العدالة الاجتماعية احدى الوسائل الاساسية لتحقيق التعايش السلمى بين شعوب العالم أجمع من الأثرياء والفقراء على حد سواء، وهى حق يتحتم أن يتمتع به جميع البشر باعتبارها قاعدة رئيسية للمبادئ الأخلاقية وتنفيذ القوانين.. ولكن اختلاف المفاهيم فى تطبيق العدالة بين أنظمة الحكم فى دول العالم وطوائف مواطنيهم قد أدت الى انتفاء وجودها كليا.. وتتعدد أشكال العدالة وتتنوع طبقا للمضمون والمحتوي، ومنها المساواتية التى تمنع التمييز والتفضيل بين الفئات والطبقات فى المجتمع الواحد وأفراد كليهما، والاجتماعية وهى توجب التوزيع العادل للثروات، وفرص العمل، وتوفير الاحتياجات والخدمات للجميع دون استثناء.. والاقتصادية ويتم تحقيقها بالقضاء على كل الأساليب والوسائل والمظاهر الكاشفة للفوارق الطبقية وهناك أيضا العدالة المطلقة التى تقررها محاكم قضائية لا تتقيد بنصوص قانونية أو اجراءات شكلية وإدارية ولكنها تبنى أحكامها على مبادئ العدل والإنصاف والقواعد المتحررة من كل القيود ..ولقد انتفت فى شهر رمضان على مدى السنوات الماضية مقاييس العدالة والمساواة التى تلزم المسلمين بفريضتى الصوم طوال ايام الشهر الكريم وأداء زكاتها قبل نهايته للفقراء والمساكين ايمانا بالإحساس بمعاناة جموع أولئك الناس، واستعرضت فى مقالاتى خلال شهر رمضان فى كل عام غياب ذلك المبدأ الإسلامى والإنسانى فى الوقت نفسه وأيضا ما نص عليه الدستور المصرى من حق العدالة والمساواة وعدم التمييز فى الحقوق والواجبات..وذكرت ذلك بنماذج مما يحصل عليه الفنانون واستحواذهم على مبالغ مالية مقابل مشاركتهم فى مسلسلات أو دراما اللهو واللعب كان أعلاها هذا العام 29 مليون جنيه وأقلها 4 ملايين..ثم تصدر الصحف يوم الثلاثاء الماضى فى اطار الاحتفالات الصاخبة لجماهير نادى الزمالك والتى صاحبت فوز فريقه بكأس الكونفيدرالية الإفريقية فى كرة القدم للمرة الأولى فى تاريخه عقب تغلبه على فريق نهضة بركان المغربى على ملعب برج العرب بمنح الفريق الأبيض مليونا ومائتين وخمسين ألف دولار وبالتالى حصول كل لاعب بفريق الكرة الأول بالنادى على ثلاثمائة ألف جنيه، إضافة لما سيحصل عليه رئيس وأعضاء مجلس الإدارة والإداريون والمدربون والجهاز الإداري.. وقد استعدت من أوراقى ما انتقدته المخرجة إنعام محمد على فى حديثها للأهرام فى 3نوفمبر 2016 لموقف الفئة التى تنتمى اليها والمسماة اهل الفن لعدم تبرعهم من قيمة الأموال الباهظة التى حصلوا عليها من أعمال رمضان لصندوق تحيا مصر ووصفها الأمر بأنه مخز ويتسم بالجحود، فكان عليهم حفظ ماء وجوههم فى مواجهة الذين يلهثون وراء لقمة العيش وليس لتناول وجبة سحور بملبغ 950 جنيها او شراء علبة كحك بأقل وزن ب1550 جنيها فى ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.. لمزيد من مقالات عبد المجيد الشوادفى