في محاولة لتبديد الكثير من الغموض الذي يكتنف سياسات الكرملين تجاه تعقيدات الاوضاع في سوريا وما يقال حول انحيازه الي النظام السوري ودفاعه عن الرئيس الأسد لم يجدالاهرامفي موسكو مرجعا افضل من ميخائيل بوجدانوف نائب وزير الخارجية الروسية, المسئول عن ملف البلدان العربية, الذي اختاره الرئيس بوتين ليكون ممثله الخاص في منطقة الشرق الاوسط, وهو الذي قضي تسعا من سنوات عمره في سوريا ممثلا لبلاده بعد فترات طويلة من العمل في كل من لبنان واليمن ومسئولا عن إدارة الشرق الاوسط وشمال إفريقيا في الخارجية الروسية قبل ان ينتقل سفيرا لبلاده في القاهرة وممثلا لها في جامعة الدول العربية لما يقرب من السبعة اعوام. حديثنا مع بوجدانوف دار في مكتبه بالطابق الخامس من مبني الخارجية الروسية احد اعرق المباني التاريخية السبعة المتميزة في العاصمة الروسية بعد وصوله من احدي جولاته المكوكية في الشرق الاوسط, وقبيل بدء اخري مماثلة في بقاع اخري بحثا عن السلام الضائع الذي قال ان سوريا والمنطقة العربية هي الاكثر حاجة اليه في الظروف الراهنة. قال تعقيبا علي ما قاله قدري جميل نائب رئيس الحكومة السورية في اعقاب خروجه من مباحثاته في موسكو:ما قاله قدري جميل بهذا الشأن كان علانية. لقد قال فعلا إنه من الممكن الاتفاق حول كل شئ بما في ذلك رحيل الرئيس الاسد. لكن وعلي قدر علمي لم يكن ذلك متفقا حوله في دمشق. وعموما هذا سؤال يمكنكم طرحه عليه وليس علينا. اما عن رأي موسكو بهذا الصدد فيمكن القول اننا استمعنا من مصادر الحكومة السورية حول استعدادها لبدء الحوار مع القوي الوطنية المعارضة في أي مكان, وفي أي وقت, لكن بدون شروط مسبقة علي ان يطرح كل من اطراف الحوار ما يعن له مناسئلة.ونحن نعتقد ان هذا الطرح يتسق مع المنطق. وحول حالة الغضب التي تجتاح العالم العربي بسبب استمرارموسكو في تأييد نظام الاسد قال: نحن نقول دائما اننا لا نؤيد أي من الاطراف ضد الآخر ولذا وبهذا الصدد لم نشارك في اجتماعات مجموعة اصدقاء سوريا نظرا لان طرفا واحدا فقط من اطراف المعادلة السورية يشارك في هذه الاجتماعات, وهو الطرف الذي ثمة من يحفزه نحو الصراع مع الآخر. وذلك موقف لا نستطيع تاييده. لقد اعتبرنا ولا نزال نعتبر انه من الضروري ان تجلس كل الاطراف حول مائدة المفاوضات. نحن مع سرعة بدء الحوار الوطني السياسي الواسع بين كل الاطراف علي اساس الوفاق الوطني. علي هذا الاساس يمكن التوصل الي الاصلاحات الديمقراطية والليبرالية وحرية الرأي واجراء الانتخابات لاختيار الشعب للنظام السياسي الاكثر ملائمة لسوريا. وبهذا الصدد اتوقف عند ما يقال حول تأييد موسكو لطرف دون الآخر. انتم تعلمون اننا نتحاور مع الجميع. وتعلمون ان كل الاطراف جاءت الي موسكو. نحن نواصل الاتصالات مع كل فصائل المعارضة في موسكو واسطنبول وباريس ولندن وامريكا وفي كل مكان يوجد فيه ممثلون للمعارضة من خلال ممثلينا في السفارات الروسية بما في ذلك ممثلو المجموعات العرقية والاثنية ومنها الكردية. ونحن هنا في موسكو لا نستقبل فقط ممثلي الحكومة بل وممثلي المعارضة ومنهم السيد قدري جميل نائب رئيس الحكومة الحالي الذي سبق ان جاءنا كزعيم لاحدي المجموعات المعارضة مع آخرين قبل انضمامه الي حكومة الوفاق الوطني بعد اقرار الدستور الجديد. اننا نجري اتصالات متوازنة مع الجميع بهدف المساعدة في التوصل الي نقاط الاتفاق بين ممثلي كل المجموعات. طبعا الاهم الان وقف اراقة الدماء نظرا لاستمرار سقوط الضحايا وهو الامر الذي يدعو الي الاسف. يجب التحول نحو توفير الاجواء اللازمة لبدء الحوار وأشار إلي اهتمام بلاده باحترام مبادئ الشرعية الدولية وميثاق الاممالمتحدة واحترام سيادة واستقلالية البلدان الاخري وضرورة الالتزام بتقرير كل القضايا الخلافية عبر السبل السلمية والمباحثات. اما عن المصالح فهي موجودة بطبيعة الحال. وحول مخاطر فقدان موسكو عقودا بالمليارات بسبب مواقفها من الدول العربية قال:لست اعتقد ان الاخرين من البلدان الغربية وغير الغربية فقدوا اقل مننا نتيجة توتر الموقف هناك, ونظرا لان الاحداث والمواجهات العسكرية تحول عادة دون التطور الطبيعي للعلاقات بوجه عام وليس الروسية وحدها.. وأكد أن بشار الأسد سوف يرحل عاجلا أو آجلا. تتوقال أن هذا النظام لم يكن ليستمر