أدلى المتهمون فى القضية التى اشتهرت إعلاميًا ب»تنظيم جبهة النصرة» ، باعترافات تفصيلية خلال التحقيقات التى باشرتها نيابة أمن الدولة العليا بإشراف المستشار خالد ضياء المحامى العام الأول للنيابة، تفيد بتأسيس جماعة متطرفة تعتنق الأفكار التكفيرية فى غضون الفترة من 2011 حتى 2014 بمدينة المحلة بالغربية. وكانت نيابة أمن الدولة العليا، قد أمرت بإحالة المتهمين إلى محكمة جنايات أمن الدولة العليا طوارئ المختصة بدائرة محكمة استئناف القاهرة، وكذلك إلقاء القبض على المتهمين الهاربين فى القضية، وهم المتهم الأول والمتهمين من ال13 إلى ال16. وأشارت التحقيقات إلى أن المتهم الأول محمد محمود كامل البرم أسس جماعة إرهابية تابعة لتنظيم القاعدة داخل البلاد تدعو لتكفير الحاكم ووجوب الخروج عليه بالقوة، وقتال رجال القوات المسلحة والشرطة، واستهداف منشآتهما، واستباحة دماء المسيحيين واستحلال أموالهم وممتلكاتهم، وتكليفه من قيادات التنظيم بالخارج عبر شبكة المعلومات الدولية بتكوين جماعة إرهابية تعتنق ذات الأفكار وتضطلع بتنفيذ عمليات عدائية . وأكدت تحريات قطاع الأمن الوطنى أن المتهم الأول أسس جماعة تعتنق الأفكار التكفيرية وتولى قيادتها، وضمت بين عناصرها المتهمين من الثانى وحتى ال15، وأنه فى إطار إعداد عناصر تلك الجماعة لتنفيذ أغراضها العدائية، وضع المتهم الأول برنامجا تدريبيا ارتكن فيه إلى ثلاثة محاور، أولها فكرى قائم على إمدادهم بمطبوعات وإصدارات إلكترونية، وعقد لقاءات تنظيمية عبر مواقع التواصل الاجتماعى وفى الأماكن العامة ، وثانيها حركى عن طريق إمدادهم بملفات إلكترونية عن التواصل وكشف المراقبة لتلافى رصدهم أمنيًا، وثالثها عسكرى عن طريق إلحاق بعضهم بحقل القتال السورى لتلقى تدريبات متقدمة، تمهيدا لعودتهم إلى البلاد وتنفيذ مخططاتهم العدائية . وأضافت التحريات، أن تلك الجماعة اعتمدت فى تحقيق أغراضها على ما أمدها به المتهم الثانى من أموال ، بينما اضطلع المتهمون الخامس والسادس بتوفير خطوط تسفير تلك العناصر إلى خارج البلاد، بالتنسيق مع المتهم ال16 محمد أحمد السيد إبراهيم (حركى أبو جعفر) أحد عناصر تنظيم القاعدة خارج البلاد. وأدلى المتهمون باعترافات تفصيلية خلال التحقيقات، حيث أقر المتهم الثانى مصطفى كمال مصطفى حشيش، باعتناقه أفكار تنظيم القاعدة ، وأوضح انه خلال فترة اعتقاله فى غضون عام 2004 تعرف على المتهمين الثالث وال12، وأنه فى أعقاب أحداث 25 يناير 2011، شارك فى تجمهرات تطبيق الشريعة، كما شارك بتجمهرى رابعة العدوية والنهضة برفقة المتهم ال12، وأمد أحد المشاركين فيهما بمبلغ خمسة آلاف جنيه لشراء سلاح نارى «بندقية آلية» لاستخدامها فى حماية المتجمهرين من قوات الشرطة القائمة على فض تجمعاتهم، ولاحقًا أبلغه المتهم الثالث بانضمامه هو الآخر لتنظيم القاعدة ودعاه للانضمام إلى صفوفه، وطلب مساعدته فى تسهيل التحاقه بحقل القتال السوري. وأعترف المتهم الثالث محمود صلاح الدين الدمرداش، بأنه سافر والمتهم الرابع ، فى منتصف أكتوبر 2012 من مطار القاهرة إلى مطار أسطنبول ومنه إلى مدينة غازى عنتاب ، إحدى المدن الحدودية مع سوريا ، وتواصل مع شخص تركي، الذى سهل تسللهما عبر الحدود إلى مدينة الباب السورية ، ثم نقلا إلى مدينة دارة عزة السورية التى تلقيا بأحد معسكراتها تدريبات بدنية .