عن مظاهر الاحتفال برمضان فى البحرين تقول المهندسة أميرة الحسن مؤسس مجلس خوات دنيا للتنمية المجتمعية بمملكة البحرين: تبدأ معالم الحياة الرمضانية بالزينة والفوانيس التى يقوم الأطفال بتعليقها على أبواب المنازل والمجمعات التجارية والشوارع والأسواق لإدخال البهجة والسرور على المواطنين والمقيمين بالمملكة. وتتميز الأكلات البحرينية فى شهر رمضان الكريم بالتنوع، كما تحرص العائلات على التراث والعادات والتقاليد الأصيلة فى الأكلات اليومية فالثريد تلك الأكلة الشعبية الصحية التى تميز الموائد الرمضانية تحتل المركز الأول على المائدة تتكون من البروتينات الموجودة باللحم. ويلى الثريد طبق الهريس الخليجيّ المعروف فى معظم دول الخليج والدول العربيّة الأخرى، الذى يتكون من لحم الغنم وحب الهريس (القمح) والدهن، فالهريس وجبة الطاقه المفيدة فى مملكة البحرين ولا تخلو الموائد أيضا من طبق المضروبة اللذيذ، أما الجريش مع الروبيان فلا غنى عنه على طاولة الطعام البحرينية كما أن هناك الخنفروش واللقيمات و«الكباب»، وهو من طحين الحمص الذى يخلط مع البصل والطماطم والكرات الأخضر والفلفل والبهارات والملح ويغرف بالملعقة ويصب على الزيت وأصول هذه الأكلة هندية قديمة. ومن العادات الجميلة المتبعة حتى يومنا هذا تبادل أطباق الأكلات بين الأهل والجيران والأصدقاء قبل مدفع الإفطار.. المجالس الرمضانية فى دول الخليج ذات طابع خاص، ولكل مجلسٍ شخص كبيرٌ ينتمى إليه المجلس ويعرف باسمه، والمجالس الأهلية هى أحدُ أهم مقومات مؤسسات المجتمع المدنى بصورته المعاصرة، فهى لا تحتاج الى قوانين تنظم عملها أو تتدخل فى آليات تطويرها وتحقيق أهدافها المنشوده، فالجميع فيها يعلم دوره ووصفه الوظيفى غير المكتوب، وينفذه بحرفية دون الحاجة الى فريق جودة للتقيم والمتابعة وهذه المجالس تعقد الدورات والندوات، وتقدم المساعدات، وتسبق الجميع فى تقديم التهانى للكبار والصغار. «الغبقة الرمضانية» هذا اللقاء التراثى من الإرث الشعبى عادة يكون بعد انتهاء صلاة التراويح وتسبق مائدة الغبقة وقت السحور فى التوقيت. الأرز المطبوخ بالسكر أو بخلاصة التمر مع السمك الصافى المقلى وصالونة السمك الشهية، وتطورت هذه العاده وانتقلت اغلبيتها من المنازل الى المطاعم والفنادق والخيم الرمضانية. احتفالية «القرقاعون» ومن أجمل مظاهر رمضان فى البحرين احتفالية نصف رمضان والتى تسمى «القرقاعون»، وتستعد المملكة لهذه الليلة منذ الساعات الاولى لشهر رمضان ويكون من تجهيز وشراء الملابس الشعبية الخاصة، وشراء القرقاعون (المكسرات والكسكبال والحلويات). وهى أبرز الاحتفالات الشعبية، حيث يرتدى الأطفال ملابس جديدة، فالأولاد يرتدون الثوب الأبيض المطرز بخيوط ذهبية مع سديري.. أما البنات فترتدى «البخنق» وثوب النشل والجلابيات المطرزة ويحملون معهم الطبول ويأخذ الأطفال من البيوت نقودا ومكسرات أثناء زيارتهم للمنازل وتستمر الاحتفالية فى هذه الليلة الى الفجر ويغنون الأغانى التراثية التى تتماشى مع المناسبة، ومن اشهر الأناشيد التى يرددونها: «قرقاعون عادت عليكم يا الصيام.. اعطونا الله يعطيكم.. بيت مكة يوديكم.. يا مكة يا المعمورة ..سلم ولدهم يا ألله.....قرقيعان وقرقيعان.. بين اقصير ورميضان». وبنفس اللهفة والشوق التى ننتظر بها بزوغ هلال شهر رمضان يعتصر القلوب الأسى والحسرة على قرب فراق شهر الرحمة وتحتفل أهالى البحرين مع (المسحراتي) ومجموعة من الشباب بقلوب حزينة بانتهاء هذا الشهر الكريم ويرددون كلمات الوداع مع الطبول والدف.