يحيي الأمريكيون الذكري السنوية الحادية عشرة لهجمات11 سبتمبر الإرهابية التي استهدفت نيويورك وواشنطن عام2001, وسط أجواء من التوتر واتساع الخلافات بين الناجين من الهجمات والجمهور، الذي أصبح أقل اهتماما وتذكرا للهجمات , حول كيفية تكريم القتلي وسبل إظهار الاحترام لهم. وكثفت السلطات الأمريكية الإجراءات الأمنية في منطقة جراوند زيرو, موقع برجي مركز التجارة العالمي اللذين انهارا في الاعتداء, منعا لاستخدام المنطقة في إقامة تصرفات أو احتفالات تؤذي مشاعر أقارب الضحايا, مثل تنظيم الرحلات وانتشار الشبان والفتيات الذين يلتقطون الصور التذكارية ويتبادلون الضحكات دون اكتراث بمن قتلوا في الهجمات. وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية في تقرير لها أنه قبل أيام من إحياء الذكري السنوية للهجمات يبدو أن الشعور العارم بالتضامن الوطني قد تراجع. ونشرت السطات الأمريكية رجال شرطة وعناصر أمن خاصة ومرشدين متطوعين لفرض قواعد مشددة خلال المراسم في موقع جراوند زيرو الذي افتتح العام الماضي لإقامة مراسم إحياء ذكري الضحايا البالغ عددهم2600 قتيل في نيويورك فقط من إجمالي ثلاثة آلاف قتيل. وتهدف هذه الإجراءات لمنع ما يراه بعض أقارب الضحايا تزايد عدم احترام للمكان أو القتلي, مثل تنظيم رحلات في ظل الأشجار المزروعة حديثا بالمنطقة, وكان أحدثها رحلة لطلاب مدرسة ثانوية ألقوا قمامة في أحد الحوضين الأسودين اللذين أقيما في موقع البرجين. وتم وضع علامات تطالب بحسن التصرف حول الحوضين الكبيرين واللوحات البرونزية التي كتب عليها أسماء القتلي. وتقول إحدي اللافتات إذا رأيت أي شخص يخدش أو يجلس علي أو يدمر الأسماء, لو سمحت أبلغ مسئولي النصب التذكاري. ولم يحدث أي تخريب خطير في النصب, لكن بعض التصرفات غير الضارة مثل التقاط الصور من آلاف السائحين لبعضهم البعض أمام النصب تعني الكثير بالنسبة لأقارب الضحايا الذين يشيرون إلي الموقع باعتباره أرض مقدسة. واشتكت ماريان بيزيتولا رئيسة مجموعة من رجال الإطفاء المتقاعدين في رسالة انتشرت بشكل واسع إلي جوي دانيالز رئيس النصب التذكاري قائلة الناس ضحكوا والتقوا الصور وهم يبتسمون, والكثير من الناس انحنوا علي الألواح التي كتب عليها أسماء جميع أصدقائي, وهم يحملون أكواب ستاربكس, وكأنها منضدة مطبخ. وتعتبر هذه التوترات جزء من تحول أوسع حيث أصبحت اللحظات المفزعة لهجمات11 سبتمبر أقل وضوحا بلنسبة لمعظم الناس, لكن أقارب الضحايا سيتوجهون إلي مراسم إحياء ذكري الهجمات في جراوند زيرو كالمعتاد, حيث سيتم قراءة أسماء الضحايا. وكان مايكل بلومبرج عمدة نيويورك قد أثار العام الماضي احتمال تقليص المدة الزمنية للمراسم, لكن ذلك أدي إلي موجة حادة من الانتقادات من أسر الضحايا. وخلال الذكري السنوية ال11 للهجمات, أثيرت قضايا أخري مثل الأضرار الصحية التي لحقت بعمال الإغاثة من تأثيرانهيار البرجين, وكذلك الخلاف حول تمويل متحف جراوند زيرو مما أدي إلي توقف المشروع الذي يتكلف مليار دولار. وأعلنت مؤسسة متحف جراوند زيرو أنه سيتم استبعاد السياسيين من إلقاء كلمات خلال مراسم إحياء ذكري11 سبتمبر, لكن العديد من أسر الضحايا وآخرين اعتبروا ذلك انعكاسا علنيا للخلافات خلف الكواليس. وطبقا لتقديرات هيئة مراقبة حسابات مشروع تطوير موقع برجي مركز التجارة ارتفعت تكلفة المشروع إلي ما يقرب من15 مليار دولار, مقارنة بنحو11 مليارا في.2008 وتعتبر العديد من أسر ضحايا11 سبتمبر أن الخلافات حول المشروع مشهد يدمي القلب مقارنة بالخسارة الفادحة لأرواح البشر.