بعد ثلاثة أيام من اجتماع الدول الأوروبية في مدينة بافوس القبرصية لمناقشة ندرة المياه في العالم, شددت كاثرين آشتون مفوضة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي علي أن نهر النيل يملك إمكانية تحفيز التكامل الإقليمي. والمساعدة في تحقيق الازدهار والاستقرار لمنطقة واسعة . وأشارت إلي أنه إذا أدير النيل بشكل سييء, فإن كل دول النيل يمكن أن تشعر بالعواقب السلبية في اقتصادياتها وتنميتها الإجتماعية. وأضافت آشتون- في ردود خطية علي أسئلة وكالة رويترز للأنباء- أن حوض نهر النيل يمثل قلقا بشكل خاص. ويمثل الاتحاد الأوروبي ضمان الاستقرار في المناطق التي توجد فيها بعض من أكبر مشكلات المياه في العالم ومن بينها شمال إفريقيا بعد ثورات الربيع العربي وآسيا الوسطي التي تملك احتياطيات مهمة من الطاقة مصلحة استراتيجية. وأوضحت المسئولة الأوروبية أنه يتعين علي الحكومات الأوروبية ممارسة نفوذها ومهاراتها الهندسية بشكل أكثر كفاءة لمنع الصراعات بشأن امدادات المياه التي يمكن أن تهدد الأمن العالمي. وقالت إن طلب آسيا الوسطي المتزايد علي مورد محدود ومشترك يحمل مخاطر, ولكن أيضا فرصا للتعاون في المنطقة كلها وسنواصل جهودنا لمساعدة المنطقة في هذا الاتجاه. وأشارت آشتون إلي أنه من المرجح أن يؤثر نقص المياه وسوء نوعية المياه والجفاف والفيضانات علي مناطق كثيرة خلال السنوات القليلة المقبلة, وهذا يمكن أن يؤدي الي عدم الاستقرار وعدم الأمن اللذين يمكن أن يكون لهما تأثير مباشر علي أوروبا. ويؤدي تزايد الطلب علي المياه علي امتداد نهر النيل نتيجة النمو السكاني والاستثمارات الخارجية والتغير المناخي إلي وضع نظام الحكم الجديد في مصر في مواجهة مع دول المنبع مثل السودان وإثيوبيا ورواندا والتي تشعر بإحباط بسبب ما تعتبره نصيب القاهرة غير المتناسب من مياه النيل. وفي آسيا الوسطي وهي واحدة من أكثر مناطق العالم جفافا أدي سوء التخطيط الذي يعود للعهد السوفييتي إلي ترك دول تعتمد اعتمادا كبيرا علي محاصيل تحتاج مياها كثيرة مثل القطن والحبوب مما أدي إلي توترات بشأن استخدام المياه وبناء السدود. ويقول خبراء إن بإمكان الاتحاد الأوروبي أن يساعد الدول التي تفتقر إلي المياه في شمال أفريقيا علي تحسين إدارتها لإستخدام الماء مما يساعد في معالجة الانتقادات بأن أوروبا لم ترد بشكل فعال علي التحديات الناجمة عن الربيع العربي. وكان رئيس أوزبكستان إسلام كريموف قد أكد يوم الجمعة الماضي خلال الاجتماع أن أي خلاف بشأن موارد المياه يخاطر بإثارة صراع عسكري في المنطقة السوفييتية السابقة.