التحريض اتهام شائع يستخدمه السياسيون فى إسرائيل على اى مائدة مفاوضات ولا يخلو منها خطاب سياسى إسرائيلى سواء فى الاممالمتحدة او أمام المبعوثين الدوليين مطالبا دوما بإيقاف التحريض ضد إسرائيل. ويعتبر إطلاق أسماء الشهداء الفلسطينيين على الشوارع والميادين فى المدن الفلسطينية تحريض والحديث عن ذكرى النكبة تحريضا وإطلاق مسمى القدسالمحتلة او الضفة المحتلة هو تحريض وتتبنى الولاياتالمتحدةالأمريكية الخطاب نفسه باتهام الآخر بالتحريض ويصل التدخل الأمريكى إلى حد المناهج الدراسية فى التعليم الفلسطينى واتهامها بمعاداة السامية وممارسة التحريض ضد إسرائيل والشعب اليهودي، ولكن الحقيقة هى ان إسرائيل بسياستها وإعلامها وحتى على المستوى الشعبى تمارس التحريض ضد الفلسطينيين على مدى الساعة، فيقوم المستوطنون برعاية الجيش والشرطة برشق السيارات الفلسطينية بالحجارة وحرق اشجار الزيتون فى موسم الحصاد واستباحة كل ما هو فلسطيني، فلا حرمة لدور عبادة ولا ممتلكات ولا استيقاف لأى مستوطن يرتكب جريمة ضد الفلسطينيين، وهوما دفع المركز الفلسطينى للدراسات الإسرائيلية «مدار» لرصد التحريض الإسرائيلى خلال شهر واحد وتوثيقه ولكن من سيحاسب إسرائيل و الرئيس ترامب يرى ان بقاءه فى سدة الحكم مرهون بالرضا الإسرائيلى ودعم اللوبى الصهيونى فى واشنطن. تحريض رسمى ويذكر أنه عندما اسس الناشط عمر البرغوثى حملة مقاطعة ضد البضائع الإسرائيلية صدر قانون محاربة نشطاء المقاطعة وتصنيفهم أعداء للسامية وكارهون لشعب إسرائيل، وكان ابرز المحرضين الوزير اليمينى جلعاد أردان الذى كتب على صفحته بالفيس بوك ان المقاطعة ليست نشاطا سياسيا بل نشاط عنيف ولاسامى وتجب محاكمة كل من يروج أو يشارك فى هذه الحملة ،اننى أريد أن يعلم هؤلاء النشطاء أن هناك ثمنا لما يقومون به. كما أصدرت الوزيرة اليمينية ميرى ريغيف، فيديو تحريضيا على الأسير وليد دقة، وذلك على خلفية نشر روايته «سر الزيتون»، وقد جاء فى الفيديو الصادر عن صفحتها على فيس بوك أن الأسير، يستمر فى الإعلان عن كتاب للأطفال ويا للعجب ان مخربا يكتب كتابا للأطفال لكى يشجع الأولاد أن يكونوا مخربين مثله ، وتستمر فى تحريضها على الفلسطينيين وأبو مازن فى سياق آخر، فى أثناء افتتاحها لملعب كرة قدم فى إحدى البلدات اليهودية، وفى كلمتها قالت إن افتتاح الملعب هنا هو رسالة إلى هؤلاء، الذين يهللون للشهداء، ولا يخجلون، أبو مازن وخطابه الذى هلّل فيه للشهداء، هم يباركون لأولئك الذين ينشدون الموت، ونحن نبارك ونهلّل للحياة، لأننا نريد الحياة. ويشير المراقبون إلى أن التحريض يركز ضد النشطاء السياسيين والأسرى والشعب الفلسطينى عموما وقطاع غزة المحاصر تحديدا، فضلا عن أن نفتالى بينت يحرض على قتل الفلسطينيين فى خطابه ضمن مؤتمر عقده مركز دراسات الأمن القومى الإسرائيلي، حيث قال إن الجيش الإسرائيلى يجب أن يغير من السياسة الحالية التى ينتهجها تجاه الشعب الفلسطيني، قائلا ان الفلسطينيين الذين يخترقون الحدود من قطاع غزة يجب قتلهم، فعلنا ذلك على مدى 70 عاما ويجب إن نستمر فى فعله وقد حان الوقت لسياسة يمينية حديدية. وتستمر السلطات الإسرائيلية فى اتباع سياسة هدم البيوت العربية، حيث قامت بسلسلة عمليات هدم طالت بيوتا فى النقب والقدس ومعظم مدن الضفة بدعوى انها تؤوى مخربين وتشرد السكان من نساء وأطفال فضلا عن هدم قرية العراقيب بصحراء النقب للمرة الرابعة والثلاثين بعد المائة. التحريض فى وسائل الإعلام كما نشرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية تقريرا فى نسختها الورقية، حول عرض فيلم «بطولات النساء الفلسطينيات فى الانتفاضة»، واستنكرت الصحيفة موافقة البلدية واشتمل التعقيب على تصريحات عنصرية تجاه العرب. أما عضو الكنيست السابق بن آرى فيقول فى برنامج تلفزيوني: إن الكذب المسمى تعايش لا يجلب إلا قتل اليهود، الحديث عن أناس يكرهوننا ليس بحاجة لبحث الأسباب والشعب العربى ليس لديه علاقة بالأرض، العربى يجب أن يعود إلى أرضه الأصلية فى الحجاز ثم يستهزئ بمن يحاولون أن يبحثوا عن أسباب لقيام الفلسطينى بعملية القتل لأنه لا يجد عملا، ملمحا أن الفلسطينى يقتل لأنه عدو، ومنح فرص العمل له خطر، لأنكم ستدخلون أفعى إلى البيت. اما دعاية حزب الليكود فى تل أبيب هى العنصرية فى أبشع صورها حيث تقول اللافتات «إما نحن وإما هم» حيث شملت اللافتات صورا متنوعة ومختلفة، لشخص ملثّم يحمل العلم الفلسطيني، واخر يحمل السلاح وصورا لمظاهرة الفلسطينيين ضد قانون القومية كتب عليها يرفضون يهوديتنا. عنصرية فى الشارع الإسرائيلي اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين وعلى ممتلكاتهم ظهرت فيما نشرته منظمة «يش دين» فى فيديو يوثّق قيام مجموعة من قطعان اليمين برشق السيارات الفلسطينية بالحجارة، وذلك أمام أعين أفراد من الجيش الإسرائيلى دون أن يحركوا ساكنا. ومع بدء موسم قطف الزيتون قامت مجموعة متطرفة أخرى من المستوطنين، باقتلاع مئات أشجار الزيتون فى القدس والضفة الغربية، وذلك تحت حراسة قوات الاحتلال الإسرائيلى حيث وفرت لهم الحماية.