أعرب الرئيس عبدالفتاح السيسى عن اعتزازه بمنحه درجة الدكتوراه الفخرية من جامعة بوخارست، وقال فى كلمته التى ألقاها أمام الجامعة مساء أمس الأول إن التكريم ليس موجها لشخصه، وإنما للشعب المصرى بأكمله، كشريك أساسى فى الإنجازات التى تحققت أخيرا فى مصر على العديد من الأصعدة. وصرح السفير بسام راضي، المتحدث باسم الرئاسة، بأن كلا من رئيس مجلس الأمناء، وعميد جامعة بوخارست أعربا عن الفخر إزاء تشريف الرئيس للجامعة، مؤكدين أن قرار منحه درجة الدكتوراه الفخرية تم اتخاذه بإجماع أعضاء مجلس أمناء الجامعة، وجاء انطلاقا من دوره فى قيادة مصر خلال فترة عصيبة من الاضطرابات إلى مرحلة جديدة من الاستقرار والتنمية والبناء، وإطلاق إصلاحات هيكلية عميقة فى المجالات الاقتصادية والاجتماعية، والشروع فى تشييد مشروعات قومية كبرى فى زمن قياسى فى شتى قطاعات الدولة، مما أعاد رسم الخريطة التنموية والاقتصادية لمصر. كما أشاد مسئولو الجامعة بجهود الرئيس السيسى فى سبيل تطوير التعليم المصرى بشقيه الأساسى والجامعى من خلال برامج ومشاريع إصلاح أكاديمية جوهرية وفق أحدث المعايير الدولية، وكذلك تأسيس عدد جديد من الجامعات. وأوضح المتحدث الرسمى أن مسئولى الجامعة أشاروا كذلك إلى الدور المؤثر والحرص الملموس للرئيس السيسى على تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر ورومانيا وتعظيم قيمتها، لا سيما على المستوى الأكاديمى والثقافي، فضلا عن التركيز على البعد الاقتصادى من خلال تشجيع الاستثمارات وإقامة مشاريع مشتركة وزيادة حجم التبادل التجارى بين البلدين. كما ثمنت الجامعة المساهمة الفاعلة للرئيس فى تعزيز السلام والتعاون على المستوى الدولي، وجهوده الرائدة لصياغة إطار دولى شامل لمكافحة ظاهرة الإرهاب والفكر المتطرف بهدف حماية الإنسانية جمعاء، فضلا عن قيادته للجهود الحثيثة على المستوى الوطنى فى مصر لمكافحة واحتواء الإرهاب، وهو الأمر الذى انعكس على المستوى الإقليمي. وفيما يلى نص كلمة الرئيس أمام الجامعة: «السيد/ ميرون ديمترو رئيس مجلس أمناء جامعة بوخارست للدراسات الاقتصادية، السيد/ إيستودور نيكولاى رئيس جامعة بوخارست للدراسات الاقتصادية، السيد/ ماريوس كونستانتين نائب رئيس الجامعة الموقر، السادة أعضاء هيئة التدريس الكرام، السيدات والسادة الحضور، أود فى البداية أن أعرب عن خالص سعادتى لتواجدى بينكم اليوم فى هذا الصرح الأكاديمى الشامخ والمنارة التعليمية ذات التاريخ العريق التى احتضنت بين جنباتها وتخرج فيها على مدار مائة وستة أعوام العديد من الطلبة الذين أضحوا قامات فكرية كان لها دورها فى إثراء الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية ليس فى رومانيا فحسب بل فى أوروبا كلها. لقد استطاعت جامعتكم المرموقة أن تتجاوز مراحل وأحداثا تاريخية دقيقة وأن تواكب متغيرات العصر وتقود التطورات التى شهدها مجتمعكم العريق، بما فى ذلك عقب الثورة الرومانية عام 1989، مما مكنها أن تحتل المكانة المتقدمة التى تحظى بها أوروبياً وعالمياً. إن قرار مجلس جامعتكم الموقر بمنحى درجة الدكتوراه الفخرية سيظل دائماً محل اعتزازى وتقديري، فهذا التكريم لا أعده لى فحسب بل للشعب المصرى بأكمله الذى يكن للشعب الرومانى الصديق أسمى آيات الود والتقدير. وهذه اللفتة المقدرة إنما تضفى معنى جديدا لما يجمع بين بلدينا من روابط ثقافية عميقة تشكلت وترسخت عبر عقود بل وقرون ممتدة، عبر عنها الشاعر الرومانى العظيم «ميهاى إيمينسكو» الذى ألهمته عظمة الحضارة الفرعونية كتابة قصيدة عن مصر ونيلها وهرمها عام 1872، وتجلت أيضا فى دير سايناى بمنطقة سايناى فى رومانيا الذى سمى تيمناً بدير سانت كاترين فى سيناء عام 1695. وإننى أؤكد من على هذه المنصة اعتزازى وفخرى بهذه الروابط التى تشكل محوراً أساسياً فى علاقات الصداقة التى تجمع بين بلدينا وشعبينا، وتمثل دافعاً مهما للارتقاء بها وتعزيزها من خلال باب التعليم والتعاون الأكاديمي. وأود فى هذا السياق الإشارة إلى الطفرة الكبيرة التى تشهدها الجامعات المصرية منذ سنوات من أجل تحقيق نهضة حقيقية ليس للشعب المصرى فقط بل للشعوب العربية والإفريقية والإسلامية التى يدرس بعض أبنائها فى جامعاتنا. فالدولة المصرية تسير بخطى حثيثة فى سبيل تطوير منظومة التعليم العالى فى مصر، وإنشاء جامعات جديدة على نفس نمط الجامعات العالمية، والتى أقدر أن جامعة بوخارست للدراسات الاقتصادية إحداها. وإنه لتسعدنى أن تثمر زيارتى اليوم إلى رومانيا عن تعزيز التعاون الأكاديمى القائم بالفعل بين مصر ورومانيا، لا سيما مع جامعتكم الموقرة، من خلال برامج مشتركة ومشروعات للبحث العلمي، مع إمكانية الاستفادة من الدعم المقدم من الاتحاد الأوروبى فى هذا السياق. وختاما، أود أن أجدد شكرى العميق وأن أبدى سعادتى البالغة لمبادرة مجلس جامعتكم الكريمة، وأن أعرب عن خالص تقديرى وامتنانى للرئيس الرومانى كلاوس يوهانيس على دعوته الكريمة لزيارة رومانيا، دعماً وتعزيزاً لعلاقات الإخاء والصداقة التى تربط بين شعبينا. وشكراً جزيلاً.