حول حالة التطوع في المنطقة العربية تم إطلاق التقرير السنوي العاشر للمنظمات الأهلية العربية بإشراف الدكتورة أماني قنديل المدير التنفيذي للشبكة العربية للمنظمات الأهلية. والتي أكدت علي خصوصية التقرير العربي وأهميته لأسباب عديدة وحاسمة ترتبط سواء بالتوقيت أوبالمتغيرات الإقليمية الحيوية في الفترة الحالية ومن ناحية التوقيت, فقد صدر التقرير تزامنا مع مرور01 سنوات علي إعلان الأممالمتحدة لعام1002 العام العالمي للتطوع وهي اللحظة ذاتها التي يتم فيها إطلاق التقرير العالمي عن حالة التطوع في العالم كما أنه يأتي مع ذكري صدور التقرير من01 سنوات تحت إشراف الشبكة ليكون الأول من نوعه في المنطقة العربية. وبالنسبة للمتغيرات الإقليمية المهمة فإنه مرتبط بما يعرف عالميا ب الربيع العربي الذي شهد أكبر وأعلي معدلات نمو منظمات أهلية, تم تسجيلها وإشهارها قانونا خاصة في مصر وتونس بعد إسقاط النظم الحاكمة. وكشفت مجموعة الدراسات التي وضعها التقرير, رغم صعوبة الوصول للمعلومات وعدم توافرها أحيانا, أن مبادرات التطوع كان مصدرها الأساسي الشباب عبر الفضاء الإلكتروني, وانتقلت هذه المبادرة من العالم الافتراضي إلي الواقع. وظهرت أيضا مبادرات تطوعية لأفراد وجماعات تخطت الأطر التنظيمية للمجتمع المدني, وطرحت نماذج جديدة تطوعية غير مألوفة. وأهم ما أظهره التقرير هو حالة التطوع في العالم والرغبة في توسيع نطاق الفعل الاجتماعي التطوعي. ووجد21 باحثا أكاديميا من8 دول عربية( مصر, السودان, تونس, المغرب, الجزائر, الأردن, لبنان, الإمارات) خلال التقرير, أن أهمية التطوع تعود إلي ضرورة مواكبة الاهتمام العالمي برصد وتحليل حالة التطوع في أول تقرير عالمي عن العمل التطوعي إضافة إلي رصد تأثيرات وتفاعلات التطور الهائل للتكنولوجيا عبر الإنترنت وتزايد النزعة التطوعية للشباب من خلاله مما يستدعي تحرير العمل التطوعي من أشكاله التقليدية المؤسسية. ويهدف هذا التقرير أيضا إلي طرح نماذج لنظم عالمية, و عربية تهتم برصد وتحليل التطوع الذي ارتبط بالسياسات العامة لعدد من الدول. وكشف التقرير أن دوافع التطوع لدي البشر, مهما اختلفت بيئتهم الثقافية والاجتماعية, فهي ترتبط بحاجات الناس الأساسية. واعتبرت أن التطوع يمثل قيم العطاء في سبيل الغير, ويرتبط بالشعور بالانتماء إلي المجتمع وإنه يتصاعد في الظروف الصعبة والطارئة كما أن نمو العمل التطوعي والمنظمات التطوعية تتلازم مع تطور التشكيل الشبابي في مجتمع ينشد فيه الجميع حياة كريمة ومفاهيم ديمقراطية واضحة. ولقد بين التقرير مدي أهمية إدخال العمل التطوعي في صلب المفاهيم الدراسية والأنشطة التعليمية ووضع برامج مشتركة للتطوع بين الجمعيات والقطاعات الحكومية, إضافة إلي ضرورة أن يسهم الإعلام المرئي في التحفيز علي التطوع ونشر الثقافة المرتبطة به. وأوصي التقرير بضرورة إبعاد العمل التطوعي عن النزاعات الطائفية والمذهبية إضافة إلي توفير المزيد من التنظيم والحوافز المادية والمعنوية للمتطوعين خاصة أن فئاتهم العمرية تتراوح بين81-93 عاما. وانتقد التقرير بشكل واضح نقص المعلومات وعدم دقتها عن العمل التطوعي في العالم العربي رغم تنامي هذا العمل مؤخرا في المنطقة وهو ما يستدعي المزيد من الاهتمام سواء من المؤسسة البحثية أو من الجهات الحكومية المعنية.