تحول الفرعون الذهبى توت عنخ آمون، الذى أصبح شهيراً بعد وفاته بنحو 3200 سنة، على عكس غيره من ملوك الفراعنة، إلى ظاهرة ثقافية تُعرف ب »هوس توت«، ومقبرته اكتشفت بكامل محتوياتها، وأسهمت كنوزها، إضافة إلى الشائعات الخاصة بلعنة الفراعنة، فى انتشار هذه الظاهرة. وفترة الستينات كانت مزدحمة بجولات الملك المحبوب، بدأها فى خريف 1961 بزيارة أمريكا وكندا واليابان وفرنسا، وفى نوفمبر 1969 استعد المتحف البريطانى لاستقباله، فقام بإنشاء قاعة خاصة لعرض مقتنياته النفيسة لزيارته الأولى عام 1972، والتى زاره فيها نحو 1.7 مليون شخص اصطفوا فى طوابير طويلة . وتحدث موقع جاليرى ساتشى عن تلك الفترة موضحاً أن «جولة مقتنيات توت عنخ آمون الخارجية فى السبعينيات من القرن الماضى جددت الهوس بالفرعون الشاب، حتى أن ستيف مارتن غنى أغنيته الملك توت عام 1978 على الهواء فى البرنامج التليفزيونى Saturday Night Live». مشيراً إلى أن «قناع توت عنخ آمون الذهبى استخدم رمزاً فى كثير من الأحداث والمناسبات، وحتى فى الموسيقى». يأتى المعرض الحالى ضمن جولة خارجية بدأت فى مارس 2018، بالمدينة الأمريكية لوس أنجلوس، وجاءت فكرة الجولة بناء على طلب من جون نورمان رئيس المعارض الدولية والمجموعة الدولية للإدارة العالمية بالولايات المتحدةالأمريكية، وبلغت قيمة التأمين على المعرض 862 مليوناً و800 ألف دولار، و قد أثار كثيراً من الجدل فى مصر فور الإعلان عنه، اعتراضاً على الإجراءات التأمينية والعائد المرجو منه. تولى «توت»، ويعنى اسمه باللغة المصرية القديمة «الصورة الحية للإله آمون»، الحكم فى التاسعة من عمره، ويعتبر حكمه فترة انتقالية فى تاريخ مصر القديمة، حيث أتى بعد أخناتون الذى حاول توحيد آلهة مصر القديمة فى شكل الإله الواحد، ولفترة طويلة كان سبب وفاة توت عنخ أمون مسألة مثيرة للجدل. وهناك الكثير من نظريات المؤامرة التى ترجح فكرة أنه لم يمت وإنما تم اغتياله، لكن فى 8 مارس 2005 ونتيجة لاستخدام التصوير الحاسوبى الشريحى الثلاثى الأبعاد على مومياء توت، صرح عالم الآثار المصرى زاهى حواس بأنه لا توجد أية أدلة على أن الفرعون الذهبى قد تعرض للاغتيال، وأضاف أن الفتحة الموجودة فى جمجمته ليست بسبب تلقيه ضربة على الرأس كما كان يعتقد فى السابق، وإنما تم إحداثها بعد الموت لغرض التحنيط. وكان التقرير النهائى لفريق علماء الآثار المصرى قال أن سبب الوفاة هو تسمم الدم نتيجة كسر فى عظم الفخذ تعرض له توت عنخ أمون، الذى أدى إلى «الغرغرينا».