اتسم مشروع التنوير العربى بأنه كان نخبويا بالكامل لذا ظل معزولا سواء من رواده الذين نادوا بالقطيعة التامة مع التراث أو ممن نادوا بمراجعته والأخذ منه. وباختلاف أطيافه وتوجهاته لم يسفر عن مشروع جماهيرى مجتمعى فاعل بقدر ما أسهم عن مشروع فكرى نظرى . ولعل أبرز الانتقادات التى توجه له هو استغراقه وإفراطه فى التنظير على حساب إيجاد حلول واستراتيجية لتحويل الأفكار النظرية التى حملها خطابه إلى واقع وممارسات يمكن تطبيقها وأن تكون قادرة على الالتحام بقواعد المجتمع. وبالتأكيد كى يتسنى لأى فكر أو خطاب تنويرى حامل للقيم أن يتجذر فى عمق المجتمع فعليه أن يتفهم كيف يتشكل المجتمع وكيف يمكن تغييره، وماهى معوقات هذا التغيير.. والأهم.. كيف يتعامل معها!. لذا استكمالا لما عرضناه فى الجزء الأول الأسبوع الماضي؛ يناقش هذا الملف أهمية تسيد قيم التنوع والتعددية والمواطنة فى مقابل التمييز كأساس للتنوير، وأسباب تجذر التمييز والعنف فى المجتمع وهيمنة المفاهيم والأعراف الاجتماعية والقيم العشائرية والطائفية والمذهبية. ونستعرض كيف تنتشر عدوى السلوك ويحدث التغيير الاجتماعى داخل بنية المجتمع سواء كان سلبيا لنفهم كيف يمكن تثبيطه، أو إيجابيا لاستغلال ذلك لإعادة تشكيل الوعي. ونناقش أيضا كيف تتشكل التحيزات والصور النمطية وتأثيرها على السلوكيات والاتجاهات وكيف يمكنها أن تعوق بث قيم التنوير وتجديد الفكر.
التعددية فى مواجهة التمييز http://www.ahram.org.eg/NewsQ/712518.aspx كيف يحدث التغيير الاجتماعى ويتشكل الوعى؟ http://www.ahram.org.eg/NewsQ/712519.aspx آن أوان تحطيم التحيزات والصور النمطية http://www.ahram.org.eg/NewsQ/712520.aspx