في الوقت الذي أعلنت فيه باكستان حالة التأهب الأمني القصوي تحسبا لتجدد المظاهرات الشعبية الغاضبة احتجاجا علي الفيلم والرسوم الكاريكاتيرية المسيئة للرسول الكريم محمد صلي الله عليه وسلم, هزت مظاهرات شعبية عنيفة أرجاء مدينة دكا عاصمة بنجلاديش. حيث أصيب العشرات جراء المواجهات الدامية التي اندلعت بين مئات المحتجين وقوات الشرطة التي حاولت تفريقهم مستخدمة العصي والغازات المسيلة للدموع, الأمر الذي دفع المتظاهرين للدعوة إلي إضراب عام اليوم- الأحد- احتجاجا علي موقف الشرطة منهم. وفي ألمانيا, وفي رد قوي علي تصميم اليمين المتطرف علي عرض فيلم براءة المسلمين, طالب ديرك نيبل وزير التنمية الألماني بحظر عرض الفيلم الأمريكي المسيء للنبي في ألمانيا, وأوضح في تصريحات لصحيفة بيلد الألمانية أن مثل هذا الفيلم لا ينبغي عرضه, محذرا من سكب المزيد من الزيت علي النار. وشدد الوزير الألماني علي أنه من أنصار حرية الرأي لكنه يعرف لهذه الحرية حدود, وهو نفس ما نادي به وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله أمس الأول. وأوضح نيبل أن من يعتبرون حرية الرأي لا حدود لها لا يدركون مدي الصراعات التي يمكن أن تثيرها مواقفهم. وفي الوقت ذاته, دعا أقطاب المعارضة الألمانية بالتضامن مع قيادات إسلامية وزارة الداخلية إلي التخلي عن حملة الملصقات التي تحذر من التطرف الإسلامي بين صفوف الشباب والتي أثارت الكثير من الجدل. فقد طالب كل من الحزب الاشتراكي الديمقراطي واليسار الألماني وزير الداخلية هانز بيتر فريدريش بالتخلي عن هذه الحملة, لأنها تضع المسلمين في ألمانيا تحت الاشتباه العام. وفي باريس, كشفت صحيفة زود كويست الفرنسية أن51% من الفرنسيين يؤيدون نشر الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة للرسول الكريم, بينما أكد الاستطلاع الذي أجرته الصحيفة خلال اليومين الماضيين أن47% ممن شملهم الاستطلاع عبروا عن تخوفهم من أن نشر مثل هذه الرسوم يمكن أن يؤدي إلي توترات جديدة في ظل الموقف الراهن. وعلي ضوء الأزمة التي فجرتها مجلة تشارلي إبدو الأسبوعية الفرنسية الساخرة, كشفت وكالة الأنباء الألمانية عن أن هذه المجلة عرف عنها عدم الالتزام بالقوانين والاستخفاف بها. وتأسست المجلة اليسارية عام1970 خلفا لصحيفة هارا كيري الأسبوعية المحظورة, حيث توزع ما بين55 ألفا و75 ألف نسخة. وتحتوي المجلة علي تقارير وتعليقات, لكنها تشتهر بالأساس بالرسوم الملونة التي تغطي الصفحة الأولي, وتسخر من السياسيين والمديرين التنفيذيين للشركات والمتعصبين دينيا من جميع الشرائح, وعدد الأربعاء الماضي هو الثالث الذي يشمل رسوما مسيئة للرسول منذ عام2006 عندما أعادت نشر رسمين دنماركيين مثيرين للجدل. وقاضت مجموعة من الاتحادات الإسلامية المجلة بسبب هذا العدد الذي بيع منه نصف مليون نسخة تقريبا, لكن السلطة القضائية الفرنسية انحازت وقتها إلي المجلة, قائلة إن الرسوم استهدفت الإرهابيين وليس المسلمين. وفي العام الماضي نشرت المجلة عددا خاصا حمل اسم شريعة إبدو بعد أن حصل حزب النهضة الإسلامي علي الأغلبية في الانتخابات التونسية, وتضمنت سخرية من النبي أيضا. وفي رد فعل فوري علي هذا العدد, تعرض مكتب المجلة في باريس لقصف بقنابل حارقة, وبيع العدد في خلال ساعات. وهذه هي المرة الأولي التي تعرب فيها الحكومة الفرنسية عن استيائها مما نشرته المجلة, نظرا لموجة العنف التي اجتاحت العالم الإسلامي واستهدفت السفارات الغربية بسبب الفيلم المسيء للإسلام.