* الضربة الأولى كانت لصالح سليم فى «الباب المفتوح».. وبعدها جاء عادل هيكل وإكرامى وجمال عبدالحميد * فارس فى "الحريف" شكل علامة فارقة فى مسيرة النجم عادل إمام ما بين الساحرة المستديرة وشاشة السينما علاقة مميزة، فالاثنتان فن شعبى له الملايين من الجماهير.. كرة القدم تلك الرياضة التى يمارسها الأطفال والشباب فى الحوارى والشوارع، وهى اللعبة الأكثر شعبية على مستوى العالم ويمثل نجومها حالة خاصة بين نجوم كل الرياضات الأخرى، والسينما هى فن الناس يروون قصصهم على الشاشة التى تعكس حيوات مختلفة وثقافات متنوعة، لذلك أدرك القائمون على صناعة السينما أهمية كرة القدم ونجومها، وضرورة تجسيد بعض من قصص أبطال تلك اللعبة، والتى عادة ما تحمل الكثير من الدراما بل أحيانا التراجيديات، فمن خلالها من الممكن أن نشاهد قصص صعود أبطال وسقوطهم، والعلاقة مع الزمن، والعنف، وصراع الإرادات، إضافة إلى المحاولة المستمرة لجذب نجوم الكرة فى الأعمال السينمائية، حيث كان انضمام نجم مثل صالح سليم إلى فيلم سينمائى بمثابة حدث كبير (الباب المفتوح 1963)، ولم يتوقف الأمر عند ذلك بل أسندت إليه بطولة سينمائية حيث قدم فيلم «الشموع السوداء 1962 «مع نجاة وفؤاد المهندس، وامتدت القائمة لتشمل بعد ذلك عادل هيكل، وإكرامى وجمال عبدالحميد وغيرهم من النجوم. ولم يتوقف الأمر عند ذلك بل صار ملعب كرة القدم واللاعبون عالما لقصص سينمائية تناولتها السينما وصارت بعض هذه الشخصيات الرياضية أيقونات مثل شخصية « شحاتة أبو كف» التى جسدها النجم الراحل نور الشريف فى فيلم «غريب فى بيتى» (نور بدأ حياته كلاعب كرة قدم ) والفيلم من تأليف وحيد حامد وإخراج سمير أبو سيف، وهو من الأيقونات التى تسرد قصة كفاح أبو كف، ذلك اللاعب المغمور والذى جاء إلى القاهرة من إحدى المحافظات البعيدة لينضم إلى نادى الزمالك، وتصادفه العديد من الأزمات، ويرصد الفيلم رحلة صعوده وتألقه وصولا إلى تراجعه عن مستواه بعد أن اقتربت منه « حنان» التى جسدتها هياتم، ومع عرض هذا الفيلم حتى الآن يحقق الكثير من النجاح، كما أن رواد «السوشيال ميديا» عادة ما يقدمون الكثير من «الكوميكس» تحديدا على شخصية حنان التى يصفها مدرب الفريق بأنها دمرت مستقبل منتخب بأكمله ويترجاها أن تبتعد عن أبو كف. وهناك أيضا شخصية «فارس» التى جسدها الزعيم عادل أمام فى فيلم «الحريف» للمخرج محمد خان.. وهو واحد من أهم الأفلام فى مشوار النجم الكبير عادل إمام والمخرج محمد خان. والمفارقة أن السينما المصرية لم تغفل أهمية كرة القدم منذ انتاجاتها الأولى، حيث كان «الرياضى» 1937 هو أول فيلم مصرى تطرق إلى عالم الساحرة المستديرة وتأثيرها فى الجماهير يليه فيلم «كابتن مصر» 1955، وتعددت بعد ذلك الأعمال السينمائية التى تتناول عالم كرة القدم وتباينت الأفلام المقدمة ما بين أفلام فنية تعكس من خلال معالجاتها السينمائية حال المجتمع والتغيرات التى يمر بها أو حال طبقات بعينها، وهى الأعمال التى كانت تحمل أبعادا اجتماعية وسياسية وحملت توقيع كبار المخرجين والنجوم ومنهم «الحريف» محمد خان، و«الدرجة الثالثة» لشريف عرفة، ومن بطولة سعاد حسنى وأحمد زكى، و«واحد صفر» لكاملة أبو ذكرى، وبطولة إلهام شاهين وعدد كبير من نجوم السينما المصرية، تلك الأفلام مثلت مصر فى العديد من المهرجانات وحصد بعضها عددا كبيرا من الجوائز. وهناك أفلام يغلب عليها