهم والجماعة هي التي هاجمت السادات عندما إستضاف شاه إيران بعد أن طردته الثورة الإيرانية وهي التي عارضته عندما قرر زيارة القدس وأراد توقيع إتفاقية كامب ديفيد وهذه المواقف تبين أنه لايمكن لاتجاه مصنوع أن يعارض من له يد في صناعته.
{ الاهرام... هل المحاكمات في قضية إغتيال السادات كانت تتم بشكل عادل.. أم كان يجري تلفيق الاتهامات إلي بعض عناصر الجماعة؟
{{ الجماعة الإسلامية.. نحن لانفضل طريقة تصفية الحسابات التاريخية ونرتقي علي كل ذلك بما يخدم المصلحة الوطنية للبلاد وللإجابة علي هذا التساؤل نذكر واقعة مهمة ربما تنشر لأول مرة والكلام علي لسان الشيخ عصام دربالة أثناء محاكماتنا عام1981 كان هناك فريق يدافع عنا وكان أغلبهم محامين يساريين وشاءت الأقدار أن يحضر شقيقي إجتماع هيئة الدفاع التي ستدافع عنه فتكلم أحدهم وهو لايدري أن شقيق أحد المتهمين موجود وقال محام يساري مازال علي قيد الحياة نريد أن نرسم خطة الدفاع بحيث يأخذ أكبر عدد من المتهمين حكم الاعدام لأن هؤلاء المتهمين هم الرجعيون والنظام عميل الإمبريالية الأمريكية واذا اتجه النظام إلي إصدار أحكام بالإعدام علي أكبر عدد فسوف يستعدي أن تثأر الرجعية لشهدائها من النظام وعند ذلك يدخلون في حرب تنهي الطرفين.. هذه الرواية كافية لذكر ما كنا نتعرض له وهو لازال يحدث حتي الان فهناك من تحالف مع العسكر ضد الحرية والثورة من أجل تفويت الفرصة علي من يعتبرهم خصما إيديولوجيا من التيار الإسلامي. وهناك من الموجودين علي الساحة الان من لايتعاملون بمنطق النظر الي الامام او فتح صفحة جديدة لأن البعض كانت لهم حسابات غريبة فمنهم من تحالف من نظام مبارك ضد التيار الاسلامي في مقابل مقعد بمجلس الشوري سواء لرئيس الحزب أو بالتعيين وهناك من صمت علي كل الجرائم الموجودة في سبيل الحصول علي تسهيلات إقتصادية ومن روج للتوريث.... كل هذه إختيارات خاطئة بالتأكيد ومع ذلك فالجماعة مع غلق كل هذه الملفات وأن يبدأ الجميع صفحة جديدة غير محملة بأعباء الماضي.
{ الأهرام.. وهل تقبل الجماعة بطي صفحة الماضي مع الشرطة فيما يتعلق بالقتل والتعذيب وماحدث في المعتقلات ؟
{{ الجماعة الاسلامية: عندما تتعامل مع الآخرين محملا بملفات الماضي بالتأكيد ستخطيء ومن هنا يجب علي التيار الاسلامي أن يتسامح بالنسبة لمن شاركوا في عملية السحل والاغتيال السياسي والمعنوي, وإذا كنا جميعا عانينا من الظلم بغير سبب فعلينا ألا نظلم الآخرين, وفي الوقت نفسه نعطي لأعضائنا الحق في اختيار مايرونه في هذه المسألة, لأننا لا نستطيع أن نطلب من أحد الأفراد أن يتنازل عن حقه الشخصي فيما يتعلق بحق الدم والقصاص والجماعة لا يمكن أن تجبره علي ذلك.
{ الأهرام: وهل يمكن التجاوز عن مقتل الشيخ علاء محيي الدين وغيره ؟!
{{ الجماعة الاسلامية: نريد فقط أن نعرف الحقيقة فقضية الدكتور علاء محيي الدين يجب أن يفتح ملفها وأيضا ملف اغتيال الشيخ عرفة درويش وعشرات من الشباب الذي قتل من أبناء الجماعة الاسلامية بعد اعتقالهم من منازلهم ثم يوضعون في مراكز الشرطة ثم بعد ذلك يؤخذون الي بعض الحقول ويطلق عليهم الرصاص دون أن يكونوا متورطين في أي شيء ثم يعلن في اليوم التالي بالصحف أنه تم تطويق مجموعة إرهابية وبادرت المجموعة بإطلاق النار فردت عليها القوات وأردتهم قتلي.
