فى ظل التطور المتلاحق فى مجال جراحة العظام يشهد المعهد القومى للجهاز الحركى العصبى اهتماما كبيرا بتوطين التقنيات الحديثة سواء على مستوى قياس وتحليل حركة العظام أو التدخل الجراحى لذوى التشوهات ومرضى الالتهابات المزمنة الناتجة عن الأورام وغيرها. ويؤكد د. شريف نصيف مدير المعهد أهمية وجود جهاز تحليل الحركة لاسيما أن المعهد يستقبل نحو 1500مريض كل يوم معظمهم من الأطفال أقل من 12عاما، فضلاً عن الخدمة العلاجية المتخصصة التى يقدمها المعهد فى مجال جراحات العظام خاصةً عند الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة وأصحاب الإعاقات الحركية والذهنية، ومن أبرزها إجراء عمليات إطالة العظام وعلاج الكسور والتشوهات غير الملتئمة بواسطة المثبتات الخارجية جهاز «اليزاروف» الذى أحدث تقدماً هائلاً فى جراحة العظام، لمساعدة العظام على النمو سريعاً، وإطالة وتنمية الأوعية الدموية والجلد والعضلات والأعصاب وغيرها من الأنسجة وبذلك أصبح من الممكن التحكم فى التشوهات عند الأطفال كقصر الأطراف العلوية والسفلية وطول الإنسان أو قصره والذى كان قبل ذلك مستحيلا، كما يمكن بواسطة الجهاز إطالة الأطراف حتى 40سم أو أكثر أو زيادة فى حجم الساق وإعطائها الشكل الطبيعى ومعالجة أو إزالة الاعوجاج بالعمود الفقرى دون الحاجة للتدخل الجراحى وتقوس العظام الشديد وعلاج المفاصل الخلقية الكاذبة عند الأطفال والتى كانت غالبا يتم بترها، بالإضافة إلى علاج الكسور ومضاعفتها مثل الكسور غير الملتئمة أو فقدان جزء من هذه العظام، أما فى مجال سرطان العظم نستطيع أن نتخلص من الجزء المصاب وتعويضه بعظم جديد عن طريق إطالة نفس العظم السليم، وذلك بعدما كانت الكسور العظمية تعالج لمدة أسابيع طويلة وقد يضطر الطبيب إلى كسر العظم مرة ثانية فى حالة عدم جبره بشكل سليم. ويضيف أن رسالة المعهد هى بالمقام الأول علمية تعليمية تقدم من خلال المؤتمرات دورات تثقيفية وورش عمل تفاعلية لتدريب شباب الأطباء للوصول بهم لأقصى درجات الكفاءة والمهنية، مؤكداً أن المعهد فى طور التطوير المستمر والمتوقع له أن يتسع لنحو 300سرير أخرى لاستيعاب كافة حالات الإعاقة، بالإضافة إلى التوجه الفعلى لإنشاء مصنع لتصنيع وتجميع الأطراف الصناعية متضمناً قسماً خاصا لتحليل الحركة، وحول معمل تحليل الحركة الحديث يقول الدكتور أشرف لطفى استشارى جراحة العظام بالمعهد إن معمل تحليل الحركة الحالى هو ثالث معمل من هذا النوع فى مصر، وهو الوحيد فى الشرق الأوسط الذى يتعامل مع كافة أنواع الإعاقات الحركية جراحياً وطبيا ومن خلال العلاج الطبيعى المكثف، وهو يحتوى على 10 كاميرات عالية الدقة تعمل بالأشعة تحت الحمراء، مثبتا على بلاطات لقياس القوة مثبتة بالأرض، لرصد وتحليل الحركة خصوصا فى حالات إصابات الرياضيين وأصحاب الإعاقة.