فوجئنا مؤخرا بقرار مد شهر رمضان وتأخير عيد الفطر بالمخالفة للحسابات الفلكية العلمية، وتفاوت أثر هذه القرارات فيما بين البلاد المختلفة ليجعل عيد الفطر يتراوح فيما بين الثلاثاء أو الأربعاء أو الخميس. وقد أدى هذا إلى ارتباك كبير في وسائل المواصلات الداخلية والخارجية وأيام العمل بالمصالح والشركات. وإذا كانت القاعدة: صوموا لرؤية الهلال وافطروا لرؤيته وإن غم عليكم فأكملوا عدة شعبان 30 يوما» تتناسب مع الأوضاع السائدة وقت نزول الرسالة، إلا انه يلاحظ أن الرؤية تكون بالحساب وحده يوم 29 شعبان، وفي حالة تعذر الرؤية في ذلك اليوم يتم استكمال عدة شعبان 30 يوما بالحساب ودون معاودة الرؤية. وبذا تكون القاعدة في إمكانية رؤية هلال الشهر بالعين المجردة وهو ما يمكن حسابه بدقه متناهية بموجب حسابات الفلك العلمية وذلك في حالة غروب الهلال بعد غروب الشمس بتسع دقائق حيث تتعذر الرؤية بالعين المجردة قبل ذلك بسبب ضوء الشفق، بينما يمكن رؤيته قبل ذلك بأجهزة متخصصة تتلافى تأثيرات ضوء الشفق. وهو ما أخذت به ليبيا وحدها في فترة ما تحت مسمى الولادة الحقيقية للهلال وهو اجتهاد ممكن ان يكون موضع نظر ودراسة. والوضع الراهن يطرح جانبا النتائج العلمية بالغة الدقة في علم الفلك ويعهد إلى مندوبين غير متخصصين علميا والتي تعد مجرد رؤية عابرة أو عشوائية أو غير متخصصة وقد نجحت الحسابات الفلكية مؤخرا في تحقيق نتائج بالغة الدقة لأجزاء متناهية الصغر من الثانية وصلت إلى Planck Time . ويتم الاستفادة منها في أبحاث الفضاء المتقدمة للغاية حاليا وأيضا في تحديد مواقيت الصلاة ... الخ وتكون الدروس المستفادة من هذه الواقعة هي ضرورة الالحاح على استيعاب التقدم العلمي المستمر من خلال تكوين فرق عمل متكاملة التخصصات ودحض النظرة الأحادية مثل تلك التي تصر عليها دار الإفتاء بحيث يمكننا مسايرة الجيل الرابع من الثورة العلمية. --------------------------- أستاذ تكنولوجيا المعلومات جامعة الزقازيق لمزيد من مقالات د. محمد فخرى مكى