لندن:عبدالرحمن السيد: مصر كانت, أو حاولت أن تكون, هناك, وهدفها هو مئات المصريين الذين تقطعت بهم السبل في بريطانيا بعد حظرها الطيران في أجوائها بسبب سحب الرماد البركاني. الدكتور أبوالمجد عبدالمنعم عبدالوهاب أحد هؤلاء الذين يعانون منذ يوم الجمعة الماضي, كان عبدالوهاب الأستاذ بجامعة أسيوط, يشارك في مؤتمر حول الكيمياء الضوئية في جلاسجو باسكتلندا, وفي يوم الجمعة الماضي انتهي المؤتمر فتوجه الي مطار هيثرو للعودة الي مصر, فأبلغ بوقف الطيران, ضاق به الحال وأنقذه الإنترنت, لأنني أتبع وزارة التعليم العالي, فقد بحثت عن المكتب الثقافي التعليمي المصري في لندن علي الإنترنت, دب الأمل في نفس العالم المصري بعد العثور علي رقم هاتف المكتب الثقافي, وأحيل للدكتور نادر مطر, مدير المكتب. كان من الطبيعي أن يقدم المكتب أكبر مساعدة ممكنة, يقول مطر, وبعد دردشة, عرض علي الدكتور عبدالوهاب الإقامة مع أحد الملحقين العاملين بالمكتب بمنزله منذ يوم الجمعة, فحل مؤقتا جزءا من المشكلة. فالعالم المصري يعاني مرض السكري ولا يمكنه شراء دوائه من الصيدليات في لندن إلا بروشتة من الطبيب, فاتصل المكتب الثقافي بطبيب مصري مقيم في لندن, وحل المشكلة. نحن مستعدون للمساعدة في إطار الإمكانات والقوانين, يقول عمرو الحناوي قنصل مصر في المملكة المتحدة. ففي بداية الأزمة, أصدرت القنصلية المصرية لمن اتصل بها من المصريين الذين تقطعت بهم السبل في بريطانيا, خطابات توصي السلطات البريطانية بالمساعدة, في تسوية مشكلة المصريين الذين انتهت فترة تأشيراتهم, غير أن وكالة الحدود البريطانية, قررت بعد ذلك تمديد التأشيرات. في الوقت نفسه, أبدي بعض المصريين رغبة في الذهاب الي دول أوروبية أخري لم تغلق مجالاتها الجوية تماما, ربما تكون هناك فرصة للسفر منها الي القاهرة, وأصدرت القنصلية خطابات مطالبة من قنصليات هذه الدول استصدار تأشيرات للمصريين, لكن الرد كان هو أن الأمر يستغرق أسابيع. يقول الحناوي, كل الدول, وليس مصر فقط, لا يمكنها عمل الكثير في مثل هذه الأزمات, ومع ذلك يؤكد, نحاول بأقصي ما نستطيع المساعدة, مثلا في مشكلة السكن, حاولنا المساعدة في إيجاد سكن بسعر ملائم للمصريين المضطرين للبقاء في بريطانيا لحين انفراج الأزمة. وزارة النقل المصرية, وجدت صعوبة في نقل أحد وفودها من لندن الي القاهرة, الوفد كان في طريقه الي جزر الباهاما لحضور أحد المؤتمرات ولكن حظر الطيران منعه من السفر, وانتهي المؤتمر الثلاثاء الماضي, ولجأ الوفد أيضا الي المكتب الثقافي الذي أعان الوفد للعثور علي سكن مؤقت. كان الوفد مسافرا علي الخطوط الجوية البريطانية, وهنا جاء دور شركة مصر للطيران الوطنية, فعرضت علي الوفد تغيير التذاكر إليها. يقول ياسر الرملي مدير مكتب مصر للطيران في لندن ل الأهرام, إن الشركة كانت متحسبة منذ انتشرت أخبار الرماد البركاني وزادت احتمالات غلق الأجواء. وبمجرد اغلاق المجال الجوي البريطاني, وحوصر المسافرون الي مصر من المصريين وغيرهم, عرضت الشركة, مبدئيا, رد ثمن التذاكر للراغبين أو إعادة الحجز علي اقرب رحلة مقبلة دون فرض أية غرامات, وقال إنه من الصعب إعطاء أرقام محددة للمصريين المتضررين في لندن لأن الحجز لا يتم بناء علي الجنسيات.