{ الأهرام: البعض يري أن هذه العمليات كانت ردا علي مقتل الجماعة للضباط والجنود ؟
{{ الجماعة الاسلامية: لابد أن يعلم الشعب المصري هول ماحدث للجماعة الاسلامية والتضليل الاعلامي الذي كان في ذلك الوقت وهناك فارق بين الدولة المأمورة بالحفاظ علي القانون وبين أي جماعة أخري تعارض هذه الدولة.
فيجب علي الدولة ان تحترم القانون ولا تقتل خارج القانون حتي لو قام أي من الأفراد بقتل أي ضابط فهذا لا يعطي الحق للدولة ان تقوم بقتل أسرة هذا الفرد خارج القانون.
{ الأهرام: كم مرة حاولتم اغتيال مبارك ولماذا فشلتم ؟
{{ الجماعة الاسلامية: الحديث عن العنف والاغتيالات لا يفيد الآن في عملية البناء والتنمية وهي فترة انتهت ويجب علينا النظر الي المستقبل, أما مبارك فمحاولات إغتياله ربما تجاوزت عشر مرات, لكن بعضها كان يتم بتدبير مستقل من جانب بعض شباب الجماعة ولعل هذه العمليات لم تنجح من فضل أقدار الله حتي لا يكتب شهيدا ولكن الله تعالي أراد إذلاله.
{ الأهرام: تقولون سوف يكتب شهيدا, فهل معني ذلك أن السادات لديكم شهيد عند الله ؟
{{ الجماعة الاسلامية: لا نعتقد ذلك بل نقصد حتي لا يقال عنه إنه شهيد. فالإمام البخاري قال: لا يجوز القول علي أحد أنه مات شهيدا ما لم يكن هناك نص قرآني أو حديث نبوي صحيح يشير الي الشهادة.
{ الأهرام: لغز المراجعات مازال غامضا لدي الكثيرين وكل مايعرف عنه جاء من خلال وجهة النظر الأمنية, فما الحقيقة ؟
{{ الجماعة الاسلامية: أولا يجب التأكيد علي ان الأمن ليس له أي دخل في قضية المراجعات من حيث اتجاهها ومعالمها الرئيسية كما أنها لم تبدأ في5 يوليو عام1997( تاريخ إعلان مبادرة إيقاف العنف).
بل بدأت في عام7891 وكانت المبادرة الأولي بوساطة من الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله, حيث تم التواصل من خلال البعض لوضع نهاية للتوترات المتصاعدة ما بين الشباب المسلم خارج السجون وما بين الدولة المصرية. وأن هذه التوترات ربما تؤدي بعد ذلك إلي صدام واسع في ظل تصاعد قضايا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع وجود اللواء زكي بدر بوازة الداخلية وانتهاجه سياسة التصفية الجسدية لأعضاء الحركات الإسلامية.
وهذا التصاعد دفعنا الي الذهاب إلي محاولة إيجاد حل وبالفعل تحمس الشيخ محمد متولي الشعراوي وقال لنا رحمه الله إما أن تقنعونا فأبقي معكم وإما أن أقنعكم فتأتون معي. وأبدينا إستعدادنا لهذه الخطوة وكنا موجودين في سجن ليمان طره مع بعض أعضاء تنظيم الجهاد منهم المقدم عصام القمري رحمه الله وكان أحد أبطال حرب أكتوبر بالمناسبة في سلاح المدرعات وقرر أن يهرب من السجن وعندما قدمت الداخلية تقريرها أشارت فيه إلي أنه هرب ليقتل حسني مبارك إلا أن المبادرة فشلت. ولم تكتمل مبادرة الشعراوي ثم طرحنا اكثر من مبادرة بعد ذلك علي أبناء الجماعة وتواصلنا من داخل السجن مع مدير مصلحة السجون في ذلك الوقت وطرحنا عليه رؤيتنا للحل وطلبنا رفعها للجهات المعنية نقول فيها إننا علي استعداد للتدخل لرفع كل أشكال العنف وكان الصدام المسلح قد احتدم في ديروط وكان مطلبنا الأول إيقاف قرارات الاعتقال طويلة الأجل وإتاحة الفرصة للشباب دعويا بأن يعبر عن نفسه, ووافق الأمن علي مطلبنا إلا