في مقال له بصحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية كشف السياسي الإسرائيلي اليساري البارز يوسي بيلين النقاب لأول مرة عن أن اتفاق التعويضات الذي وقعته المانيا الاتحادية( الغربية) مع حكومة بن جوريون .. في مثل هذا اليوم العاشر من سبتمبر من عام.1952 وقوبل حينها بمعارضة شديدة من اليمين المتطرف بزعامة مناحيم بيجين أنقذ إسرائيل من الإنهيار لأن خزينة كانت قد فرغت تقريبا نتيجة الأموال الضخمة التي أنفقتها في أستقبال المهاجرين اليهود الجدد من حول العالم وتسكينهم. ففي مثل هذا اليوم من ستين عاما وقع مستشار ألمانيا كونراد اديناور ووزير خارجية إسرائيل موشيه شريت في لوكسمبرج علي اتفاق المدفوعات( التعويضات) وحصلت اسرائيل باعتبارها مفوضة الشعب اليهودي علي ثلاثة مليارات مارك من المانياالغربية بينما رفضت المانياالشرقية دفع حصتها تعويضا عن الفظائع التي تعرض لها اليهود علي أيدي النازي وحصلت إسرائيل باعتبارها ممثلة ضحايا المحرقة والناجين علي الأموال للمساعدة علي اعادة تأهيلهم. وكانت فكرة ان تدفع المانيا بعد الحرب تعويضات لليهود من ضحايا النازية قد ظهرت في أثناء الحرب العالمية الثانية. فقد قدم رئيس نقابات العمال الإسرائيلية( الهستدروت) حاييم وايزمن طلب التعويضات الي الحلفاء في1945 لكن القادة الأوربيين أكدوا أنه لايمكن بحث الطلب لأن الحديث عن شعب لا عن دولة وبعد ميلاد الدولة اليهودية عقب النكبة وحين وجه الطلب مرة أخري إلي الحلفاء الذين كانوا ما يزالون يسيطرون علي ألمانيا, كان الجواب انه لا يمكن زيادة تعويضات علي التعويضات الباهظة التي فرضت علي المانيا. ويقول بيلين أن فكرة التعويضات لم تثر مرة أخري الي ان هدد الوضع الاقتصادي في اسرائيل قدرتها علي البقاء. فقد جعلت أمواج الهجرة الكبيرة خزينة المالية فارغة ولم تستطع اسرائيل قضاء ديونها ولكن في فبراير1950 استقر رأي الحكومة الإسرائيلية برئاسة بن جوريون علي بدء محادثات مباشرة مع ألمانياالغربية للحصول علي تعويضات شخصية للناجين من المحرقة, وأنشئت في سبتمبر لجنة لبحث التعويض القومي, وفي غضون مدة قصيرة انتقلت الحكومة من رفض مطلق للاتصال مع المانيا الي ان عرضها رئيس الوزراء ديفيد بن جوريون باعتبارها' المانيا الاخري' والي الاستعداد لمحادثتها مباشرة. كان زعم بن جوريون ان اسرائيل محتاجة احتياجا شديدا الي مساعدة اقتصادية وأنه لا يوجد أي مسوغ لاعفاء المانيا من دفع تعويضات باعتبارها قاتلة ووارثة ايضا. واحتاجت المانيا الشابة الي شرعية دولية. ولم تكن أية دولة تستطيع ان تمنحها شرعية أكثر من اسرائيل الصغيرة الضئيلة. وكان لقاء المصالح واضحا للجميع. اعترف الاتفاق بأن اسرائيل ممثلة الشعب اليهودي. واستعانت به اسرائيل لقضاء ديونها ولانشاء بني تحتية في البلاد كلها ولاستيعاب مهاجرين آخرين. وحصل الناجون علي مخصصات شهرية خففت عنهم عسر حياتهم وساعدتهم علي البقاء باسرائيل.