تعلم جيلنا من الراحل الدكتور أحمد كمال ابو المجد المفكر والمثقف وأستاذ القانون الدستورى ووزير الإعلام والشباب الأسبق ونائب رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان، الكثير من شخصيته الفريدة عن ضرورة العلم والثقافة فى حياة الإنسان لكى ينضج وعيه، والتخصص الدقيق لكى يبنى وينجز، والتدين لكى يستقر روحيا، والاخلاص فى العمل لكى يرضى عن نفسه وخدمة مجتمعه والإنسانية لكى يخلد . وتعلمنا منه عند التعامل فى قضايا حقوق الإنسان والحريات العامة التحلى بالهدوء الشديد وصفاء الفكر والنفس والتعاون مع الدولة والوزارات واحترام قيم المجتمع لتحسين مسار ثقافة حقوق الإنسان، لأن هذه القضايا تحتاج الى الصبر والحكمة لتداخلها مع اختصاصات جهات عديدة. وظللنا فى كل مرة نتحدث معه نشعر بأنه خاض معارك كثيرة، ويشبه فى خلقه الملاك الطائر وأننا نغوص معه فى بحر شاسع من المعرفة من كثرة علمه ورغبته فى نقل خبرته وأفكاره للآخرين ونتحرج من أن نطلب الانصراف من طول الوقت الذى نقضيه معه لكنه يظل ممسكا بدفة الحديث كمحاور راقى، ويداعب الحاضرين من وقت لآخر بعبارته الشهيرة الشفافية المطلقة احيانا مفسدة مطلقة. وظل عشقه للأزهر والجامعة والقانون وحبه والوفاء لتلاميذه طاغيا عليه، ويحرص على توصيتنا بضرورة تطوير الفكر والوعى للمجتمع وقلة الثرثرة فى القضايا العامة واتباع أساليب عقلانية فى مخاطبة الزعماء والرؤساء والجمهور والرأى العام ودراسة الإعلام للقضايا التى يطرحها بعناية شديدة. واستمر يشعر بميل شديد للكتابة لطرح رؤيته فى القضايا المهمة ونشرها ولايضيق صدره وفكره من النقد والاختلاف، وبنى جزءا كبيرا من توهجه الفكرى من حرصه يوميا على القراءة المستمرة للتاريخ والأدب والشعر. لمزيد من مقالات عماد حجاب