تواصل السلطات الليبية بالتعاون مع السلطات الأمريكية عملية التحقيق المستمر في الحادث الذي أدي إلي مقتل السفير الأمريكي وثلاثة آخرين في القنصلية العامة ببنغازي الثلاثاء الماضى.. وذكرت مصادر أمنية لالأهرام بطرابلس أن جهات التحقيق والسلطات الأمنية قد حددت هوية50 شخصا تورطوا في الهجوم علي القنصلية الأمريكية في بنغازي. وقالت إنه حتي الآن ألقي القبض علي أربعة أشخاص ويجري استجوابهم. وقال المتحدث باسم اللجنة الأمنية العليا في ليبيا عبد المنعم الحر إنهم يعلمون أن 50 شخصا شاركوا في الهجوم وأن لديهم أسماء ويعرفون من هم لكن ربما كان هناك آخرون. وأضاف أنه تم القاء القبض علي أربعة أشخاص وهرب آخرون عن طريق مطار بنغازي يحتمل إلي مصر لكن هذا لم يتأكد. وقال إنهم أعطوا اسماءهم لجميع النقاط الحدودية الليبية. من ناحية أخري انتقد الدكتور محمد المقريف المجلس الوطني الليبي وحكومته متهما إياهما بترك البلاد دون أجهزة أومؤسسات قوية وخاصة علي مستوي الشرطة والجيش. وقال إن الحكومة الانتقالية كانت كارثة علي الوطن. ودعا رئيس الحكومة المنتخب مصطفي بوشاقور إلي العمل بأداء أفضل من السابق وتحقيق أهداف وطموحات الليبيين الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية محذرا إياه بأنه لن يبقي طويلا في حالة لم يحقق هذا الأمر. من جهة أخري توعد المقريف بالرد بحزم وقوة علي الذين يسعون إلي عدم تحقيق أمن واستقرار البلاد,مضيفا أنه سيتم محاكمة كل من تورط وأجرم وأسهم في الهجوم علي القنصلية الأمريكية ببنغازي والذي وصفه بالجريمة البشعة. وقال المقريف إن بنغازي تلقت ضربة موجعة بمقتل صديقها وصديق الثوار وليبيا السفير الأمريكي كريستوفر ستيفنز الذي كانت له شجون مع ثورة 17فبراير وثوارها. وقال المقريف هناك عناصر غير ليبية موجودة علي الأراضي الليبية تخطط لتنفيذ أجندات خاصة بها علي أراضينا, مشيرا إلي تقارير للاستخبارات الليبية. واستبعد صوملة أو أفغنة ليبيا, وأكد أن الشعب الليبي يرفض كل الرفض أن ينجرف أو أن ينزلق لمثل هذا المنزلق. وكشف مصدر أمني ليبي أن عددا من المسئولين الليبيين عقدوا اجتماعا مع مسئولين أمريكيين, قبل ثلاثة أيام من الهجوم علي القنصلية الأمريكية في مدينة بنغازي, حيث نقلوا إليهم مخاوف من تهديدات محتملة, بسبب الفيلم المسيء للإسلام. ونقلت سي إن إن عن المصدر, واسمه جمال مبروك وهو عضو في كتائب17 فبراير, قوله: إنه ومسئول عسكري آخر, عقدا اجتماعا مع مسئولين أمريكيين في بنغازي, بغرض مناقشة الأوضاع الاقتصادية والأمنية بالمدينة, حيث أبلغا نظراءهما الأمريكيين بأن المدينة ليست آمنة بالحد الكافي. وأشار مبروك إلي أن هذا التحذير, الذي جاء قبل نحو ثلاثة أيام فقط علي الهجوم الذي أسفر عن مقتل السفير الأمريكي لدي ليبيا, كريس ستيفنز, وثلاثة أمريكيين آخرين, لم يكن التحذير الأول لهم, مؤكدا أنه تم إبلاغ الجانب الأمريكي بأن الأوضاع هنا خطيرة, وهذا الأمر يخيفنا. أما في واشنطن, فقد قال متحدث باسم الرئيس الأمريكي باراك أوباما إنه لا يوجد لدي المسئولين دليل علي أن هجوم بنغازي كان مخططا سلفا, وهو تأكيد يزيد من الغموض إزاء هذا الحادث.