أن صداما آخر حدث بين أعضاء الجماعة والشرطة في قنا, وبدأت الفكرة تتلاشي في عهد اللواء عبد الحليم موسي وزير الداخلية وكان ذلك في نوفمبر.2991 وبعد ذلك طرح الشيخان محمد متولي الشعراوي ومحمد الغزالي رحمهما الله فكرة المصالحة ولجنة الحكماء التي تتدخل من أجل إنهاء الصراع الموجود, وكان هذا الأمر قد تم من خلال وجود الدكتور صفوت عبد الغني مع بعض أعضاء الجماعة في قضية رفعت المحجوب وكان التواصل مع بعض المحامين ومنهم الدكتور محمد سليم العوا والأستاذ محمد إسماعيل الصحفي علي أساس أننا نطرح مبادرة بأن يتدخل العلماء لإنهاء هذا الصدام. وعند ذلك بدأت تتكون هذه المجموعة تحت اسم لجنة الحكماء. فأرسلنا خطابا من داخل السجن عن طريق الدكتور صفوت نذكر فيه الآتي: إننا نقدر العلماء ونلتزم بما يصلون إليه من حل وإذا سألونا عن رؤيتنا في حل هذه المسألة قلنا إنه إذا احترمت الدولة قانونها فعند ذلك سوف تحل الأزمة والمشكلات فالقانون يمنع التعذيب والاعتقال المفتوح وإنتهاك حرمات النساء والبيوت وإذا طبق ذلك سوف تنتهي المشكلة دون قيد أو شرط.
هذا الكلام موجود وبعض الأطراف التي شاركت فيه مازالت علي قيد الحياة, وعند ذلك تلقف بعض اليساريين هذه المعلومات وبدأوا يتكلمون عن سقوط هيبة الدولة التي تتفاوض مع الإرهابيين وبدأوا يقولون انه إذا احدث ذلك يعني انتهاء الدولة المصرية وهاجموا وزير الداخلية وطالبوا باقالته وتمت إقالته بالفعل لهذا السبب وضاعت الفرصة علي الوطن.
ومع ذلك تواصلنا أكثر من مرة بعد ذلك مع الجهات المعنية سواء عن طريق مصلحة السجون أو عن طريق الأمن أو عن طريق أقاربنا الذين يأتون في زيارات بسيطة بأن يخبروا القوي السياسية بالوقوف بجانبنا وقلنا لهم سوف ننضم إليهم ونطالب الشباب بإيقاف العمليات,. بشرط أن يغير النظام سياسته الظالمة هذا الأمر أرسلناه للقوي السياسية إلا أننا تعجبنا من الرد فالطرف الذي ذهب وأراد أن يحدث اتفاقا بين قيادات أحزاب سياسية لكي تعلن المبادرة رجع علينا وقال إن هذه الأحزاب لا تريد أن تتوقف هذه العمليات مع الأمن
{ الأهرام: ما أسماء الأحزاب التي كانت ترغب في استمرار العنف ؟
{{ الجماعة الإسلامية: قيادات أحزاب الوفد والتجمع والأحرار.. وبالتالي لم تكن المبادرة التي أعلنت عنها الصحف في عام1997 هي الأولي لوقف العنف مع الدولة.
{ الاهرام: هل من الممكن إقناع أصحاب الرايات السوداء بفكر المراجعات ؟
{{ الجماعة الإسلامية: قضية المراجعات تنبع من داخل عقل أي إنسان أما نحن فنعتبر أن مبدأ حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا هي فريضة شخصية تنجيك من العذاب وهي فريضة سياسية تعطيك الفرصة لاستدراك الاخطاء وتصحيح الأمور وتعزيز الصواب.
وكما حدث مع الصحابي أسامة بن زيد عندما هوي بسيفه علي أحد المشركين إلا أن هذا المشترك نطق بالشهادة عندما رأي السيف ورغم ذلك قام اسامة بقتله وعندما وصل هذا الأمر إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم قال لأسامه: لم فعلت ذلك فقال له: لقد قالها خوفا من الموت. فقال رسول الله: هلا شققت عن قلبه.
هنا سيدنا أسامة لم يكن يقصد أن يقتل مسلما قال لا إله الا الله وإنما كان يقصد أن الشهادة تحت هذا الظرف لا تجعله مسلما.
