كان بإمكان الشبكة الأمريكية العالمية لمشاهدة الأفلام والمسلسلات والوثائقيات «نتفليكس» أن تكون صادقة في شعارها الترويجي حينما قالت عن نفسها لحظة إطلاقها» منافسنا الوحيد في العالم هو النوم». لو أنها لم تتعرض للمصريين الذين علموها درسا لاينسي لا يزال وجعه محسوسا وأثره ملموسا,فنسبة المشتركين فيها ضئيلة ومتابعوها في الشارع لا يعرفون اسمها ولا يريدون..وأول تجاربها السينمائية للمصريين نال فشلا أقل ما يوصف به «ذريع». الأسبوع قبل الماضي قدمت الشبكة أول إنتاج عربي لها لجمهور الأردن الذي أكمل الصفع وزادها ركلا فكانت صرخاتها عالية إلي الحد الذي جعلها تطلق تهديدا لمنتقدي أعمالها..اذ أعلنت علي حسابها التويتري الموثق» تابعنا بكل أسف موجة التنمر الحالية ضد الممثلين وطاقم العمل التليفزيوني «جن»..ونعلن أننا لن نتهاون مع أي من هذه التصرفات والألفاظ الجارحة لطاقم العمل «فهذه لغة لا تليق بشبكة فنية تسعي لاكتساب جمهور وإرضاء مشاهدين..فبدلا من أن تعيد حساباتها وتعتذر عن البذاءات التي امتلأ بها عملها الفني, تجاهلت عن عمد ردود الفعل الغاضبة التي تلت عرضه..وأطلقت تهديدها الذي وصف هو الآخر من قبل مغردين ب «الرد» الخالي من المهنية. حينما أنتجت وعرضت- تلك الشبكة المتباهية بإمكاناتها العالمية- فيلم»الملاك» لم يتصدر له بالنقد أى من الكتاب والنقاد حيث تعففوا عن مناقشته لرداءته وركاكته.. كما لم يحظ بمشاهدة تذكر «لا تتعدي المئات» رغم ضجة سبقته ودعاية عالمية بشرت به ..ولهذا تتلقي الشبكة صفعة قوية إذا كانت قد اعتبرت إطلاقها في مصر سيغير من المشهد السينمائي وسيحدث أثرا في مفهوم السينما كصناعة ..!! فالمصريون الذين منحوها دخولا آمنا أعطوها درسا في أن صناعة السينما مصرية خالصة ..وأن جينات مشاهديها عصية علي الاختراق.. الميزانيات الضخمة التي أعدتها «نتفليكس» لمشروعاتها الفنية في العالم العربي مغرية لبيع العباد أوطانهم وبلادهم وهي بالأساس تعتمد استراتيجة مخابراتية مكشوفة تستهدف رسائل هدم لا بناء وتعمير غير أن المعركة عربيا تختلف عن تلك التي تجري وقائعها عالميا, وما حدث في «كان» 2018 لا تزال أصداؤه تتردد, فالمخرج الأمريكي ستيفن سبيلبرج هاجمها قائلا «أفلام أمازون ونتفليكس يجب اعتبارها أفلاما منزلية لا تستحق التأهل للأوسكار», والبريطاني كريستوفر نولان وصفها بالطائشة, وكذلك اعتبرتها الممثلة البريطانية «هيلين ميرين « أمرا مدمرا», وذلك علي خلفية أن هذه الأفلام المنزلية يجب أن تظل منزلية حتي لا تفقد التجربة السينمائية متعتها القائمة علي التقليدية «دار عرض مشاهدة جماعية أنوار خافتة وظلمة تأخذك إلي أعماق الصورة» ..في كل الأحوال هذه الشبكات قد تمثل إمبراطورية الشر الأمريكية المقبلة والنافذة إلي البيوت والعقول.