حينما نزل قوله تعالى «وأنذر عشيرتك الأقربين» قام رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: «يا فاطمة بنت محمد، يا صفية بنت عبد المطلب، يا بنى عبد المطلب، لا أملك لكم من الله شيئا، سلونى من مالى ما شئتم « فخص صفية بالذكر كما خص ابنته فاطمة أحب الناس إليه، و صفية هى بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشية الهاشمية، أبوها عبد المطلب بن هاشم جد النبى وزعيم قريش وسيدها وهى عمة النبى صلى الله عليه وسلم وشقيقة حمزة بن عبد المطلب سيد الشهداء، أمهما هالة بنت وهيب بن مناف بن زهرة، تزوجت فى الجاهلية الحارث بن حرب بن أمية فمات، ثم تزوجها العوام بن خويلد فولدت له الزبير حوارى الرسول والسائب وعبد الكعبة، كانت من أوائل الذين أسلموا وهاجروا إلى المدينة، وكانت أول مسلمة قتلت يهوديا، وشاركت فى غزوة أحد وقاتلت فيها، بايع الرسول صلى الله عليه وسلم الصحابيات على الإسلام وما مست يده يد امرأة منهن، وكانت عمته صفية رضى الله عنها معهن ، فكان لبيعتها أثر واضح فى حياتها وفى حياة المؤمنين بإيمانها بالله ورسوله، وأمانتها واخلاصها فى القول والعمل . يقول الدكتور السعيد محمد على من علماء الأوقاف، إن الله أمر نبيه بدعوة عشيرته إلى الدين وجاء خطابه إلى عبد مناف وبنى هاشم وبنى عبد المطلب وإلى عمه العباس وعمته صفية، فقال لهم عليه الصلاة والسلام : اعملوا فإنى لا أغنى عنكم من الله شيئا . وهذا فيه دلالة على وجوب النصيحة لأقرب الدوائر فى القرابة كبيرا كان أو صغيرا ، ولكن مع التلطف بهم فى الدعوة والنصيحة لهم والحرص على تقديم الخير والتوجيه إلى طريق الهدى والايمان، روت عن الرسول صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة وعاشت بعد رسول الله حتى خلافة أبى بكر وتوفيت فى خلافة عمر بن الخطاب رضى الله عنه سنة عشرين هجرية، ولها من العمر ثلاث وسبعون سنة، ودفنت فى البقيع فى دار المغيرة بن شعبة رحمها الله ورضى عنها .