تحتفل مصر اليوم بالذكرى ال37 لتحرير سيناء التى تمثل إحدى النقاط المضيئة فى التاريخ الحديث والتى جسدت ملحمة بطولية رائعة سطرها أبناء القوات المسلحة البواسل فى تحقيق النصر واستعادة الأرض لتظل معركة العبور فى 1973 نموذجا يدرس فى المعاهد العسكرية العالمية فى كيفية خوض المعارك العسكرية، ثم خوض مصر المعارك الدبلوماسية والمفاوضات لتعود سيناء كاملة إلى أحضان الوطن فى 25 أبريل 1982. وبعد معركة العبور والتحرير دخلت مصر معركة التنمية فى سيناء لتشهد انطلاق المشروعات القومية العملاقة فى مختلف مناطقها ومن أبرزها مشروع محور التنمية فى قناة السويس الذى يمثل نقلة نوعية وطفرة كبيرة من شأنها أن تغير خريطة التنمية فى المنطقة وتضع مصر ومنطقة قناة السويس على الخريطة الاقتصادية العالمية عبر جذب الاستثمارات الأجنبية وجعلها نقطة ترانزيت عالمية فى تقديم الخدمات اللوجستية، ولتصبح سيناء قاطرة التنمية فى المستقبل بثرواتها وموقعها الإستراتيجى لتكون جسرا للتجارة والتنمية بين آسيا وإفريقيا. اليوم تسير عملية التنمية والنهوض بسيناء والارتقاء بمستوى معيشة أبنائها على مختلف المحاور الاقتصادية والبشرية والاجتماعية، مع مسار معركة تطهيرها من بعض بقايا الإرهاب والتنظيمات الإرهابية والفكر الظلامى، حيث نجحت القوات المسلحة عبر العملية الشاملة سيناء 2018 فى دحر خطر الإرهاب وتوجيه الضربات الاستباقية لتلك التنظيمات وتدمير شبكاتها وأسلحتها والقضاء على العناصر الإرهابية وقطع كل أشكال الدعم الخارجى عنها، وهى معركة مستمرة بلا هوادة حتى يتم القضاء تماما على الإرهاب واستئصال جذوره من بر مصر. لقد كانت حرب أكتوبر ومعركة تحرير سيناء نموذجا لقوة وإرادة وعزيمة المصريين فى التغلب على التحديات وتجاوز الصعاب ومثالا للتلاحم بين الشعب وقواته المسلحة فى تحقيق الانتصار العسكرى، وهذا التلاحم مستمر أيضا فى خوض معركة التنمية والقضاء على الإرهاب وتحقيق الإنجازات على أرض سيناء بسواعد المصريين وترابطهم, ولتظل عملية تحرير سيناء درسا محفورا فى ضمير وعقل كل مصرى، وشاهدا على عظمة المصريين وقواتهم المسلحة, وكل عام ومصر والمصريون جميعا بخير وسلام. لمزيد من مقالات ◀ رأى الأهرام