بدأ البابا بنديكتوس السادس عشر أمس زيارة إلي لبنان تستغرق ثلاثه أيام ينقل خلالها رسالة سلام الي منطقة الشرق الاوسط التي تعيش اجواء مشحونة بالتوتر. ونشرالجيش اللبناني آلاف الجنود لتأمين زيارة البابا التي من المتوقع أن يؤكد خلالها علي وحدة جميع الكنائس المسيحية في الشرق الأوسط وعلي السلام بين المسيحيين والمسلمين. وازدانت شوارع وميادين العاصمة اللبنانية بيروت بصور البابا واعلام الفاتيكان, استعدادا لوصوله. وتعد زيارة البابا الي لبنان الرابعة إلي الشرق الاوسط. ودعا البابا الي وقف صادرات الأسلحة الي سوريا التي تشهد حربا اهلية وقال إن هذه الواردات خطيئة كبري. وخلال حديثه مع صحفيين رافقوه علي الطائرة وصف انتفاضات الربيع العربي بانها صرخة للحرية تتسم بالايجابية ما دامت مصحوبة بالتسامح. وكان البابا قد دعا في اجتماع عام يوم الاربعاء الماضي جميع المسيحيين في الشرق الاوسط سواء كانوا مقيمين منذ فترة طويلة أو وصلوا في الآونة الاخيرة الي أن يكونوا صناع سلام ودعاة مصالحة. ومن المقرر أن يعقد البابا بنديكت اجتماعين كبيرين في الهواء الطلق ويلتقي مع ممثلين لجميع الطوائف المسيحية والاسلامية والزعماء السياسيين. وتأتي زيارة البابا إلي لبنان في الوقت الذي تشهد سوريا المجاورة معارك مسلحة بين المعارضة السورية والجيش النظامي. كما تتزامن مع حالة الغضب التي تسود دول المنطقة احتجاجا علي فيلم أنتج في الولاياتالمتحدة يسئ إلي الإسلام. وعشية الزيارة, وجه الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يرأسه الشيخ يوسف القرضاوي بيانا شديد اللهجة إلي البابا بنديكتوس السادس عشر مطالبا اياه بالاعتذار للمسلمين كما اعتذر لليهود. وجاء في البيان في الوقت الذي يعمل فيه الاتحاد جاهدا لتهدئة غضب المسلمين في أنحاء العالم نتيجة لإيذاء الآخرين لرسولهم الأكرم, يطالب الاتحاد بابا الفاتيكان بالاعتذار للمسلمين عما قاله في محاضرته في المانيا وفي الارشاد الرسولي وعما حدث من المجازر علي أيدي الصليبيين في الأندلس كما اعتذر لليهود. وأضاف البيان أن الاتحاد حاول الحوار مع الفاتيكان ولكنه وجد أن الحوار من طرف واحد, كما أن البابا الحالي قد اتهم في محاضرته المعروفة الإسلام ورسوله الأعظم باتهامات باطلة, فطالبه الاتحاد بالاعتذار عما جاء فيه لكنه لم يفعل فقطع الاتحاد الحوار مع الفاتيكان إلي أن يعتذر أو يتغير الوضع. وفي تطور آخر, عاد المواطن التركي المختطف عبد الباسط ارصلان إلي بلاده فجر أمس قادما من لبنان علي متن طائرة هبطت بمطار هتاي وكانت السلطات اللبنانية قد سلمته الي السفير التركي في بيروت سليمان اينان اوزيلدز وذكرت شبكة أن تي في الإخبارية أن وزير الخارجية احمد داود اوغلو تلقي اتصالا هاتفيا من نظيره اللبناني نجيب ميقاتي ابلغه فيه الافراج عن المواطن التركي الذي اختطف في الثامن عشر من اغسطس الماضي الذي يعتبر الرهينة الثانية.