منذ الساعات الأولى لإعلان رؤية هلال رمضان تتوالى التهانى والتبريكات بين الأهل والأصدقاء فى الكويت، وتزدحم الهواتف النقالة وعبارة «مبارك عليكم الشهر الفضيل» التى تتردد طوال الشهر كتحية وترحيب بقدومه وتهنئة محببة لدى الكويتيين. ومن أبرز المشاهد الرمضانية بدولة الكويت كما تقول الدكتورة بثينة الفقى خبيرة الإرشاد الأسرى إقامة مآدب الرحمن بجوار معظم المساجد، وخاصة «المسجد الكبير» وهو أكبر مساجد الكويت ويوجد بالعاصمة.. وتقام به صلاة التراويح ويستقبل الدعاة والمشايخ من كل أنحاء الوطن العربى فضلا عن المسابقات الدينية لحفظ القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة طوال الشهر الفضيل والمحاضرات والندوات المتعددة. وما يزال بعض الكويتيين يطلقون على شهر رمضان شهر «الغبقات» حيث تقام الغبقات (أى الولائم) الرمضانية طوال الشهر ولا تقتصر على الأسر الكويتية فقط، بل تمتد الى المؤسسات والهيئات والجهات الحكومية والخاصة.. والغبقة هى عبارة عن وليمة تقام بعد صلاة التراويح وكانت قديما تشمل اللبن والتمر فقط، ولكن الآن مع تطور الحياة أصبحت تضم كل ما لذ وطاب من الأطعمة والمأكولات المتنوعة وهى فرصة لجمع الشمل والأهل وتقوية العلاقات والتزاور بين الجميع، والتحدث فى كل ما يهم الشأن العام والخاص للشارع الكويتى والمواطن.. وهى جزء أصيل من التراث الكويتى يحرص الجميع على استمراره وتحقيق التواصل الاجتماعى من خلاله وإن خرج من أسوار البيوت إلى المطاعم والفنادق المتعددة. وتضيف أن القرقيعان وهو تقليد متبع ومن طقوس رمضان وهو احتفالية شعبية تبدأ من منتصف الشهر الفضيل واكتمال القمر بدرا وهو شبيه بما يقوم به الأطفال فى القرى المصرية من المرور على البيوت وأخذ الحلوى والنقود وغناء الأغانى والأناشيد وارتداء ملابس زاهية تسمى الدراعة، مع غطاء للرأس للبنات وزى آخر للأولاد، فضلا عن الاحتفال به فى المدارس وخاصة الروضة والمرحلة الابتدائية. وعن أهم الأكلات فى هذا الشهر توضح الفقى أن أكلة الهريس من الأكلات الكويتية المعروفة وهى طبق رئيسى على المائدة واكلة التشريب والجريش والحلويات منها اللقيمات والماغوطة، فضلا عن الحلويات الشرقية والغربية الأخرى ذات النكهات الحلوة والأكلات المصرية من الكباب والكشرى والمشروبات الساخنة والباردة مع السهر حتى الساعات الأولى من الصباح ما بين صلاة التراويح والقيام والتزاور بين الأهل والأصدقاء. ومن الجدير بالذكر أن شهر رمضان يجمع كل أفراد الأسرة فى إفطار جماعى وينتظرون مدفع الإفطار، فضلا عن الحضور فى القصر من أهل الكويت والمقيمين على أرضها الطيبة، وتقدم وزارة الإعلام فى هذا المكان مسابقات وجوائز متعددة طوال الشهر وهو تقليد متبع فى الإفطار والسحور، فضلا عن انتعاش الحركة الاقتصادية فى الأسواق والمتاجر، وخاصة أسواق المباركية التى تحتفظ بالطراز المعمارى القديم والمولات فى المحافظات الست. كما يتجمع المصريون من الأهل والأصدقاء فى حفلات الإفطار الجماعى فى البيوت أو بالمطاعم أو على الشواطئ، خاصة نهاية الأسبوع والإجازات فى الإفطار والسحور من خلال التنوع فى الأطعمة والأكلات من كل المحافظات المصرية فى جو من الفرح والبهجة والسرور، ولذا فان روحانية وجمال هذا الشهر الكريم تتجلى فى صور متعددة من عمار المساجد وروادها وحملات التبرع وإخراج الزكاة والصدقات للأعمال الخيرية فى كل أنحاء العالم.