بعد الحديث عن أهمية العمل الجماعي، وأشكاله، وشروطه، في المقالين السابقين؛ يدور الحديث في السطور التالية عن أهمية التحلي بالمسئولية الفردية، انطلاقا من أن المجتمع لا تقوم له قائمة إلا بالأمرين معا: العمل الجماعي، والمسئولية الفردية. تعريف المسئولية الفردية في التعريف اللغوي لكلمة "مسئولية" نجد أنها مشتقة من الفعل: سأل، وورد: سأله الشيء، وسأله عن الشيء سؤالا، ومسألة، وقوله تعالى :"سأل سائل بعذاب واقع" أي: عن عذاب واقع. وتساءلوا: سأل بعضهم بعضا". وقيل: رجل سؤالة: كثير السؤال. والسُؤل هو ما يسأله الإنسان. قال تعالى:"قد أوتيت سُؤلك يا موسى".(المختار من صحاح اللغة، المكتبة التجارية، مطبعة الاستقامة، القاهرة، ط: 3، ص: 224، باب السين). أما كلمة "مسئولية" فلها معنى مصدري إذ نقول: فلان مسئول عن هذا العمل مسئولية، أي يتحمل تبعته، والنتائج التي تترتب عليه. وفي التعريف الشرعي وردت كلمة "سأل" بمشتقاتها عشرات المرات في القرآن الكريم، ومنها: تُسئلون، لتُسئلن، ويُسئل، وليُسألن، يُسئلون، سُؤلك.. إلخ. قال تعالى :"فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون". وقال:"وأن ليس للإنسان إلا ما سعى"، وقال:"وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُون".(الصافات24). وورد سؤال الله العبد يوم القيامة عن عمله، قال تعالى :"وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تُسئلون".(الزخرف: 44)، وقوله:" واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام". (النساء: 1)، وقوله : "لا يُسئل عما يفعل وهم يُسئلون".(الأنبياء: 23). أما كلمة "مسئولية" فوردت الإشارة إليها في القرآن الكريم خمس مرات، ولكن بلفظ" مسئول". قال تعالى :"وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا". (الإسراء: 34). وقال :"إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا".( الإسراء :36). وقال :" لهم ما يشاءون فيها خالدين كان على ربك وعدا مسئولا".(الفرقان: 16). وقال :"ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل لا يولون الأدبار. وكان عهد الله مسئولا". (الأحزاب:15)، وقال :"وقفوهم إنهم مسئولون". (الصافات:24). في السياق نفسه، وردت كلمة "فرد" في القرآن ثلاث مرات. قوله تعالى:"ونرثه ما يقول ويأتينا فردا".(مريم : 80)، وقوله:"وكلهم آتيه يوم القيامة فردا".(مريم 95)، وقوله :"وزكريا إذ نادى ربه رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين".(الأنبياء 89). بينما وردت بجمعها "فرادى" مرتين في القرآن. الأولى قوله تعالى :"ولقد جئتمونا فُرادى كما خلقناكم أول مرة". (الأنعام 94). وقوله:" قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفُرادى ثم تتفكروا".( سبأ:46). والأمر هكذا، أكد القرآن الكريم -بشكل لا لُبس فيه- المسئولية الفردية للإنسان، فهو يحاسب عن حياته ومماته وحده، وعن تصرفاته وأفعاله وحده، وعن نياته وإرادته وحده، فلن يُحاسب أحد آخر عن عمله، ولن يتحمل تبعاته دونها غيره، إيجابية كانت أو سلبية. تعريف عام في المجمل تعني المسئولية الفردية -إذن- تحمل المرء نتيجة عمله. فالقاعدة العامة في الشريعة تقضي بأن كل فرد مسئول عن اختياراته وقراراته، فلا يؤاخذ امرؤ بجريرة غيره. وقد قرر القرآن ذلك في أكثر من موضع. قال تعالى:"وَلا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلا عَلَيْهَا". (الأنعام:164). وإنما يأثم الجميع إذا لم يتم "فرض الكفاية"؛ لأنه مطلوب من مجموع الأمة، فالقادر على الفعل عليه أن يفعل، والعاجز عنه عليه أن يحث القادر على فعله، فإذا لم يتم هذا الواجب "الجماعي"، كان ذلك تقصيرًا من الجميع: مِن القادر لأنه لم يفعله، ومن العاجز لأنه لم يحثُّ القادر عليه. وبهذا يكون جميع ما يتحمله المرء (فردا أو جماعة) مسئولية تستوجب النهوض بها. فحياته أمانة تتطلب المسئولية، والدين أمانة يتطلب المسئولية، والأبناء أمانة يتطلبون المسئولية، والحِرفة أمانة تتطلب المسئولية. ومن أنواع المسئولية كذلك: المسئولية الدعوية، والسياسية، والأمنية..إلخ. بل الوجود كله مسئولية. والإنسان يُسأل يوم القيامة عن إنجازاته فيه :"شبابه فيما أبلاه؟ عمره فيما أفناه؟ علمه ماذا عمل به؟ ماله من أين اكتسبه؟ وفيما أنفقه؟"، كما جاء في الحديث النبوي. قال تعالى:" فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون". وقال :"وأن ليس للإنسان إلا ما سعى". وقال :"وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُون".(الصافات24). مجالات المسئولية تنقسم مسئولية الفرد إلى مجالات كثيرة أبرزها أربعة أولها مسئوليته تجاه ربه، بالإيمان بالله تعالى وكتبه ورسالاته ورسله واليوم الآخرة. والأساس في الإسلام أن يسلم المرء وجهه لله عز وجل، وأن يخلص له في عبادته؛ أن "تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك"، كما جاء في الحديث النبوي الذي أخرجه البخاري. والمسئولية الثانية مسئولية المرء تجاه نفسه؛ بتحقيق مقاصد الشريعة الخمسة، وهي: حفظ النفس والدين والعقل والعرض والمال.وقد فهم الرعيل الأول من السلف الصالح هذه المسؤولية على أنها إيمانية وتربوية وأخلاقية وبدنية ودعوية.. إلخ، انطلاقا من قوله تعالى :"وفي أنفسكم أفلا تبصرون".(الذاريات:21). وهناك مسئولية الفرد تجاه أسرته، قال تعالى :"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَة".(التحريم: 6). وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ يَقُولُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :"كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، الإِمَامُ رَاعٍ وَ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْؤولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا ، وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ و مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، قَالَ : وَحَسِبْتُ أَنْ قَدْ قَالَ وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي مَالِ أَبِيهِ وَ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، وَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ".(صحيح البخاري). فإذا كنت رب أسرة -رجلا أو امرأة- فعليك مسئولية كبرى تجاه أفراد أسرتك، بالرحمة بهم، وصلة أرحامهم، وتعليمهم الدين، والإنفاق عليهم، ورعايتهم :تربويا، وصحيا، وتعليميا.. إلخ، مع اتخاذ أفرادها إياك قدوة لهم، لإخراج أجيال صالحة، تتوارث "الصلاح"، فتنتفع به الأمة. والنوع الرابع من المسئولية هو مسئولية الفرد تجاه مجتمعه، ذلك أن أي مجتمع ما هو إلا مجموعة أفراد، وكلما زاد تعاونهم زادت قوة المجتمع، أما إذا انشغل كل فرد بنفسه، وشأنه، فإن المجتمع يضعف، وتضيع قوته، وهيبته. وقصة حزمة الحطب معروفة، فقد استطاع كل إبن أن يكسر عود الحطب، لكن عندما صار الحطب حزمة لم يستطع أحدهم كسرها بمفرده. قال النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم:"مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد. إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى".(صحيح). وقال -صلى الله عليه وسلم- :"لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه". وعن ابن عمر أنه صلى الله عليه وسلم قال: "المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرَّج عن مسلم كربة فرَّج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة".(أخرجه مسلم). وقال -أيضا- صلى الله عليه وسلم- :" المسلم أخو المسلم لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يحقره، بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه".(أخرجه مسلم). إن نفع الأمة باب عظيم لاكتساب الثواب، لأنه يصل إلى أفراد كثيرين. وتزداد المجتمعات قوة، كلما زاد عدد المتطوعين الذين يعملون فيها لأجل الصالح العام، أكثر من المصلحة الفردية. وهذا ما نراه بوضوح في المجتمعات الغربية، لكنه قد يغيب للأسف عن مجتمعاتنا العربية والإسلامية. قصة النملة ضرب الله تعالى لنا أمثلة لكائنات ضعيفة لكنها كانت قدوات في الإيجابية والتحلي بالمسئولية. فأثنى الله تعالى على النمل، بفعل نملة واحدة، وأضحت هناك سورة كاملة في القرآن الكريم تُسمى بسورة "النمل". قال تعالى :"وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ * وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ"(النمل:16و17). هكذا سمع سليمان عليه السلام النملة تنادي قومها.."حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ * فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ".(النمل: 18و19). قال بعض العلماء: "هذه الآية من عجائب القرآن؛ لأنها بلفظة "يا" نادت "أيها" نبّهت "النّمل" عيّنت "ادخلوا" "مساكنَكم" نصَّت "لا يحطمنَّكم" حذَّرت "سليمانُ" خصَّت "وجنوده" عمَّت "وهم لا يشعُرون" عذرت. فاستخدمت هذه النملة عبارات قليلة، ذات معان كثيرة. قال ابن القيم -رحمه الله-: "تكلمت بِعشْرَة أنواع من الْخطاب فِي هَذِه النَّصِيحَة: النداء والتنبيه وَالتَّسْمِيَة والأمر وَالنَّص والتحذير والتخصيص والتفهيم والتعميم والاعتذار، فاشتملت نصيحتها -مَعَ الِاخْتِصَار- على هَذِه الأنواع الْعشْرَة، َلذَلِك أعْجَبْ سلميان قَوْلهَا، وَتَبَسم ضَاحِكا مِنْهُ". وقال السيوطي -رحمه الله-: "أدت خمسة حقوق: حق الله، وحق رسوله، وحقها، وحق رعيتها، وحق جنود سليمان"، مصداقا لحديث تميم الداري -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:"الدين النصيحة"، قلنا: لمن قال: "لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم".. كما أن هذه النملة لم تكتف بالإنذار بالقول؛ بل وضعت خطة لإنقاذ أترابها، فقالت: "ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ". مشهد الهدهد وغير بعيد عن مشهد النملة، يأتي مشهد الهدهد. فقد خرج سليمان -عليه السلام- يتفقد الطير" ، وهذا التفقد -للبشر والكائنات والأشياء- عبادة نبوية، حتى للهدهد، إذ كانت له مهمة خطيرة، هي تعريف سليمان وجنوده بأماكن الماء. قال تعالى :"وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِي لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنْ الْغَائِبِينَ * لأعَذِّبَنَّهُ عَذَاباً شَدِيداً أَوْ لأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ * فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ".. النمل:20-22). وبرغم أن عمل الهدهد هو في معية سليمان، إلا أنه خاض المغامرة بمفرده، ثم نقل المشهد كاملا، بأمانة ودقة، وقال لنبي ملهم يتنزل عليه الوحي :"أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ"، فهي إحاطة شاملة بالماديات والمحسوسات، لا يكتفي فيها، بالظنيات، بل بالقطعيات. قال الشوكاني :"الإحاطة: العلم بالشيء من جميع جهاته". فالهدهد لم يقنع بأخذ طرف من الأخبار، وإنما ما زال ببلقيس وقومها حتى أحاط بأخبارهم، وفي هذا من الدقة والضبط ما لا يخفى. الملحوظ أيضا أن الهدهد ادخر رأيه حتى النهاية، فقال :"أَلاَّ يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ * اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ". وهكذا رفع الهدهد الواقع، وشارك بإيجابية في عمل مجتمعي، دون تكليف مسبق، أو تنفيذ لأمر صادر، في مجتمع يقوم على قيادته النبي سليمان، الذي قبل كلامه في تواضع، وقال على سبيل الحيطة والحذر :"سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنْ الْكَاذِبِينَ"، في إشارة إلى أهمية التثبت، والتبين.. قبل الحكم على صحة الرواية المنقولة. وحين أخبر الهدهد سليمان -عليه السلام- بخبر بلقيس وقومها، لم يقل له :"اذهب فأمرهم بالتوحيد، والسجود لله" ، وإنما قال :"ألا يسجدوا لله الذي يخرج الخبء"، ملمحا بالحل، دون أن يقطع به، فاكتفى بالتعريض دون التصريح. هذا الفعل الاحتسابي من الهدهد أدى -كما قال العلماء- إلى دخول أمة كاملة في الإسلام ..حتى قالت بلقيس :"رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ".(النمل 44). هكذا، لا يكفي صلاح الإنسان في ذاته، ضمانًا لسلامة المجتمع من عذاب الله. قال تعالى :"وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ".(هود). وقالت السيدة زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا للنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ' قَالَ: "نَعَمْ إِذَا كَثُرَ الْخَبَث".(رواه البخاري ومسلم). [email protected] المزيد من مقالات عبدالرحمن سعد