وعندما تحدث العلماء عن هذه الواقعة وجدوا أن الرسول عليه السلام لم يقتص ولم يأخذ الدية من أسامة كما ارتكزت المراجعات علي إعمال فقه الواقع في الإسلام وأن الفتوي تتغير بتغيير الواقع والمكان,والامثلة علي ذلك في عهد الرسول عديدة.
وجزء من سبب المشكلة القائمة في سيناء أن من يقومون بهذه الأعمال يعملون في معزل عن الواقع الذي تغير بعد الثورة والنظام الجديد يمثل الرئيس فيه المشروع الإسلامي.
أيضا من الأمور المهمة جدا في المراجعات الموازنة بين المصالح والمفاسد.. فالاعمال في حياة الإنسان إما مصلحة وإما مفسدة أو خليط ما بين هذا وذاك واكثر الاعمال هو خليط بينها.
واحيانا هناك من يري في أمر معين مصلحة في حين أن الواقع يجلب مفسدة أكبر, مثال ذلك الذي يريد أن يقاوم إسرائيل حاليا من خلال سيناء فهو يظن ان هذا مصلحة ولكنه لا يدرك أن هذه المصلحة وإن كانت معتبرة إلا انها سوف تنجم عن مفاسد عديدة تزيد علي هذه المصلحة ولذا يجب أن تتوقف المصلحة التي تجلب مفاسد أكثر. هذه القناعات جعلتنا ندفع بالأخ أمين عبدالعليم لكي يلقي بيان المراجعات الأول من قفص الاتهام مفاجأة أمام الصحفيين عام1997 لتبدأ من بعده الجلسات مع اللواء أحمد رفعت الذي كان يقدم نفسه لنا باسم مصطفي رفعت وقال لنا حرفيا: أنا ممثل الدولة وأنتم ممثلون للجماعة الإسلامية وسوف ننفذ ما نتفق عليه.. وأنتم لكم طلبات ونحن لنا طلبات ومطلب الدولة الأول وقف العنف كان مطلب الجماعة الأول الإفراج عن المعتقلين وإعطاء الأخوة حق الدعوة إلي الله سلميا... أما العمل السياسي فقيل لنا إنه غير مسموح به وقد وفت الجماعة بالتزاماتها في حين لم توف الدولة بما وعدت به.
{ الاهرام: شهدت علاقات الجماعة بالتيارات السياسية تحولات جذرية كيف يقيم الدكتور صابر جارحي هذا التحول في خطاب الجماعة؟!
{{ د. صابر حارص: سر إعجابي بالخطاب السياسي الجديد للجماعة الإسلامية يعود لعدة نقاط منها أن خطابها الجديد يتجاوز بكثير الخلاف مع الإخوان المسلمين لدرجة أنه يتصالح مع رموز النظام السابق.
كما أنه خطاب منفتح علي المرأة والأقباط والشباب وعلي كل القوي الثورية بشرط توافر عنصر الكفاءة وحسن السير والسلوك.
وأيضا هو خطاب تصالحي يسعي الي التوافق ويحدد أولويات تسيير لخدمة الصالح الوطني والثورة وليس لمساندة فصيل معين كما أنه خطاب هادئ يحمل من الحجج والبراهين وينكر ذاته فلا تهمه المشاركة في الحكومة أوالرئاسة ولكن المهم المصلحة العليا للوطن. واخيرا فان خطابهم انفرد بالمراجعة فلم تقرأ عن جماعة إسلامية طوال التاريخ أن كان لديها القدرة علي المراجعة.
أما النقاط الثلاث الاساسية في الخطاب الدعوي: فهي إعادة النظر في تغيير المنكر من القوة الي الدعوة وأن الجهاد لن يتم إلا بالتنسيق مع ولي الأمر كما أن المشاركة السياسية مع التيارات الاخري أولوية لديهم.
{ الاهرام: ماهي نقاط الضعف في مشروع النهضة الذي تقدم به حزب الحرية والعدالة مع الانتخابات الرئاسية؟!.
{{ د. احمد عمران: يفتقد وضع معايير لمتابعة التنفيذ وتقييم برامجه, وعدم وجود أهداف محددة بحيث يمكن أن نلمسها خلال التنفيذ في تنمية دخل الفرد خلال سنوات التطبيق. ولو قبلت سوف تمسك واذامسكت سوف تحاسب, والحزب له رؤية في وضع أهداف محددة وعلي استعداد للمحاسبة.
أدار الندوة: أحمد فرغلي
أعدها للنشر: علي شيخون


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.