الأغنياء يأكلون اللحوم والفراخ، بينما الفقير يأكل العظام بدلا من اللحوم وأرجل وأجنحة الفراخ بدلا من لحومها البيضاء، ولكن كما صورت لنا أفلام زمان، فالرجل الغنى حدث له ملل من أكل اللحوم والفراخ يوميا، فكان يتلذذ بالأكل مع صديقه الفقير من عظام وأرجل وأجنحة اللحوم والدجاج، بالإضافة إلى الوجبة الأساسية وهى الفول والطعمية. تأزمت الأمور، فأصبح قوت الفقراء هو طعام الأغنياء، فأجنحة الدجاج والتى كانت تباع على الأرصفة بجنيهات زهيدة أصبحت وينجز وتباع فى أفخم المطاعم مع بطاطس ومشروب بسعر قد يصل إلى مائة جنيه، العظام وكوارع العجول والممبار أصبحت أكلة يبحث عنها الأغنياء والتى تقدم فى مطاعم معينة وفى أحياء شعبية بأسعار مرتفعة لا يقدر عليها حتى أصحاب الطبقة المتوسطة. أما الوجبة الأساسية للفقير وهى طبق الفول والطعمية والتى كان يتناولها من عربة الفول لرخص ثمنها ، أصبح صعبا عليه, فطبق الفول على العربة أصبح لا يقل عن عشرة جنيهات بالسلاطة والعيش. أما الطعمية فتباع بالواحدة والثمن جنيه. الغنى أصبح يأكل طعام الفقير ولكن بأسعار الأغنياء، والفقير يفقد طعامه بالتدريج حتى الجبنة القريش أصبحت للدايت، والعسل الأسود الذى سود أيام طه حسين،والعدس الذى كان سببا فى طرد نعيمة عاكف من الإصلاحية لم يعد الفقير قادرا على شرائها. حتى الملابس والتى كان الفقير يشترى ثوبا بنصف ثمنه ولا يهم أن يكون مقطوعا أو مرقعا، أصبح أيضا موضة لدى الأغنياء وبأغلى الأسعار. رفقا بالفقراء أيها الأغنياء.. ولو أعجبكم الوينجز والكوارع وفول العربات والبنطلون الممزق فماذا يفعل الفقراء؟. لمزيد من مقالات عادل صبرى