الطابع الكوميدى الخفيف رغم مناقشتها مشاكل كروية مهمة فى الأندية وبين اللاعبين والإدارة والجمهور نفسه بأسلوب مباشر ومنها أفلام (الرياضى، رجل فقد عقله، واو نكل زيزو حبيبى،و كابتن مصر، وضربة جزاء وبوشكاش، و «4-2-4») وغيرها من الأفلام التى اهتمت بكرة القدم وعالمها من دون وجود مستوى فنى حقيقى. وهناك أيضا أفلام بعيدة عن عالم كرة القدم، إلا أن صناعها عملوا على الاستفادة من شعبية وجماهيرية اللعبة، لذلك لجاؤا إلى وضع مشاهد من كواليسها، بعيدا عن أى سياق درامى يؤثر فى تطور الأحداث، منها أفلام «العفاريت»، و«اللعب مع الكبار»، و«طيور الظلام»، و«الرهينة» و«مرجان أحمد مرجان»، و«الجيل الرابع»، و«طير انت» و«الحرب العالمية الثالثة»، وبعضها وظف تلك اللعبة الساحرة لمصلحة الدراما مثل فيلم «الإرهابى» وتحديدا مشهد مباراة كرة القدم فى فيلم «الإرهابى» لعادل إمام، حيث يجلس «الإرهابى المتطرف» إلى جانب الجار القبطى، ويحضنان بعضهما البعض بعد أن يسجل الفريق المصرى هدف الفوز فى المباراة. وهو مشهد ذو دلالات كثيرة. تلك العلاقة بين الساحرة المستديرة والسينما استفزت الصحفى حاتم جمال الذى قدم كتابا مميزا عن تلك العلاقة صدر عن دار الهلال تحت اسم «السينما والكرة... أسرار وحكايات»، حيث ذكر أن السينما المصرية قدمت ما يصل إلى 46 فيلماً تناولت فيه الساحرة المستديرة بدءا من فيلم الرياضى ووصولا إلى فيلم العالمى 2009 بطولة يوسف الشريف، وحتى «كابتن مصر» لمحمد عادل إمام. ويؤكد جمال «أن صناع الفن السابع هم من سعوا إلى نجوم الكرة لاستقطابهم واستغلال شهرتهم وجماهيريتهم، فقد تم إقناع 72 لاعباً رياضياً بدخول عالم السينما، وكان أول لاعب كرة قدم مصرى يدخل إلى عالم السينما هو اللاعب عزيز فهمى فى عام 1934 كأحد أبطال فيلم «الاتهام» أمام بهيجة حافظ وزكى رستم ومن إخراج ماريو فولبى. ثم يليه السيد حودة فى فيلم «الرياضى» 1937 مع بهيجة المهدى وشالوم ومن إخراج توجو مزراحى. ويضيف جمال قائلاً: «أما أشهر اللاعبين فقد كان المايسترو صالح سليم حيث قُدّم كممثل فى فيلمين («الباب المفتوح»- «الشموع السوداء») وعادل هيكل («إشاعة حب»- «مذكرات تلميذة») وعصام بهيج («حديث المدينة») وطاهر الشيخ («رحلة النسيان») وإكرامى («يارب ولد»- «رجل فقد عقله») وغيرهم. الزعيم لاعب كرة فى ثلاثة أدوار مختلفة وبنظرة سريعة على الأفلام التى قدمت عالم كرة القدم سنجد أن الزعيم عادل إمام له نصيب الأسد من هذه المشاركات حيث جسد دور لاعب كرة القدم فى أكثر من معالجة ومنها شخصية «زيكو» فى فيلم «رجل فقد عقله» مع الفنان الراحل فريد شوقى، و سهير رمزى وكريمة مختار و إكرامى و جسد فى الفيلم شخصية زكى أو زيزو ، لاعب الاهلى، الذى يضحى بنفسه حفاظا على أسرته، حيث تزوج الفتاة التى يحبها والده لمنعه من الزواج منها وهدم الأسرة، وحرصًا على استقرار المنزل ويتخلى عن خطيبته كاميليا. وفى فيلم الحريف قدم عادل إمام شخصية فارس، الذى يعمل بمصنع أحذية ويقيم بغرفةٍ على سطح أحد المنازل برفقة زوجته دلال وابنه الصغير، ومارس كرة القدم كهواية مفضلة له، لكنها الكرة «الشراب» فى الشوارع والساحات الشعبية مقابل المراهنات.. وفى فيلم «الشياطين والكورة» قدم دور عكاشة لاعب الكرة صديق حسن يوسف، الذى يساعده للزواج من الفتاة التى يحبها، بعد معارضة والدها الزواج منه بسبب تشجيعه للفريق المنافس.