دائما «فيها حاجة حلوة».. إنه شباب مصر شباب المستقبل، الذى يفكر خارج الصندوق وأمام عينيه مصلحة بلده. فهذه فكرة اجتمع عليها ثلاثون شابا من جامعة القاهرة فى مراحل دراسية مختلفة بكليات متنوعة، منها الهندسة والاقتصاد والعلوم السياسية والطب البشرى والصيدلة والتجارة، عن طريق الأنشطة الطلابية، هدفهم واحد وهو تنمية المجتمع وحماية البيئة من هذا التلوث الخطير بقدر المستطاع، بمشروع يحمل عنوان «إى - كولكت»، من خلال منصة على مواقع التواصل تعمل على تجميع المخلفات الإلكترونية وإعادة تصنيعها، ممل يقلل من خطرها على البيئة. وعن المشروع يوضح حازم محمد، وفرح عصام، مديرا المشروع، أنه نظرا لتنامى آخر عقدين من زمان التكنولوجيا سريعا، لدرجة جعلت حياتنا أكثر سهولة، فقد صاحب ذلك من عواقب وخيمة تتمثل فى مخلفات إلكترونية. ووفقا للبحث على الإنترنت، وجدا دراسة أعدتها «جامعة الأممالمتحدة» و»الاتحاد الدولى للاتصالات» و»رابطة النفايات الصلبة الدولية»عام 2017، تقول إن المخلفات الإلكترونية تعد الأكثر نموا فى عالم المخلفات، وتقدر بنحو أربعين مليون طن سنويا، نصيب مصر بمفردها 40 ألف طن سنويا، تضر بصحة البشر والحيوانات والبيئة. وتقول دنيا إبراهيم، رئيس فريق التسويق بالمشروع، إن المخلفات الإلكترونية وفقا للدراسات التى تمت فى هذا المجال، تحتوى على معادن مثل النحاس وألالومينيوم والنيكل والكروم والقصدير، إذا تحللت فى التربة أو المياه تسبب مشكلات فى الدم والكبد والجهاز العصبى للإنسان، بخلاف مشكلات صحية للحيوان و معاناة حتى الموت. عمر علاء الدين عبد الوهاب، نائب رئيس المشروع، يوضح أن المشروع وجد تحديا صعبا فى تجميع المخلفات وإقناع الأهالى فى البداية، فتم التعاون مع حاضنات الأعمال لتجميع النفايات الإلكترونية من المنازل، من خلال قيام فريق العمل بالتواصل مع المواطنين وتوعيتهم بتسليم هذه المخلفات لفريق العمل، بدلا من إلقائها فى صناديق القمامة وتلويث البيئة، وهو ما يساعدهم على التخلص الصحيح منها بطريقة صديقة للبيئة، وفى الوقت نفسه يأخذها عدد من الحدادين الفنيين لإصلاحها أو إعاده تصنيعها، مقابل توفير فرص عمل لشباب آخر بأجر ولو رمزيا. ويضيف عبدالوهاب أنه تم الاتفاق مع مجموعة من الحدادين فى المصانع وأماكن إعادة التدوير فى دمياطوالقاهرة، وتم تجميع عدد كبير من المخلفات الإلكترونية خلال 3 أشهر، معظمها بمساعدة تبرعات الأهالى فى الأحياء الراقية وغيرها المزدحمة بالسكان، وبالفعل تم عمل توعية فى أحياء مثل مدينة نصر ومصر الجديدة والدقى وغيرها، فى محاولة لجعل مصر لاتحتوى على أى مخلفات إلكترونية، من أجل مستقبل أفضل، مناشدا المواطنين التبرع بالأجهزة الصالحة من الكمبيوتر للمدارس.