فى دنيا التحقيقات والتحريات الأمريكية، هناك مصطلح شهير، تحول لاحقا إلى عنوان حلقات مسلسلة درامية شهيرة أيضا وهو «قضية باردة». والمقصود من ذلك المصطلح هو تلك القضايا التى ظلت سنوات، وأحيانا عقودا، بلا حل أو اكتشاف الفاعل، ما حولها إلى قضية «باردة» تحفظ فى «أرشيف» السلطات المعنية حتى يرد دليل جديد أو لا يرد. ففى مقاطعة فاير فاكس، بولاية فيرجينيا الأمريكية، أجيال نقلت إلى أجيال لاحقة أخبار مقتل كارين سبنسر التى لقت حتفها بشكل عنيف ووحشى وهى فى عمر ال 12 عاما. الجريمة جرت عام 1972، عندما كانت المقاطعة تعرف بمنطقة الحقول المفتوحة التى كانت مركزا لتجمع الشباب والمراهقين. وشهدت هذه المنطقة فى العام ذاته إقامة كرنفال احتفالي، ولكن فيما كان الجميع يلهو ويستمتع بوقته خلال فاعليات الكرنفال، إذا ببعض المراهقين يعثرون على جثمان سبنسر. فى البداية ظن المتعثرون فى جثمان سبنسر أنهم تعثروا أساسا فى « مجسم خشبي» ، «مانيكان، وساقهم الإضطراب إلى طلب مساعدة أحد الراشدين. وعند وصول الآباء إلى موقع «المانيكان» المفترض، تم اكتشاف الأمر وتم الإرسال فى طلب الشرطة. كان جثمان الصغيرة سبنسر وقد لقت مصرعها بعد أن تعرضت لضرب مبرح. ويقال إن هناك من التفاصيل عما جرى للقتيلة لم يتم الكشف عنه بغية الحفاظ على أسرار التحقيق وعدم تنبيه المتهم أو المتهمين. جرت تحقيقات مطولة وحملت علامات استفهام كثيرة. ومن أبرز تلك العلامات ما كان من اختفاء كارين من منزلها قبل ثلاثة أيام من العثور على جثتهما. ظل الجميع يتساءل عن أسباب عدم إبلاغ الأسرة عن اختفاء الصغيرة ذات ال 12 عاما طوال ثلاثة أيام؟ ومن ضمن الأسئلة أيضا ما تم طرحه حول علاقة سبنسر بصديقها جيمس إداورد ذى ال 16 عاما، خاصة انهما انفصلا قبل مقتل سبنسر بأيام قليلة جدا. وبالفعل لاحقت الشرطة إدوارد بالأسئلة وإن لم توجه له أى اتهامات حتى وفاته عام 1997. لكن الشرطة الأمريكية تجدد اهتمامها بالقضية وبدأت إجراء اختبارات جديدة على الأدلة المتوافرة وسؤال كل من كان على صلة بالصديق المتوفى إدوارد وبالقتيلة سبنسر، بل ووزعت منشورا لطلب الإدلاء بمعلومات حول القضية، فى محاولة لحلها. لعل تكون قضية سبنسر إحدى القضايا التى تستعيد سخونتها بعد أن ظلت باردة لعقود.