استكمالا ً لمقالنا السابق – رمضان والمساجد الأثرية – الذى فجر خلاله د. محمد مختار جمعة وزير الأوقاف قضية المساجد الأثرية موضحاً بصراحته المعهودة أن الوزارة لا تستطيع تحمل تكاليف ترميم المساجد الأثرية وصيانتها دون دعم إضافى تخصصه الدولة من ميزانيتها الحالية لتحقيق هذا الهدف وذلك أثناء اجتماع اللجنة الدينية بمجلس النواب ووافقه على ذلك وزير الآثار د. خالد العنانى ونعرض اليوم بشكل أوسع حماية دور العبادة بوجه عام بالقاهرة والمحافظات. ولكن من خلال الكتاب المهم الذى أصدره وزير الأوقاف أيضا ً وأهدى نسختين منه لفضيلة د. أحمد الطيب شيخ الأزهر والبابا تواضروس الثانى بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية بمناسبة احتفال الأشقاء المسيحيين بأعيادهم المجيدة وترجع أهمية هذا الكتاب من وجهة نظرنا للدور الثقافى والتنويرى ورابطة التضامن التى تجمع بين شطرى الأمة المسلمين والأقباط الذين صنعوا بتضامنهم أعظم وحدة وطنية عرفتها الإنسانية إلى جانب أن المؤلف لم ينفرد وحده بتأليفه بل استعان بنخبة من كبار العلماء الذين شاركوا فى تأليفه ليعطيه مكانته المرموقة والحرص على اقتنائه كمرجع مهم، منهم على سبيل المثال د. شوقى علام مفتى الجمهورية و د. عبدالله النجار و د. محمد سالم أبوعاصى وآخرون. وقام الدكتور جمعة بمراجعته بنفسه لكى يطمئن قلبه على إضافات كبار العلماء، ويعد هذا الكتاب إضافة حقيقية للمكتبة العربية والإسلامية والقبطية يمكن أن يستفيد منه بعض الباحثين والدارسين والمهتمين بقضايا حماية الآثار المصرية بوجه عام ودور العبادة العريقة بوجه خاص ولكى يحقق الهدف الأسمى من تأليفه واتساع دائرة نشره واقتنائه لنا بعض الاقتراحات المهمة منها: أن تكلف الإعلامية الكبيرة نائلة فاروق رئيس التليفزيون أحد المتخصصين فى الندوات التليفزيونية لتسجيل وإذاعة ندوة خاصة عن هذا الكتاب بحضور بعض رجال الثقافة والسياحة والأمن والآثار ورجال الدين الإسلامى والمسيحى وإصدار توصيتهم بشأن حماية دور العبادة التى يلتزم بها الجميع وأن تهدى وزارة الأوقاف عدداً من النسخ لمكتبة مسجد الفتاح العليم وكاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية الجديدة لتكون تحت أيدى وبصر القراء من الجانبين بالإضافة إلى نسخ أخرى لمكتبات المساجد والكنائس الشهيرة فى القاهرة والمحافظات مثل مسجد عمرو بن العاص والإمام الحسين والسيدة زينب والسيدة نفيسة رضى الله عنهم وكنسيتى المنيا واسيوط وغيرهما. وحبذا لو قامت هيئة قصور الثقافة بعقد ندوات موسعة عنه فى قصور وبيوت الثقافة بالقاهرة والأقاليم للتعريف به ودوره فى نشر ثقافة المحبة بين البشر وأبناء الوطن الواحد وأن تتولى وزارة الأوقاف التى طبعت هذا الكتاب طبع نسخ إضافية منه تباع بأسعار رمزية فى معارض الكتب وتكون فى متناول قدرات الشباب المادية ليقتنيها عشاق الوحدة الوطنية والمهتمون بدور العبادة والمساجد الأثرية والآثار المصرية بوجه عام فى جميع مراحلها التاريخية المتعاقبة و بذلك تتحقق الاستفادة الكاملة من هذا الكتاب الذى يعتبر من أهم الكتب التى أصدرتها وزارة الأوقاف فى السنوات الأخيرة. لمزيد من مقالات مصطفى الضمرانى