ساد التوتر الأمني الشديد أنحاء تونس, حيث يدور نزاع مسلح بين سكان بمحافظة نابلجنوب شرق العاصمة, في وقت أشعلت فاجعة مقتل العشرات غرقا في البحر المتوسط مطلع الأسبوع موجة من الإحتجاجات ضد الحكومة. وذكرت مصادر تونسية أن تعرض امرأة من منطقة دار شعبان إلي محاولة سرقة وتعنيف, تسبب في حدوث توتر خارج عن السيطرة الأمنية وينبئ بكارثة بين سكان منطقتي دار شعبان وسيدي عمر. وأظهرت صور نشرت علي موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك أمس مظاهر الفوضي والحرق في الجهة وشبانا يحملون أسلحة بيضاء, غير أن قوات الأمن التونسية تدخلت لفض النزاع المستمر منذ الليلة قبل الماضية. واستعمل الطرفان المتنازعان وهم أغلبهم من الشباب الحجارة والأسلحة البيضاء وقوارير المولوتوف ما استدعي تدخل قوات الأمن ووحدات من الجيش. وفي هذه الأثناء, تجمهر المئات بشارع الحبيب بورقيبة الشهير وسط العاصمة للترحم علي غرق أكثر من100 شخص في البحر ودعا اتحاد الشغل( العمال) إلي إعلان يوم حداد وطني, فيما انتقد معارضون عدم تقدير الحكومة التونسية لحجم الفاجعة التي صدمت الشارع التونسي, وتجمع أعضاء من جمعيات وأحزاب سياسية ومواطنون في وسط شارع الحبيب بورقيبة, رمز الثورة التونسية, رافعين شعارات مثل هربوا من جحيم الفقر فابتلعهم البحر و إلي متي وشباب الثورة من نيران القناصة إلي قوارب الموت. وأشعل المشاركون في الوقفة الشموع للترحم علي أرواح العشرات من التونسيين الذين ابتلعتهم أمواج المتوسط إثر انقلاب القارب الذي كان يقلهم في رحلة سرية نحو السواحل الإيطالية. وقالت السلطات الإيطالية إنها أنقذت أكثر من50 شخصا من بينهم امرأة حامل, ثم انتشلت جثة رجل وامرأة, ووجه المتظاهرون بشارع الحبيب بورقيبة انتقادات للحكومة بسبب ما يصفونه بالمماطلة والتباطؤ في التحقيق في أحداث الغرق. ولم تقدم السلطات التونسية, التي شكلت خلية أزمة للتحقيق في ملابسات الحادث, أرقاما دقيقة عن عدد الغرقي, وقالت إن البحث مازال جاريا عن المفقوين. وأحدثت صور الجثث المنتشلة وأنباء المأساة القادمة من السواحل الإيطالية صدمة في الشارع التونسي,حيث تصاعدت معها مشاعر الإحباط والغضب بسبب تردي الوضع الأمني إلي جانب الوضع الاقتصادي والاجتماعي في البلاد. من جانبه, قال النائب في المجلس الوطني التأسيسي إبراهيم القصاص المشارك في التظاهرة, إن الحكومة التونسية عجزت عن توفير الخبز لأبنائها وعوض ذلك قدمتهم طعاما لأسماك القرش في البحر المتوسط. وأضاف القصاص:أبناؤنا يغرقون والحكومة تقيم الأفراح والأعراس. وتناقلت صفحات التواصل الاجتماعي( فيسبوك) صورا لأعضاء من الحكومة التونسية كانوا شاركوا السبت الماضي في الاحتفال بحفل زفاف جماعي نظمته جمعية خيرية مقربة من حركة النهضة الإسلامية,فيما كانت أنباء الفاجعة القادمة من إيطاليا تنتشر عبر وسائل الإعلام. من جانبه, انتقد ياسين إبراهيم القيادي بالحزب الجمهوري المعارض غياب المسئولين التونسيين وعلي رأسهم الرئيس المؤقت المنصف المرزوقي ووزير الخارجية رفيق عبد السلام,اللذين يشاركان في مؤتمر بالدوحة.