في الأيام القليلة الماضية شهدت الإسكندرية جهودا مكثفة لرجال الأمن لمطاردة الخارجين علي القانون كان أهم ثمارها القبض علي نخنوخ وعايدة الحرامية أشهر قيادات البلطجية. وتنفيذ حملات لإزالة الاشغالات من الطرق وبعض المباني المخالفة, وكان تأمين مباراة السوبر أكبر النجاحات لما يهددها من أعمال عنف ومحاولات لمنعها, أيضا شهدت المحافظة تجربة استخدام كاميرات الكترونية لتنظيم المرور ومساعدة أجهزة البحث الجنائي في عملها لضبط لصوص السيارات والكشف عن هوياتهم ومطاردتهم بأقصي سرعة قبل هروبهم.. حول هذه الجهود التقينا اللواء خالد غرابة مساعد وزير الداخلية مدير أمن الإسكندرية ودار الحوار التالي: ماذا عن تساقط البلطجية بالعاصمة الثانية؟ { نجحت الجهود المستمرة لرجال البحث الجنائي وحتي ضباط إدارات المرور والنجدة في رصد العناصر شديدة الإجرام والتي تمارس أنشطة غير مشروعة ومطلوبة علي ذمة قضايا مختلفة والتي كان أشهرها حلمي نخنوخ وعايدة الحرامية بمنطقة مينا البصل والتي لها أكثر من60 سابقة ومسجلة في عدة جرائم ومنها الاشتراك مع ابنها في قتل امام مسجد بمينا البصل. مشاهد عديدة متباينة للميادين بالإسكندرية ما بين المعاناة والارتياح.. كيف تم ذلك؟ { قمنا بعمل حصر لحالات التعدي في كل الميادين الهامة والحيوية وكان من أخطرها ميادين الشهداء والمنشية والموقف الجديد والمعهد الديني والساعة وفيكتوريا وقمنا بتوجيه انذار إلي الباعة الجائلين قبل التحرك بثمان وأربعين ساعة برفع بضائعهم من تلك الميادين وبدأنا بميدان الموقف الجديد ثم المنشية إلي محطة مصر وبالفعل تم الدخول في الموقف الجديد الذي يتوجه إليه المئات من سيارات من جميع المحافظات وتغادره مئات أخري إلا أن احتلال الطريق كان يعوق عملية السير بالإضافة إلي التعدي علي مرافق الدولة من كهرباء ومياه وأصبح الموقف مرتعا للصوص والبلطجية.. وجاء التحرك بالتنسيق الكامل بين تشكيلات الأمن المركزي بقيادة اللواء مصطفي عمارة واللواء ناصر العبد مدير الإدارة العامة للبحث الجنائي وشاركت جميع الأفرع بمديرية أمن الإسكندرية في نجاح الحملات كما جاء هذا النجاح من خلال التوقيت الذي تم اختياره وعملية المتابعة بعد ذلك ما هو المستهدف بعد هذه الحملات؟ { هناك ميادين مكتظة بالمشاكل نتيجة احتلال الباعة الجائلين لها الأمر الذي يعوق حركة السيارات والمارة بها ومنها منطقة سوق المعهد الديني وفيكتوريا والساعة والنبوي المهندس.. وفي هذه المرحلة تم عرض الأمر علي المحافظ وجار العرض ودراسة البعد الاجتماعي والبحث عن وسيلة رزق كريمة للباعة مع مراعاة تطبيق القانون للمضي في خطة رفع المعاناة عن تلك الميادين. وماذا عن تجاوب المواطن السكندري؟ { المواطنون قابلوا الحملات بالفرحة والاستحسان وفي المقابل كان للباعة استجابة فورية للإزالات لدرجة أن البعض قام برفع أمتعته وبضائعه قبل الوصول إليه نتيجة نجاح الحملة في المواقف الأخري تحسبا للمساءلة القانونية ومصادرة البضائع. كيف استفادت الإسكندرية من التجربة الالكترونية؟ { لك أن تعرف أن احياء ومناطق الإسكندرية يتم متابعتها من خلال221 كاميرا الكترونية تم تثبيتها في المحاور المرورية الهامة والمنشآت الحيوية وطريق الكورنيش والطريق الدولي وقد ساهمت تلك الكاميرات في سرعة التدخل لفك الاشتباك المروري في عدة مناطق, بالإضافة إلي دورها في ضبط اللصوص ومنها لصوص سرقة السيارات وبأقصي سرعة, وأن الكاميرات الالكترونية لها دور في تدعيم البحث الجنائي وضبط القضايا الكبري ومن أهمها قضايا المخدرات والهروب من الأكمنة ومتابعة المجرمين وتحديد أماكنهم بكل سهولة ويسر عن طريق الكاميرات التي تم تركيبها بطريق الكورنيش وبالقرب من المنشآت السياحية والدبلوماسية والبنوك ومداخل الإسكندرية وكذلك مناطق الدخول والخروج من الانفاق. وكيف تم الخروج من أزمة مباراة السوبر؟ { في البداية كانت لدينا قناعة كاملة بأنه لا يحق لأحد أن يمحو حق الشهداء.. إلا أن القضاء العادل لديه القدرة باعادة الحقوق لأصحابها بتفعيل القانون وقوته الرادعة وان الحياة لابد أن تسير بوضعها الطبيعي وأن الرياضة يعمل بها قطاع كبير من الموظفين فضلا عن اللاعبين.. وان اقامة مثل هذه المباراة نقطة تحول لمواصلة مسيرة الرياضة, ولهذا اجتمعت مع مجموعة من الالتراس وتم تبادل وجهات النظر.. وفي المقابل قمت بعمل احتياطات أمنية كاملة للحفاظ علي شباب الالتراس ذاتهم واللاعبين والإداريين ورجال الاعلام والصحافة. وقمنا بدراسة منطقة تواجد اللاعبين في الفندق.. وفوجئنا بتواجد بعض شباب الالتراس أمام الطريق الساحلي ببرج العرب لديهم اصرار علي اعتراض اللاعبين ومنعهم من لعب المباراة.. وكنت حريصا علي عدم اراقة نقطة دم واحدة.. وبالفعل قمنا بالكشف عن طريق بديل ثم خروج سيارتي اللاعبين للفريقين لابعادهم عن المواجهة مع الالتراس واقامة المباراة التي تأخرت بناء علي قرار فني من الحكام مع أننا كنا جاهزين لاقامتها في موعدها تماما. وماذا عن الأكمنة الممتدة بالإسكندرية؟ { نجحت تجربة الأكمنة المتحركة والثابتة واستطاعت الايقاع بعدد كبير من تجار المخدرات ولصوص السيارات والهاربين من أحكام وضبط كميات كبيرة من الأقراص والمواد المخدرة وكميات من الأسلحة النارية والبيضاء تم ضبطها في تلك الأكمنة التي تشع الطمأنينة لدي المواطنين. وهل هناك تجاوزات يتم رصدها في أقسام الشرطة؟ { هناك قنوات اتصال مع المواطنين لسماع شكواهم والعمل علي حلها باستمرار واعتبار المواطن السكندري ورواد الإسكندرية ضيوفا لهم حقوق عند دخولهم أقسام الشرطة يتم التعامل معهم في ظل حقوق الإنسان وروح القانون ولتحقيق العدالة بين الجميع في ظل الحب المتبادل بين الشعب والشرطة والحاجة الهامة للأمن في جميع المجالات لتحقيق النهضة الشاملة.